سمكة القرش من أنتم

سمكة القرش: من أنتم؟!

المغرب اليوم -

سمكة القرش من أنتم

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

كمّ الخِفّة والابتذال الذي نُحاط به من كلّ حدبٍ وصوب، اليوم، يبعث على الاشمئزاز حقاً، كلّ شيء وكلّ خبر وكلّ قصة، صارت مادة للابتذال والتراشق، وأمراض السوشيال ميديا المعلومة (حبّ الظهور، والإغراب على الجمهور).

تعرَّضَ شابٌ روسيٌّ مؤخراً لهجمة من سمكة قرش قاتلة، أودت بحياة المسكين، في إجازته المرعبة، وذهب نصف جسده في جوف السمكة القاتلة... في مياه البحر الأحمر المصرية.

إلى هنا، والحادثة تقتصر على أخبار الحوادث الدامية، ويتعاطف الناس فيها مع الضحية وذويه، بوصف هذه النهاية، من أمور «القضاء والقدر» مثل حوادث السيارات والطيارات، على قلّة الأخيرة بالنسبة للسيارات، لكنَّها أكثر رعباً بكثير من حوادث السيارات، رغم أنَّ السيارات تقتل من البشر سنوياً أضعاف أضعاف ما تفعله الطائرات.

بعد حادثة السائح الروسي في مياه الغردقة، دار حكي «سخيف» عمَّن دفع هذا القرش، ومن وفّر له الظروف المناسبة لمهاجمة السياحة المصرية، وضربها في مقتل، في خطة شيطانية ضمن حروب «الجيلين الرابع والخامس» إلى آخر هذا الهراء.

وفقاً لأرقام منظمات معنيّة، فإنَّ هجمات أسماك القرش نادرة للغاية، إلا أنَّها مميتة، ففي عام 2014، شهد العالم نحو 3 وفيات ناتجة عن هجوم أسماك القرش، بينما في عام 2015 بلغ عدد الوفيات 6، وهو المتوسط السنوي تقريباً لحوادث الموت بسبب هجمات القروش.

لك أن تتخيَّل، حسب الإحصائيات الدولية، أنَّ البعوض والكلاب والحشرات والثعابين، ناهيك عن حوادث السيارات، والجرائم البشرية ضد بني جنسهم، هي المتسبب الأكبر في قتل البشر... سمكة القرش المسكينة تأتي في آخر ذيل قائمة القتلة.

بالعودة لحادثة الغردقة، فهي ليست الأولى في «كل» مياه البحر الأحمر، ولن تكون ربما الأخيرة، للأسف.

الدكتور محمود دار، الأستاذ بالمعهد القومي المصري لعلوم البحار فرع البحر الأحمر، خلال مداخلة هاتفية بالتلفزيون المصري، شارحاً أسباب سلوك سمكة القرش القاتلة هذا، قال: «الأسماك تخرج للمناطق القريبة من الشاطئ في ثلاث حالات؛ الأولى عندما تلقي بعض المراكب الحيوانات النافقة في المياه، أما الحالة الثانية فعندما يقدم أصحاب المراكب طعاماً لأسماك القرش ما يغير من طبيعة تغذيتها»... «وأما الحالة الثالثة، فهي خروج سمكة القرش لوضع مواليدها في المناطق الضحلة، خوفاً عليها من الذكور أو الأعداء، وتقوم أنثى القرش (السمكة القاتلة هي أنثى من نوع قرش النمر) بتأمين المنطقة وزيارتها قبل وضع المواليد، والسمكة تكون في حالة هياج لأنَّها تشعر بالخطر على مواليدها».

وقال المختص المصري بكلام عاقل: «السمكة تنفذ غريزتها الطبيعية بوضع مواليدها في مكان آمن، وإذا وجدت أي كائن حي، سواء أكان إنساناً أم غيره، تصاب بحالة من الهياج وتهاجمه، لشعورها بالخطر».

دعوا أسماك القرش، إذن، بعيداً عن السياسة والتهريج في الميديا والسوشيال ميديا، لو نطقت لقالت: من أنتم؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سمكة القرش من أنتم سمكة القرش من أنتم



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:15 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

المغربي سفيان رحيمي يتصدّر قائمة أفضل هدافي العالم لعام 2024

GMT 04:26 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تجار سوق الجملة بالبيضاء يطالبون السلطة بوقف "ريع الوكلاء"

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 03:43 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

فولكس فاغن تعتزم تحويل مصنعين لإنتاج سيارات كهربائية

GMT 01:30 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

غادة إبراهيم تصمم ديكور خاص بالهالوين من الفوم الملون

GMT 04:21 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل الأماكن لقضاء شهر العسل في الشتاء

GMT 08:15 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب يبدأ العمل بقانون حماية خادمات البيوت القاصرات

GMT 03:55 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

وفاة شاب سقط في حفرة على شاطئ الحوزية في الجديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib