بروفايل «كويتي» عن «إخوان الأردن»

بروفايل «كويتي» عن «إخوان الأردن»

المغرب اليوم -

بروفايل «كويتي» عن «إخوان الأردن»

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

ما جرى، ويجري، وسيجري، في الأردن، بدعوى مناصرة فلسطين، ليس جديداً، لكنه ينطوي على شحنة جديدة من الخطر، بخاصة لجهة إغواء الشباب والشابات، من ذوي الحسّ السياسي الغضّ الفطير.

لست أظن أن عاقلاً أو مراقباً جادّاً لا يعرف أن المحرّك الجوهري لهذه الفوضى الخطيرة في الأردن، هم جماعة «حماس» الإخوانية، وللعلم فإن لـ«حماس» نسخة أردنية داخل جسم الحركة الإخوانية الأردنية، وهذا بحث معلوم، سنعود له في مقالات مقبلة.

الدعوى هي: نصرة فلسطين.

الهدف: السيطرة على قرار الدولة الأردنية، بالمباشر أو بغير المباشر.

المستفيد: جماعات «الإخوان»، ومن خلفهم إيران وبعض الدول الإسلامية والعربية الداعمة لمشروع «الإخوان»، من قبل ومن بعد.

الأداة المستخدمة: عواطف الجماهير، التي يصرفها المحترفون في «بنك الجماعة» لتحريك الشوارع وإشعال الحماسات «الانتهازية» لحركة «حماس».

ما رأيكم أن نَحصر حديثنا بمثال مباشر؟

نرصد في الشارع الكويتي، الافتراضي على السوشيال ميديا، والحقيقي على الأرض، تفاعلاً مع دعوات المظاهرات، من قبل ومن بعد، بدعوى نصرة فلسطين، والمقصود نصرة «حماس»، وإلا فإن أهل الكويت ودولة الكويت صفحاتهم بيضاء ناصعة في مساندة القضية الفلسطينية منذ عقود وعقود من الزمن.

هذا الشارع الذي يحاول استثماره المضاربون في بورصة «المقاومة» و«الإخوان»، هل يتذكر كيف كان موقف «إخوان الأردن» تحديداً من قضيته؟!

في عام 2005 سألت إسماعيل الشطي، من قيادات «إخوان الكويت» -ونُشر ذلك في حينه بهذه الجريدة- عن قضية احتلال الكويت عام 1990 من طرف عراق صدّام حسين، فذكر أن موقف «إخوان الأردن» كان أشدّ المواقف المتصلبّة في رفض الاستعانة بالقوات الأجنبية، وقال: «إنه أشد من مواقف إخوان فلسطين حتى».

كما سرد القيادي الإخواني الكويتي البارز مبارك الدويلة، تفاصيل زيارة الوفد الشعبي الكويتي، الذي رأسه أحمد السقاف، وكان الدويلة عضواً فيه، إلى الأردن في أثناء الغزو لشرح القضية الكويتية، ويصف الدويلة في لقاء صحافي مع جريدة «الشرق» القطرية في يوليو (تموز) 2004، وقد سألته شخصياً عن صحة هذا الحوار فأجاب بالإيجاب، ويصف الدويلة موقف «الإخوان المسلمين» بالأردن بأنه كان «مخزياً» وعبّر يوسف العظم، النائب الإخواني الأردني الشهير، عن ذلك بقوله: «لَقدمٌ عراقية في أرض الكويت خير من قدم أميركية!».

كما أشار الباحث الكويتي خليل حيدر، في مقال له، إلى غلوّ بعض «إخوان الأردن» في مناصرة صدام، وتناسي الموقف الإخواني التقليدي في معاداة «البعث» و«الناصرية»، للدرجة التي اتّخذ فيها بعض نواب «الإخوان» في البرلمان من تلقاء أنفسهم موقفاً متطرّفاً في ذلك، حتى قال أحدهم لصدام في خطبته: «اذهب أنت وربك فقاتلا، إنّا معكما مقاتلون». حسبما ينقل حيدر عن نشرة «العين الحزبية» العدد 25.

الحق أن تتبّع مواقف وأهداف «إخوان الأردن»، وأيضاً تغلغل النسخة الحمساوية داخل جسم الجماعة لاحقاً، أمر جدير بإعادة القول فيه وتأمّله المرّة إثر المرّة، فنحن محكومٌ علينا، كما يبدو، بالعيش في «زمن دائري».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بروفايل «كويتي» عن «إخوان الأردن» بروفايل «كويتي» عن «إخوان الأردن»



GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 15:59 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أنطونيو غرامشي... قوة الثقافة المتجددة

GMT 15:57 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 15:52 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الفرق بين المقاومة والمغامرة

GMT 15:49 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أشياء منى حلمى

نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 19:02 2024 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

مبابي في قلب حرب باردة داخل المنتخب الفرنسي

GMT 19:59 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

ميسي يعود للملاعب بعد غياب شهرين للإصابة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib