الإيذاء لا يعني المقاومة
مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في قصّف مدفعي شنّة الدعم السريع على الفاشر وزارة الصحة اللبنانية تدعو جميع اللبنانيين للتخلص من أجهزة اتصال "بيجر" شركة ميتا تحظر وسائل الإعلام الروسية الحكومية بسبب نشاط التدخل الأجنبى حزب الله اللبناني يُصدر بياناً جديداُ يحدد فيه هوية الجهة المنفذة لانفجار الأجهزة اللاسلكية الذي أسفر عن عدد من القتلى وآلاف الجرحى مستشفيات جنوب لبنان تخطت قدرتها الاستيعابية والجرحى ينقلون إلى مستشفيات خارج المحافظة إصابة سفير إيران لدى بيروت جراء انفجار أجهزة لا سلكية في لبنان وزارة الصحة السودانية تُعلن تسجيل 266 إصابة جديدة بالكوليرا وارتفاع إجمالي الوفيات إلي 315 حالة جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن تنفيذ غارة جوية أدت إلى اغتيال رئيس وحدة الصواريخ والقذائف التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الأونروا يؤكد تدهور الأوضاع في ‎غزة بشكل متزايد والحشرات والقوارض تُهدد صحة الفلسطينيين حزب الله اللبناني يستهّدف موقع العباد الإسرائيلي بصاروخ موّجه
أخر الأخبار

الإيذاء لا يعني المقاومة

المغرب اليوم -

الإيذاء لا يعني المقاومة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

تجلَّى الأمر كما يلمع ضوء الشمس عندما ذكر لي المذيع المبجّل، والجنرال أحياناً، في قناة الجزيرة مباشر، 3 مارس (آذار) 2024، كلمة «الإيذاء» بوصفه مقاومةً للمحتل الإسرائيلي الذي في استمراره للبغي والاستيطان والاحتلال استحقَّ ذلك؛ لأن ذلك من حقوق الإنسان الطبيعية، كان هذا هو الوصف لما قام به تنظيم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) في هجومه على غلاف غزة، الذي مات فيه 1200 إسرائيلي، واختُطف 250 من الإسرائيليين والحاصلين على الجنسية المزدوجة من بلدان شتى.

ما حدث بعد ذلك من مجازر وعمليات القتل الجماعي في غزة والتي تعدّت 40 ألفاً، 70 في المائة منهم من النساء والأطفال، ووقت كتابة هذا المقال كان عدّاد القتل والجرح وأمراض الجوع والشلل دائراً في القطاع من شماله إلى جنوبه، لخَّص لي قولُ «المبجّل» مأزقَ السياسة والإعلام العربي ساعةَ حدوث حرب مع إسرائيل، حيث تكون الحرب من جانب إسرائيل توسّعاً واستيطاناً، وتدميراً للبنية الأساسية والمؤسسية للمجتمعات، بينما تكون «المقاومة» عملية «إيذاء» لإشفاء الغليل، وتقليل الحُرقة على المفقودين، والشعور بالرضا لما يلحق الطرف الآخر من ألم. هو نوع من الانتقام والثأر الذي كان يحدث في صعيد مصر، وجنوب إيطاليا، وكثير من بلدان العالم، حيث تكون العين بالعين، والسن بالسن، والبادي أظلم، وقد كانت إسرائيل هي البادية، ولكنها لم تأخذ لا عيناً ولا سِنّاً، وإنما بلداً بأكمله، ومصمِّمة على توسيع هذا البلد حتى يصير من النهر (الأردن) إلى البحر (الأبيض المتوسط).

على مدى مائة وعشرين عاماً قامت إسرائيل بإقامة دولة كاملة الأركان في قلب الشرق الأوسط، نصف قرن منها كان حتى قامت الدولة بعد قرار التقسيم، بينما الفلسطينيون رهن قيادتهم يخرجون في المظاهرات، ومِن آنٍ لآخر يرُدُّون الأذى بأذى مثله، وإذا بالإسرائيليين يتحوَّل أذاهم إلى تهجير وبناء دولة تستقبل اليهود المهاجرين، بينما الفلسطينيون ينتقلون من نكبة إلى أخرى، ولولا موقف مصر الحازم لكانت حرب غزة الخامسة انتهت بنكبة تُضاف للنكبات السابقة.

الحقيقة أن الأذى أمر، والمقاومة أمر آخر؛ الأول يكون له يوم واحد، 7 أكتوبر على سبيل المثال، ولكن اليوم لا يتلوه يوم آخر، فلم يوجد لدى «حماس» فكرة إلا الاستعداد لاستقبال الهجوم الاستراتيجي اعتباراً من «اليوم التالي» ناراً ولهيباً. الأذى أمر مؤقت، ولكن الاستراتيجية طويلة البال، متعدّدة الأوجه، صريحة الهدف، قوية العقيدة، شديدة المراس. خطوتها الأولى وحدة وطنية حديدُها يَفلّ الحديد، وكان ذلك ما حدث في حركات التحرُّر الوطني، مثل جبهة التحرير الجزائرية، وجبهة التحرير الفيتنامية، والجبهات المماثلة التي خاضت حروباً لتحرير شعوبها؛ في آيرلندا، وجنوب اليمن.

والحقيقة أن الغالبية الساحقة من دول العالم تحرّرت من خلال عمليات سياسية كانت الوحدةُ فيها نقطة بداية، ومشروعٍ وطنيّ للتقدم لا نهاية له في الأهداف الطموحة. الاستراتيجية تتحمّل استخدام الوسائل السلمية، وكان غاندي أبرز قادتها؛ والوسائل العسكرية وكان «هو شي منه» هو أعظم قادتها. وما بين هذا وذاك كانت الاستراتيجية تحتوي على الدبلوماسية والإعلام، واكتساب الحلفاء، والتضييق على الأعداء، والاستعداد للتنازل عندما يكون ذلك لازماً، واسترداد ما جرى التنازل عنه من قبل، أو استرداده دون جهد، نتيجة الزمن وتغيُّر الظروف.

حركة التحرّر الآيرلندية تنازلت عن شمال آيرلندا؛ لأن الغالبية كانوا من البروتستانت، وجمال عبد الناصر سمح للإنجليز بالعودة إلى قاعدة قناة السويس في ظل ظروف معينة، وانتهى ذلك مع الانتهاء من العدوان الثلاثي الذي تم بتوافق أميركي سوفياتي. أنور السادات قَبِل سيناء مقيّدة التسلح، ثم باتت مفتوحة التسلّح بتغيير البروتوكول العسكري نتيجة الحرب على الإرهاب.

الأذى يوجد فقط للحاجة النفسية، أما المقاومة فهي استراتيجية أولاً لطرد مستعمِر أو غازٍ أو طاغية، وثانياً وهو الأهم قيام الدولة المستقلة الواحدة لشعب بعينه، هي عملية صبورة لا تقطعها «حماس» بعد توقيع اتفاق «أوسلو» الذي أقام أول سلطة وطنية فلسطينية على الأرض الفلسطينية في التاريخ.

أهم خصائص الدولة في التاريخ الإنساني هي وحدة ومركزية السياسة مع السلاح؛ لأن القيادة السياسية وحدها هي التي تمتلك استراتيجية الحرب والسلام، واستخدام الدبلوماسية للتفاوض أو السياسة لبناء التحالفات أو الحرب، شاملةً كانت أو جزئية، دائمةً أو مرحلية؛ لأن عليها أن تَقِيس توازنات القوى بدقة بين طرفَي الصراع.

استراتيجية المقاومة تحافظ على شعبها، ولا تضحّي به بعد أول يوم، وعندما تخوض حرباً فإنها تَعُدُّ العُدّة، فتبني الملاجئ قبل الأنفاق. «حماس» بدأت «الأذى» بكسر الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتحالف مع إسرائيل لإضعاف سلطة رام الله. المذيع المبجَّل كان «الإيذاء» يكفيه وزيادة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإيذاء لا يعني المقاومة الإيذاء لا يعني المقاومة



GMT 23:25 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

قصة الراوي

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

بمناسبة المسرح: ذاكرة السعودية وتوثيقها

GMT 19:34 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

لماذا نهتم بالانتخابات الأميركية؟

GMT 19:31 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

تغريد دارغوث إذ ترسم ضد تسليع الكارثة

GMT 19:26 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

مصر وحماس؟!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 14:28 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن
المغرب اليوم - عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:05 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء عدة في مراكش لمدة 3 أيام

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"جاغوار" تعلن عن نموذجًا جديدًا من السيارات الفارهة

GMT 19:05 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

خديجة الزياني تفتح ملف " حراس الأمن الخاص" داخل البرلمان

GMT 11:39 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إدارة الوداد الرياضي تغرم اللاعب أنس الأصباحي

GMT 18:44 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تسريب جديد يكشف عن سعر هاتف HTC المقبل U12+

GMT 15:45 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

لجنة المراقبة تحجز لحوم فاسدة في الناظور

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib