سوريا دبسٌ وهمسٌ

سوريا... دبسٌ وهمسٌ

المغرب اليوم -

سوريا دبسٌ وهمسٌ

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

أهمّ ما ينتظر سوريا الجديدة هو تحديد كلمة سواء بين «كل السوريين» تجيب عن هذا السؤال المباشر: ما هي هوّيتنا الوطنية الجامعة؟

أهمُّ من الشواغل العسكرية والأمنية والاقتصادية، فكل هذه الأمور، مع الوقت، ومع وجود الإجماع الوطني، وعزيمة السوريين تزول، وتبدأ الثقة تُبنى حجراً حجراً، مع المحيط، ومع السوريين في الخارج، ومع أصدقاء سوريا في كل العالم.

من أجل ذلك فإن «الوضوح» وإعلان المُراد، دون غمغمة، أو إخفاء، هو الطريق الأسرع والأصحّ للعبور بسوريا من جسر المتاعب إلى برّ الأمان.

قبل أيام ثارت ضجّة في داخل وخارج سوريا بسبب تصريحات لمسؤولة في الإدارة السورية الجديدة، السيدة عائشة الدبس، وهي مديرة مكتب شؤون المرأة في الحكومة السورية الانتقالية الجديدة، في مقابلة مع قناة تركية، قالت فيها إنها لن تقبل أي رأي لمنظمات نسوية أو غيرها تخالف توجهها الفكري.

هذا الكلام من «مسؤولة» عن مسألة المرأة السورية «الجديدة» أثار القلق بل الغضب لدى مجموعات من السوريات والسوريين، بسبب ما وُصف بأنه نكسة في مسيرة المرأة السورية، مع أن الدبس وبعض الأصوات، لاحقاً، قالوا إن كلامها اجتزئ، وأنها قصدت تحديداً بعض المنظمات التي تروج أجندتها الخاصة في الشرق الأوسط عامة.

هذا المثال من الجدل يكشف عن الحساسية العالية التي تهيمن على الجميع، بسبب الحيرة حول طبيعة مستقبل سوريا وهويتها الاجتماعية الثقافية، وهي تكشف أيضاً عن أن المسألة في دمشق وبقية الحواضر السورية الكبرى ليست كما كانت في إدلب، رغم أنه حتى في إدلب كانت هناك صعوبات من هذا النوع، لكن الإعلام كان بعيداً عنها.

هناك نساء سوريات، من شتّى المشارب السورية، ساهمن في مكافحة نظام الأسد، منهنّ رزان زيتونة التي أسست مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، وساهمت بشكل كبير في توثيق الجرائم التي ارتُكبت خلال بداية الثورة السورية، واختُطفت نهاية عام 2013، وما زال مصيرها مجهولاً. ومنهنّ الفنّانة ميّ سكاف، وغيرها من السيدات السوريات.

على ذكر المرأة السورية، فإنها رائدة في مسيرة التنوير والعمل النسائي، بل والسياسي الوطني، منذ أزيد من قرنٍ من الزمان، يُذكر في هذا السياق صاحبة أول صالون نسائي تنويري في الشرق - على خلافٍ مع المصريين في ذلك - وهي السيدة ماريانا مراش. والسيدة الدمشقية الأرستقراطية نازك العابد، وهي شمعة من شموع التنوير السوري، بل وشاركت شخصياً في معركة ميسلون الشهيرة ضد الفرنسيين في يوليو (تموز) من عام 1920 وقد ارتدت - كما قيل - وقتها الملابس العسكرية وتفقدت الجنود، وأنها نزلت إلى أرض المعركة وشاركت فيها متخفية في زي العسكريين الرجال.

ربما لأن النظام الأسدي السابق، الأب والابن، جفّفا وجرّفا النخب السورية، عبر السجن والنفي والقتل والتخويف والإخراس، لم يبقَ إلا ثلّة قليلة تكافح م

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا دبسٌ وهمسٌ سوريا دبسٌ وهمسٌ



GMT 20:24 2025 الإثنين ,17 شباط / فبراير

وسطاء الصفقات «بُدلاء» ترمب عن رجال الدولة

GMT 20:20 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

لبنان: برنامجا استكمال الهزيمة أو ضبطها

GMT 20:15 2025 الإثنين ,17 شباط / فبراير

مروان حمادة... ليلة بوح في المزة

GMT 20:14 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

أوروبا والألسنة الحداد

GMT 20:12 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

الرياض عاصمة العالم... مرة أخرى

GMT 20:06 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

مقام الكرد

GMT 20:04 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

السعودية صانعة السلام

GMT 20:00 2025 الإثنين ,17 شباط / فبراير

عمر خيرت... إطلالة من «برلين»

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ابل تطلق iOS 18.3 و iPadOS 18.3 مع تحسينات لـ Apple Intelligence

GMT 16:50 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

نهضة بركان يطرح تذاكر مباراة الجيش

GMT 18:37 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ميزات جديدة في تحديث تليغرام لعام 2025

GMT 03:46 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

المغربي أشرف حكيمي يقود سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا

GMT 05:50 2019 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على ديكور منزل جورج كلوني الذي يبلغ ثمنه 12 مليون دولار

GMT 10:26 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 3.5 درجات يضرب ولاية بسكرة الجزائرية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib