زمن بُناة الجسور خدمة للإنسانية
6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
أخر الأخبار

زمن بُناة الجسور خدمة للإنسانية

المغرب اليوم -

زمن بُناة الجسور خدمة للإنسانية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

حين منحت مملكة النرويج عام 2021، رئيس رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبد الكريم العيسى، جائزة «باني الجسور»، كان ذلك تقديراً لقيامه بعمل استثنائي في تجسير العلاقة بين أتباع الأديان والحضارات، بإسهام رائع ملموس، وبوصفه قوة عالمية رائدة في مضمار الاعتدال ومكافحة الأيديولوجيات المتطرفة، وصوتاً واضحاً ومتميزاً للسلام والتعاون بين الأمم والأديان.

مرة جديدة قبل أن ينصرم شهر مايو (أيار)، كان الشيخ العيسى يؤكد أنه قوة تغيير وتنوير خلّاقة، على رأس رابطة العالم الإسلامي، ودورها الذي يليق بالمملكة العربية السعودية في زمن «رؤية 2030»، التي أرسى دعائمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورسم دروبها عبر الاعتدال والتسامح، ووسم طرقها بالتعايش الإنسانوي الخلاق.

في «نزل سانت مارتا»، في حاضرة الفاتيكان، مقر الإقامة الذي فضله البابا فرنسيس على سكن البابوات في القصر الرسولي، كان اللقاء المتسم بالود والمحبة الأخوية الفياضة بين الحبر الروماني الكاثوليكي، والشيخ العيسى رجل العلم والفقه الكبير، صورة الإسلام السمح.

استقبال فرنسيس للعيسى على هذا النحو، وبعيداً عن البروتوكولات الصارمة للكرسي الرسولي، أمر لا يمكن تفهمه أو استيعابه إلا في سياق التقدير الكبير والصادق، للدور الذي تقوم به رابطة العالم الإسلامي في مكة، والهادف إلى تعزيز أواصر الحوار الفعال والتفاهم الشفاف، عبر هدم جدران العداوات، وبناء مجتمع التعاون الإيجابي بين أتباع الأديان والثقافات.

ما الذي يجمع الرجلين الكبيرين في هذا الزمن الصعب، لا سيما في ظل تعاظم المخاوف من اندلاع حروب عالمية، واتساع رقعة الحروب العِرقية والدينية؟

معلوم أن كل ما له علاقة بالقيم المشتركة والتحالف الحضاري، وهو ما قد يراه البعض شعارات رنانة طنانة، غير أن الواقع العملي يخبرنا بأن تكريم الإنسان، والاعتراف بحقوقه، ونبذ الكراهية والتعصب الديني بين أهل الأديان، وتمهيد الطرق للتعايش السلمي وحسن الجوار، وإحلال ثقافة المحبة والتآخي عوضاً عن التطرف والتمذهب؛ كل هذه وغيرها الكثير تُعد في صميم القيم الإنسانية المشتركة.

العيسى رجل يشار له بالبنان، لا سيما أنه صاحب دعوة للحوار مع الثقافات المختلفة، من أجل التفاهم والتقارب الإنساني، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وصولاً إلى تجاوز حالات التوجس، والدين عنده ليس جزءاً من المشكلة، بل إنه أحد أهم أركان الحل، بحكم تقديره في الوجدان العام.

عطفاً على ذلك، فإنه يؤمن إيماناً عميقاً بدور قادة الأديان في صنع السلام، وعنده أن الإيمان الديني عقيدة، والانتماء الوطني هوية والتزام، والقيام بعمارة الأرض والحفاظ عليها مسؤولية، والإحساس بهذه المسؤولية من واقع إيمان وشعور بالمساءلة أمام الخالق، من أهم محفزات استدعاء المخاطر، وتغليب منطق الحكمة والتسامح المتبادل.

يدعو العيسى إلى ضرورة إدراك أن البشر مختلفون ومتنوعون، وهذه هي الطبيعة الحتمية للحياة التي نشأت بإرادة إلهية، وعلى الساعين في دروب الحقيقة أن يقدموها للآخرين في قالب الإهداء والتلطف والمحبة.

على الجانب الآخر، لا يبدو أن تاريخ حاضرة الفاتيكان، قد عرف بابا بانفتاح البابا فرنسيس على العالمين العربي والإسلامي منذ المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني (1962-1965) وحتى يومنا هذا.

فرنسيس الفقير وراء جدران الفاتيكان، لا يكف عن محاولات الانفتاح الجادة والمجدية على المعارف الخلاقة والموصولة بخريطة البشر والحجر، ومن هنا يتفهم المرء تواصله الوجداني مع العالم الإسلامي بما فيه من مثقفين ومفكرين ورجالات دين.

منذ اليوم الأول لحبريته، سعى البابا فرنسيس في طريق تحطيم جدران القلق من الآخر، والخوف من الشخص المغاير دينياً وثقافياً، لا سيما إذا كان من العالم الإسلامي، ما جعل شعبيته تزداد من يوم إلى آخر في المجالين الجغرافي والديموغرافي لمسلمي العالم.

لا يكف البابا فرنسيس عن إطلاق دعوات تعزز من الحوار وثقافته، لا سيما أن البديل الآخر هو المواجهة العنيفة الممزوجة بالألم والمخضبة بالدماء.

قدم البابا فرنسيس نماذج عملية تظهر قناعاته بكرامة الإنسان، هذه القيمة العالية والغالية، من دون تفريق عِرقي أو محاصصة طائفية، الأمر الذي تمثل في الكثير من المواقف، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

- دفاعه عن مسلمي الروهينغا المضطهدين، فقد قال ذات مرة: «إن إخوة أشقاء لنا في الإنسانية يتعرضون للقتل لا لشيء إلا لإيمانهم وعقيدتهم».

- ترفّعه عن التفريق وقربه من روح التجميع، فقد كان من الممكن له أن يستغل الحوادث الإرهابية التي جرت في أوروبا قبل عدة سنوات، وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء، لكنه رفض المزايدة المفرغة من أي مشاعر دينية وإيمانية حقيقية، والتي تشاغب العنصريات وتياراتها المحدثة.

رفض البابا فرنسيس الربط المطلق بين الإسلام والإرهاب، وشدد على أن جميع الملل والنحل يوجد بها متطرفون ومتشددون، والتاريخ يحوي صفحات مؤلمة، لا بد من القفز فوقها، إن أردنا أن نقيم مجتمعاً عالمياً تصالحياً وتسامحياً.

لعل ما يجمع بين الشيخ العيسى والبابا فرنسيس، رفضهما التطرف والتزمّت القائم على شعوب مغشوشة، وقوميات زائفة، مغالية في التمحور حول الذات، ما يجعل منها قوارض أساسية عانت ولا تزال تعاني منها الأديان والأوطان.

يلعب البابا فرنسيس اليوم، ولا شك، دوراً محورياً ومركزياً، في التحولات والتغيرات الديناميكية الفكرية للقارة العجوز، والتي تمضي وراء رايات التطرف الأيديولوجي والدوغمائي القاتلين، وكأنها لم تستوعب خطايا القرون الوسطى، وكوارث النازية والفاشية، وها هي قاب قوسين أو أدنى من علمانيات جافة وراديكاليات ضارة.

تقع اليوم مسؤولية استنقاذ العالم على عاتق بُناة الجسور، إنها مسؤولية مشتركة من أجل حفظ القيم الإنسانية للأجيال القادمة.

ماذا في جعبة رابطة العالم الإسلامي والشيخ العيسى في المستقبل القريب؟ أغلب الظن الكثير من المبادرات التي تخدم الإنسانية وتنشر الوعي... إنه وقت بُناة الجسور.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن بُناة الجسور خدمة للإنسانية زمن بُناة الجسور خدمة للإنسانية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا

GMT 12:54 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب السبت 26-9-2020

GMT 05:54 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل المطاعم في "سراييفو" البوسنة والهرسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib