كل المشكلات لن تحل في يوم وليلة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

كل المشكلات لن تحل في يوم وليلة

المغرب اليوم -

كل المشكلات لن تحل في يوم وليلة

بقلم - عماد الدين حسين

إحدى المشكلات التى يعانيها جانب لا بأس به من العقل السياسى المصرى فى المرحلة الراهنة هى الاعتقاد بأن التمنيات والرغبات والطلبات لابد أن تتحقق فورا بين غمضة عين وانتباهتها.

قابلت كثيرا من المواطنين والزملاء والأصدقاء وبعضهم يسأل بكل براءة: لماذا لم يحقق الحوار الوطنى حتى الآن مطلب إقامة الديمقراطية الكاملة فى مصر، كما هو الحال فى أمريكا والبلدان الغربية المتقدمة؟
والبعض الآخر يسأل: ألا يعتبر فشلا ذريعا للحوار الوطنى أن يتم القبض على بعض السياسيين أو الحقوقيين أو الحكم عليهم بينما الحوار الوطنى ما يزال مستمرا.
أو سؤال آخر: ولماذا لا يصدر الحوار الوطنى بيانات واضحة ومحددة بشأن كل الأحداث المهمة التى تمر بها البلاد؟! وأقول لكل هؤلاء إنه من المستحيل أن نتحول إلى دولة ديمقراطية كاملة فى التو واللحظة مثلما هو الحال فى دول متقدمة كثيرة. لكن ليس معنى كلامى أننى أؤمن بما يقوله البعض أحيانا بأننا دولة لم تنضج بعد لكى تكون ديمقراطية. واعتقادى أن مثل هذا الكلام يستخدم أحيانا كستار لعدم الشروع بأى صورة فى اتجاه التعددية والديمقراطية.
يقينى الواضح أن كل الشعوب سواسية ويمكنها جميعا أن تصبح ديمقراطية وتعددية إذا اتبعت الشروط والمقومات المطلوبة.
وبالتالى فمن المهم أن نضع أقدامنا على أول الطريق الصحيح بحيث نصل إلى مصاف الدول المتقدمة بعد وقت معلوم من السنوات، بدلا من أن نصبح مثل سيزيف فى الأسطورة الإغريقية الشهيرة، الذى يصعد من أدنى السفح إلى أعلى الجبل المدبب حاملا الصخرة الثقيلة فوق ظهره، وحينما يصل القمة تتدحرج الصخرة للأسفل فيعود لما بدأه كل مرة. الحوار الوطنى لا يملك مهارة السحرة فيحول المجتمع الشمولى إلى مجتمع ديمقراطى فى لمحة عين، لأن التحول الديمقراطى الصحيح هو نتيجة سياق محدد وتراكم مجتمعى شامل فى مجالات كثيرة خصوصا السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة وبعدها يصبح التحول الديمقراطى مجرد نتيجة عملية لهذا الواقع.
الإجابة على السؤال الثانى، هل ستصبح حياتنا السياسية «بمبى» بمجرد أن الحوار الوطنى قد بدأ ولن يحدث ويقع ما يعكر هذه الأجواء الوردية، الإجابة هى لا، لأن هناك واقعا سياسيا وأمنيا واقتصاديا ومجتمعيا حصيلة عقود طويلة من ثقافة سياسية محددة، لن تختفى للأسف بمجرد رغبتنا فى ذلك، بل ستظل موجودة معنا لفترة، لكن الفارق المهم هو أن وجود سياسات واضحة ومحددة وإيمان حقيقى بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة هو الذى سيخفف من هذه الثقافة السلبية ويجعلها تتراجع شيئا فشيئا، إلى أن تصل إلى الصورة التى نتمناها، والعكس صحيح وهو أن عدم التصدى لهذه الممارسات سيجعلنا ندور فى حلقة مفرغة ولن نتقدم أبدا.
وبالتالى فعلينا ألا نندهش حينما يقع حادث مزعج هنا أو هناك ويراه البعض نكوصا عن السير فى الطريق الصحيح. هو أمر مزعج بطبيعة الحال، لكن النضال السياسى الحقيقى لابد أن يتعامل بمرونة مع هذا الواقع ولا يصاب باليأس فى كل مرة يقع فيها حادث مماثل.
ومن الطبيعى أن نفهم أن هناك لوبيات كثيرة مستفيدة من أوضاع معينة وبالتالى فالمتوقع أن تدافع عما تعتقد أنه مصالحها أو مكاسبها، ومن هنا يمكن تفهم أنها ستعارض أى محاولات للتغيير، وسوف تتعامل معه باعتباره سيقود للأسوأ.
الحوار الوطنى ليس بديلا للبرلمان أو الحكومة، وهو ليس حزبا سياسيا مطالبا بأن يصدر بيانا بشأن أى حادث يقع هنا أو هناك. وهناك وجهة نظر تقول إن ذلك قد يضع الحوار فى جانب معين، فى حين أنه يطرح نفسه ممثلا لكل الوطن.
لكنى أؤمن بأنه فى أحداث معينة لابد أن يتكلم ويكون له دور كما حدث فى واقعة الحكم على باتريك زكى وهو الأمر الذى قوبل باستجابة سريعة ومقدرة من الرئيس السيسى بالعفو عنه.. وبالتالى فدوره هو أن يكون حلقة وصل بين المجتمع والدولة وله مهمة محددة وهى تحديد أولويات العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة.
ولا مانع أن يتحول إلى مؤسسة قائمة لا تكون بديلا للمؤسسات القائمة بل مسهلا وجسرا للوصول إلى بداية الطريق السليم. ختاما من المهم أن نكون واقعيين وليس وقوعيين وأن نقرأ هذا الواقع بصورة صحيحة حتى يمكننا أن نغيره للأفضل بأقل الأضرار الممكنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل المشكلات لن تحل في يوم وليلة كل المشكلات لن تحل في يوم وليلة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib