السعودية وآفاق تنمية القدرات البشرية
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

السعودية وآفاق تنمية القدرات البشرية

المغرب اليوم -

السعودية وآفاق تنمية القدرات البشرية

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

تمضي المملكة العربية السعودية في مسيرة البناء والنماء، وعندها أن الاستثمار في البشر، هو أساس وركيزة نجاحات الاستثمار في الحجر.
تعلمنا التجربة الإنسانية أن تأهيل الإنسان وتدريبه، أمر يصنع المعجزات على الأرض، وليس أصدق من النموذج الياباني، أو نظيره الألماني، وطفرات النجاح التي تم تحقيقها بأيادي أبناء هاتين الدولتين بعد الدمار الساحق الماحق الذي لحق بهما في نهاية الحرب العالمية الثانية.
في هذا السياق يمكن للمرء أن يتابع وبعين فاحصة برنامج تنمية القدرات البشرية، ذاك الذي انطلق بمباركة ورعاية وتشجيع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نهار الأربعاء السادس عشر من سبتمبر (أيلول) الحالي.
يمكن النظر إلى البرنامج كرافد جديد من روافد الإحياء التنويري لفكر و«رؤية 2030»، تلك الاستراتيجية الشاملة التي تستنهض قوى ومقدرات المملكة، وتأخذ بها في طريق العالم الصاعد نحو أعلى عليين، وذلك من خلال تعزيز قدرات الشباب السعودي الواعد التنافسية، وفتح المسارات والمساقات المحلية والإقليمية، بل والعالمية أمامه، ودفعه في طريق اغتنام الفرص الواعدة، تلك التي تطفو على سطح الأحداث اليومية، من خلال ثنائية العرض والطلب، وفي عالم يعيش مرحلة من الكوكبية غير المسبوقة، حيث سقطت الحدود وزالت السدود، وعلى غير المصدق أن يراجع أرقام التجارة السيبرانية، وحديث العملات الإلكترونية، حيث عالم اقتصادي جديد يظهر، مختتماً في غالب الأمر، وعما قريب جداً نظام، بريتون وودز، الذي ساد العالم بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الساعة.
الذين يقرأون لا ينهزمون، والمتابعون للمعرفة التي انفجرت في عالمنا المعاصر حكماً هم المنتصرون، بل إن النصر حليف الجاهزين كما يقول التعبير اللاتيني Amat Victoria Curam.
هنا تبدو استراتيجية برنامج تنمية القدرات البشرية، كرؤية خلاقة إضافية في طريق تهيئة الشباب السعودي على ركائز لا غنى عنها لشباب أي دولة عصرانية، تأمل أن تجد لها موقعاً أو موضعاً ضمن سباق تنافس العولمة الشرس، والذي لا مكان فيه إلا للمبدعين.
في مقدمة ركائز البرنامج الذي طرحه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تأتي مسألة تنمية الشغف بالمعرفة، والاعتزاز بالقيم، ويكاد المرء هنا أن يلمح تناغماً بين التراث والمعاصرة، وهذه هي الوصفة الخلاقة لدول ذات جذور آبائية تراثية، عرفت طريقها إلى الحضارة الإنسانية قبل آلاف السنين، وها هي مرة جديدة تستجمع قواها للوثوب إلى حيث تستحق من مكانة بين شعوب العالم.

 

ومن المرتكزات أيضاً، السعي في طريق التفكير بحزم والعمل بجزم، حتى يضحى النجاح مضموناً، والريادة والمنافسة محلياً وعالمياً مؤكدة، وبين هذه وتلك تستمر مسيرة التطوير والتنمية للمواهب ورعايتها بهدف مستقبلي بعيد، يكفل تمام منظومة الإبداع ويخلي جانباً مساقات الإتباع.
ولعل القارئ بعمق لأبعاد مبادرات البرنامج والتي تتضمن نحو 89 مبادرة، بهدف تحقيق 16 هدفاً استراتيجياً من أهداف «رؤية المملكة 2030»، يلحظ أن هناك توجهاً هو أنفع وأرفع ما يمكن لجهة مستقبل شباب المملكة؛ إذ يتوقف عند مرحلة رياض الطفولة أول الأمر.
أجمع علماء النفس والاجتماع على أن أهم فترة يؤسس فيها العقل البشري، هي السنوات الأولى من العملية التعليمية، أي مرحلة رياض الأطفال، وهو أمر قالته العرب قديماً عبر التعبير الشهير «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر».
ضمن ركائز البرنامج نجد مبادرة تعزز السعي في انتشار رياض الأطفال؛ الأمر الذي يشبه وضع أفضل البذور في التربة بهدف جمع الحصاد الثمين في نهاية الموسم.
ثانياً، نلاحظ أن هناك مبادرة أخرى تتناول فكرة التوجيه والإرشاد الخاص بسوق العمل، وفي هذا الأمر إدراك لواقع المتغيرات الدولية، وحاجة أسواق العمل الإقليمية والدولية إلى الخريجين، وقد مثلت هذه النقطة بنوع خاص، كعب أخيل، في السياسات التعليمية العربية طوال عقود؛ إذ وجدت جامعات ومعاهد نظرية تكدس خريجيها من غير نفع أو طائل، في حين نضبت نظيرة لها تمد السوق بخريجين مطلوبين في أطر مغايرة تكنولوجياً ومعرفياً، فكان الفائض من غير داع، والجفاف بكل مخاوفه.
جيد للدولة أن تحافظ على أصولها وثوابتها، في حين إبداعها الحقيقي يقوم على قدرتها في التعاطي مع المستقبل بأريحية لا خوف فيها ولا وجل، وهذا ما تسعى إليه بنود البرنامج، حيث المرء يجيل النظر بالعالم، وما هو مطلوب من مهارات وقدرات في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين.
ما تحتاج إليه المملكة اليوم وما تصبو إليه «استراتيجية 2030» هو تطوير مهارات التفكير الإبداعي وتحليل البيانات، بالإضافة إلى تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية؛ مما يعزز من تنافسية شباب الأمة، ويدرك احتياجات الثورة الصناعية الرابعة وما يليها.
يثق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بقدرات شباب المملكة، ومن هذه الثقة تتوالد رؤى إبداعية يوماً تلو الآخر لتلبي احتياجات وطموح جميع شرائح المجتمع، على حد تعبيره.
الخلاصة... السعودية تمضي في إطار اقتصاد الإبداع والابتكار، من عند رأس المال البشري أول الأمر وأهمه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وآفاق تنمية القدرات البشرية السعودية وآفاق تنمية القدرات البشرية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib