الشرق الأوسط الطريق إلى التهدئة والتنمية
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الشرق الأوسط... الطريق إلى التهدئة والتنمية

المغرب اليوم -

الشرق الأوسط الطريق إلى التهدئة والتنمية

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

هل باتت التهدئة ووقف نزف الدماء في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي، وما نحوهما فرضاً لا نافلة؟

مؤكد أن ذلك كذلك، لا سيما بعد أن بلغ السيل الزبى كما يقال، وبات الحجر يئن بأكثر من البشر.

لم يعرف التاريخ طوال أحداثه معادلات صفرية عبر الحروب، وحتى لو خيل لأحدهم أنه انتصر بالمطلق، فهو واهم، ذلك أن عجلة الأحقاد تعود من جديد لتشعل النيران في الصدور، ضمن دائرة موت لا تتوقف ولا تهدأ.

منذ عام بالتحديد، وحلقة جديدة من حلقات الموت تشهدها هذه المنطقة المنكوبة والمكلومة من العالم، حيث أصبح الموت لدى البعض عادة، وردات الفعل الوحشية عبادة لدى الطرف الآخر.

وبين هذا وذاك، جعلت أطراف أخرى بدورها، إقليمية ودولية مع الأسف، الشرق الأوسط، ساحة ومساحة للمعارك.

يمر الشرق الأوسط بأوقات عصيبة، وبينما الدماء تسيل، تتعذر المصالحة، وتغيب فرص الحياة والنمو، والازدهار والسلام، كأن الأمر قدر مقدور في زمن منظور.

يعن لنا أن نتساءل: «هل هو مصير سيزيفي يصاحب تلك المنطقة في حاضرات أيامنا؟».

تعلمنا التجارب الإنسانية وآخرها الحربان العالميتان الأولى والثانية، وما حصدتاه عبر أكثر من سبعين مليون قتيل، أن النار والدمار ليسا هما الحل، لا سيما أنه سيتحتم على جميع الأطراف لاحقاً الجلوس إلى مائدة المفاوضات مرة أخرى، والتوصل إلى صيغ ومقاربات تسمح بالعيش الآمن والمطمئن. الذين لهم دالة على كتابات مفكر الحرب الصيني الأشهر صن تزو، وما جاء في رائعته الخالدة «فن الحرب» يدركون أن معركة المنطقة في هذه الأوقات لا تحتاج إلى البارود، بل إلى المحاريث والفؤوس، لتعبيد الأرض، وإطعام الجياع، وتأمين اللاجئين، وتطمين المروعين.

«كسب معركة واحدة بالسلم أفضل من خوض مائة معركة بالحرب»، هل من مستجيب؟

جرب كثير من دول المنطقة العيش إلى حد الإغراق في الصراعات السياسية والعسكرية، عطفاً على النزاعات العرقية، ومن غير أن نوفر الإشارة إلى الخلافات الطائفية والعقدية، فماذا كانت النتيجة؟

هناك اليوم الملايين من الهائمين على الطرقات، ومثلهم وأكثر أيضاً المسافرون إلى دول جاءوا منها قبل نحو ثمانية عقود على أمل بناء وطن على أطلال أوهام قالت إن هناك أرضاً بلا شعب. تراجعت مستويات التنمية والإنتاجية، وباتت الفاقة والعوز يخيمان على كثير من البقاع والأصقاع، حيث تُجير الموازنات لأسلحة الموت، ولم يعد هناك من يحول سيوفه إلى سكك أو يطبع رماحه إلى مناجل، وهو سباق كارثي لا يرحم الآباء ويورث الكراهات للأبناء، إرث مر من رماد في نهاية الأمر.

هل الحديث الآن عن الحاجة إلى التهدئة ووضع الأسلحة جانباً والتفكر الجديد العميق، بنيات صادقة وطوايا صالحة، شأن طهراني يوتوبي، أم حاجة ماسة قبل الوقوع في جب الحروب الإقليمية الواسعة التي لن ترحم أحداً؟

التهدئة تعني أول الأمر، توقف ضربات الموت الساحقة الماحقة المتبادلة منذ زمان وزمانين، وهي الخطوة الأولى نحو بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة، مما يفتح الدروب الصعبة أمام حل النزاعات بطرف سلمية، ومن ثم جلاء القلوب والعقول مما علق بها من ذكريات السوء وأزمنة جفاف ضرع الأرض. حين تتوقف الأعمال العدائية يمكن للدول المتصارعة التركيز على القضايا الحياتية الأساسية والتي محقت غيلة وغدراً في الأعوام الأخيرة، من تعليم وصحة وبنية تحتية، من حياة كريمة تليق بالبشر الطبيعيين، كما في بقية أرجاء العالم الساعي للصعود في معارج الفضيلة.

في هذا السياق، تنبغي الإشارة إلى أن التنمية تتطلب استقراراً يخلق فرصاً للعمل ويحسن مستوى المعيشة، لكن تبقى هناك ركائز أساسية لا بد من توافرها، وفي مقدمها تحقيق العدالة، فمن دونها لن يقوم سلام.

في هذه الجزئية تحديداً يتذكر المرء مبادرة السلام التي قدمتها المملكة العربية السعودية قبل عقدين، ويتساءل الناظر لمشهد المرار والدمار عن تلك الفرصة الذهبية الضائعة. التهدئة تستدعي إيماناً حقيقياً بفكرة الدولة الويستفالية، واحترام الحدود والمقدرات الأممية.

في هذا السياق، تتبقى هناك مطالبة غاية في الأهمية موجهة للمجتمع الدولي والقوى الكبرى النافذة فيه، لا سيما الولايات المتحدة، وروسيا والصين، بأن تعمل بحسن نية وإخلاص لاستنقاذ المنطقة من مآلات الحرب العبثية الدائرة، عبر وساطات جادة لا مراوغة فيها، وأن تنظر إلى المنطقة بوصفها فرصة لتثاقف الأمم وتبادل الخبرات والخيرات مع شعوبها، لا كونها ساحة لحروب تصفية الحسابات، في طريق القطبيات المتغيرة. المنطقة تحتاج لرجالات يؤمنون بالسلام والتهدئة كفرصة للنجاة لا الغرق معاً

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط الطريق إلى التهدئة والتنمية الشرق الأوسط الطريق إلى التهدئة والتنمية



GMT 19:50 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 19:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 19:46 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 19:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 19:39 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 19:33 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 19:30 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib