اقتراب من حيثيات الحوار السياسى
حماس تشترط التزام الاحتلال ببنود الاتفاق والبروتوكول الإنساني لإتمام عمليات التبادل القادمة الجيش الإسرائيلي يعلن تسلم أسيرين إسرائيليين من الصليب الأحمر بعد إفراج كتائب القسام عنهما في رفح القسام تسلّم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر في رفح وتواصل تنفيذ المرحلة الأولى بتسليم أربعة آخرين في النصيرات ضمن صفقه تبادل الاسرى اسرائيل تفرج عن 602 معتقل فلسطيني بينهم 445 من غزه و47 اعيد اعتقالهم بعد صفقة 2011 مجلس النواب يرفض محاولة إسرائيلية لتهجير أهل غزة إلى ليبيا الأمير علي بن الحسين يُؤدي اليمين الدستورية نائباً لملك الأردن بحضور هيئة الوزارة وزارة الخارجية الفلسطينية تُدييين اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه لمخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية كتائب القسام تُفرج عن 6 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة لتبادل الأسرى إلغاء مؤتمر صحافي بين زيلينسكي ومبعوث ترمب لأوكرانيا وسط تصاعد التوترات الفيضانات تدمر شوارع البرازيل المياه تغرق الأشخاص وتجرف السيارات
أخر الأخبار

اقتراب من حيثيات الحوار السياسى

المغرب اليوم -

اقتراب من حيثيات الحوار السياسى

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

فى البداية أتوجه بتمنيات التوفيق والسداد إلى كل من سعادة المستشار محمود فوزى والأستاذ ضياء رشوان، فى مهمة الإشراف والتنسيق للحوار الذى دعا له الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال إفطار الأسرة المصرية فى شهر رمضان المعظم. أعرف أن مفهوم «الحوار» من تلك المفاهيم التى تلقى احتراما خاصا لدى الجمهور السياسى المصرى. ولكن حوارات ما قبل الحوار وضعت لدينا ثلاثة أسماء لما اقترحه الرئيس: الحوار السياسى، والحوار الوطنى، والحوار المجتمعى. والحقيقة أن التاريخ لم يكن كثيرا إلى جانب ذلك الحوار الذى تتحدث عنه الأطراف السياسية فى مصر، وفى عام ١٩٨٤ خرجت علينا الحكومة، أو الحزب الوطنى الديمقراطى، أو الرئيس آنذاك، للحديث عن حوار شامل. وبعد ذلك كانت المسألة مبهمة من أولها إلى آخرها، فقد تشكلت لجان، واجتمعت مؤتمرات، واحتج هذا أو ذاك على طريقة الحوار، وفجأة أصيب الحوار الوطنى بالسكتة القلبية بعد بيان هزيل ظهر فيه أن أحدا لم يكن يعلم ما هو الغرض من الحوار. وتكرر الأمر بعد ذلك مرات عديدة، وفى مناسبات مختلفة، وكانت الحكومة أو الحزب الحاكم تستخدمه ساعة الأزمة، أما المعارضة فلم تكن تجد شيئا غيره بعد انتهاء الأزمات، كانت الصيحات كثيرة، والطحن بلا طحين أكثر. وهذه المرة نريدها مختلفة، وضبط المصطلحات فيها ضرورة، فالحوار السياسى الذى جاءت باسمه الدعوة يعنى أنه يدور حول قرارات لها ثمن وزمن، وتقف وراءها قوة الدولة وشرعيتها لتوقيع قيم مادية ومعنوية. هو يختلف عن «الحوار الوطنى» الذى يكون بين الحكم والمعارضة للتوافق على أمور تجرى فى لحظات حرج وضيق. «الحوار المجتمعى» يحدث لمراجعة تقسيم العمل وتوزيع العائد فى المجتمع.

إذا ما جرى الاتفاق على أن الحوار سياسى كما جاء فى الدعوة، فإن السؤال الضرورى لاستيفاء الحيثيات هو لماذا الآن؟. فالأصل فى الدول أن مجتمعاتها تعيش حالة حوار دائم يجرى داخل كل جماعة سياسية، وهو يخرج أو يتسرب إلى أجهزة الإعلام التى تناقش الأفكار، وهنا تدخل مراكز البحوث المتخصصة، مع المجتمع المدنى، لكى تدلى بدلوها. وتكون الحصيلة بعد ذلك إما توافقا وطنيا مرجحا لوجهة نظر لا يجد القائد السياسى بدا من اتباعها؛ أو أن هناك خلافا عميقا فينتهى الأمر إما بالاستفتاء أو الانتخابات العامة حيث يقرر المواطنون الجهة التى ينحازون إليها، وبعدها تصير النتيجة توجها تجرى ترجمته إلى قواعد وقوانين. مشكلتنا دائما مع الحوارات الوطنية أنها تتأرجح حول الغرض من الحوار ومن ثم قائمة الأعمال التى تنبثق منه؛ كما أنها لا تعلم أبدا من هم المعنيون بهذا الحوار. وفى بلد توجد فيه أحزاب يقال عنها «ورقية» وأخرى «كرتونية»؛ وثالثة تنتمى إلى العهود البائدة؛ ورابعة لا تزال فى دور التكوين وتريد وقتا حتى تكبر وتزدهر؛ وخامسة تعبر عن كتلة هائمة من المستقلين لا تعرف إلى أين تذهب، ويكون لها مكان فى الحوار تحت اسم «الشخصيات العامة»؛ وسادسة تعبر عن كتلة واسعة أكبر تعرف باسم «الأغلبية الصامتة».

ثلاثة أسباب يمكن الاستدلال بها لتوقيت الحوار السياسى؛ أولها انتصاف مدة تطبيق «رؤية مصر ٢٠٣٠» والتى وضعت أساسا لجمهورية جديدة كانت نقطة الانطلاق لها العام الجارى، حيث يجرى افتتاح «العاصمة الإدارية»، ومعها عدد هائل من المشروعات العملاقة المنتشرة على أرض المحروسة. وثانيها أنه عند هذه النقطة المفصلية توجد قضايا كثيرة تحتاج- من أرضية وطنية- التوافق على قائمة أعمال جوهرية تحتاج قرارات حاسمة تتعلق بكل ما له علاقة بتحقيق الهدف السياسى فى إقامة «دولة مدنية ديمقراطية حديثة»، ما دامت هذه الحالة تستدعى قوانين وتشريعات تتعامل مع الزيادة السكانية والأحوال الشخصية ودور الدولة فى الاقتصاد والمجتمع. وثالثها أن مصر تواجه فى هذا العام أوضاعا حرجة تؤثر على اقتصادها وقراراتها السياسية فى الداخل والخارج. وفى تقرير أخير لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية فإن الحرب الروسية الأوكرانية أضافت إلى التحديات التى تواجهها دول العالم تحدى إبطاء التشافى والتراجع فى «جائحة» الكورونا، وتحدى ضغوط التضخم المتصاعد الذى قد يتزامن مع الكساد، وتحدى ارتفاع تكاليف المعيشة الذى يسبب حالة من العنت والعوز مع مخاطر المجاعة. وكما هو معلوم فإن المنظمة تضم الدول الصناعية والمتقدمة والغنية فى العالم، وإذ كان ذلك هو تحدياتها فإن مصر ليست بعيدة عنها.

هكذا فرضت نتائج إنجازات المرحلة السابقة، وتحديات المرحلة المقبلة، أهمية «الحوار السياسى» الذى يدور حول قرارات لها زمن وثمن فى مواجهة واقع فرضت عليه تحديات داخلية وخارجية. المرجعية لهذا الحوار تتشكل من الدستور المصرى، ورؤية مصر ٢٠٣٠، وتجارب الدول الصناعية الحديثة التى عانت كثيرا من الاستعمار والتخلف فى عمومه، ثم ظهرت إلى الدنيا خلال العقود الثلاثة الماضية نمور وفهود اقتصادية، وقوى منافسة فى النظام العالمى. هذه الدول جميعها تجنبت التورط الخارجى فى نزاعات وصراعات، وأخذت بنوع من الثبات أو الكمون أو حتى الصبر الاستراتيجى لكى توفر كل طاقاتها من أجل عمليات البناء الداخلية.

المرشحون للمشاركة فى الحوار السياسى هكذا يمثلون النخبة السياسية فى المجتمع وبعدد معقول يسمح لفكرة الحوار بأن تطبق. والمقترح هنا أن تُمثل الأحزاب تلك التى لها عضو واحد على الأقل فى مجلسى النواب والشيوخ وعددها سبعة عشر حزبا. وبعد ذلك يأتى الممثلون للمجالس العليا والوطنية لحقوق الإنسان والمرأة، وما يماثلها من الهيئات المدنية فى النقابات والاتحادات، ومراكز البحوث والدراسات، مع عدد من الشخصيات العامة ذات الرصيد السياسى والخبرة العملية فى السياسات العامة. والحقيقة أن تحديد العدد ليس مقصودا منه استبعاد طرف ولا استثناء رأى، فالتغطية الإعلامية للحوار السياسى سوف تنعش الحياة السياسية فى البلاد، كما أنها سوف تعطى مددا كبيرا للسلطة التشريعية لكى تحول الأفكار السياسية إلى قوانين وتشريعات. فالأصل فى المجتمعات الحديثة أن السلطة التشريعية ليست فقط منوطا بها إصدار القوانين، والحوار السياسى عند التداول حولها، وإنما تقييم أدوات مستمرة للحوار السياسى العام فى المجتمع الذى يرصد المواقف والاتجاهات من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.

ولما كان الغرض من «الحوار السياسى» هو تحقيق التوافق السياسى حول القضايا الجوهرية التى أثارها المشروع الوطنى الحالى وهو يواجه الواقع المصرى المعقد، والأزمات المحلية من الإرهاب إلى زيادة المواليد، والعالمية من «الكورونا» إلى حرب أوكرانيا، فإن مآل كل الحوارات هو أن تتحول فى النهاية إلى قوانين تتعرض لمداولات أخرى فى مجلسى النواب والشيوخ. والنتيجة من كل ذلك هى أن عملية الحوار السياسى ليست مناسبة مؤقتة لتحقيق حراك سياسى، وإنما هى عملية ديناميكية متصلة لإبداء الرأى وصنع السياسات، وطرح القوانين وتطويرها ومواصلة تقييمها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتراب من حيثيات الحوار السياسى اقتراب من حيثيات الحوار السياسى



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:47 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

سناب شات تطلق برنامجًا جديدًا لتحقيق الدخل للمبدعين

GMT 04:06 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تفاصيل مُثيرة بشأن حرق طالبة في بنغلاديش

GMT 02:21 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يُشيد بطريقة تنظيم مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 13:15 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

نداء إلى حكام العرب..نظرة إلى العراق

GMT 07:48 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

في حاجتنا إلى علم السلوك

GMT 05:07 2017 الجمعة ,26 أيار / مايو

عودة محاكم التفتيش

GMT 07:28 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار الشخصية لمعرفة نوع تمرين "اليوغا" المناسب لك

GMT 00:57 2017 الثلاثاء ,12 أيلول / سبتمبر

دينا فؤاد بشخصيات مختلفة بأعمالها في رمضان

GMT 21:35 2015 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

مساندة الزوج لزوجته لتحقيق أحلامها يشعرها بالأمان

GMT 12:05 2012 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن دور المورثات في التنبؤ بالنجاح الدراسي

GMT 15:56 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق جائزة لتشجيع البحث العلمي في الجامعات المغربية

GMT 09:27 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

صبا مبارك تظهر برفقة شقيقتها على "إنستغرام"

GMT 08:32 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ثلاجة "سيلفي" تعرض محتوياتها وتُرسلها إلى هاتفك

GMT 15:20 2015 الإثنين ,12 كانون الثاني / يناير

الليمون لتخفيف مشاكل الهضم وأعراض الغثيان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib