حرق المصحف وحرية التعبير القاتلة
لبنان يوعز بمنع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي وزارة الصحة اللبنانية تُعلن أن مستشفيات ضاحية بيروت ستجلي مرضاها بعد الغارات الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يُعلن القضاء على أحمد محمد فهد قائد شبكة حماس في جنوب سوريا ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41 ألفاً و586 شهيداً حركة نزوح كثيفة لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزامن مع قصّف إسرائيلي عنيف الجيش الإسرائيلي يشّن غارات جديدة على مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية لبيروت الأمن الروسي يفتح قضايا جنائية ضد ثلاثة مراسلين أميركيين رافقوا قوات كييف في كورسك مقتل 5 عسكريين سوريين جراء قصف إسرائيلي قرب الحدود مع لبنان قرب كفير يابوس في ريف دمشق مقتل 9 مدنيين من عائلة واحدة بينهم نساء وأطفال بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة شبعا جنوب لبنان وفاة مشجع لنادي الجيش الملكي متأثراً بالإصابة التي تعرض لها بعد سقوطه من الطابق الثاني لملعب القنيطرة
أخر الأخبار

حرق المصحف.. وحرية التعبير القاتلة

المغرب اليوم -

حرق المصحف وحرية التعبير القاتلة

بقلم - عماد الدين حسين

فى بعض الأحيان أعتقد أن هناك مؤسسات أوروبية تتعمد توفير كل الفرص والذرائع من أجل أن تستمر داعش وأمثالها حية ومنتعشة وبالتالى الإساءة إلى الإسلام واستهدافه.
للأسف الشديد ومهما تعددت التبريرات فإن ما يحدث فى بعض الدول الغربية من تشويه وتدنيس للقرآن الكريم لا يمكن تفسيرة إلا فى هذا الإطار الذى بدأت به.
نعلم أن اللاجئ الأشورى العراقى فى السويد سلوان موميكا حرق صفحات من المصحف الشريف أمام أكبر مسجد فى العاصمة السويدية ستوكهولم يوم عيد الأضحى المبارك فى نهاية يونية الماضى. يومها تعمد ركله مثل الكرة وشاهد الجميع فعلته النكراء على العديد من المنصات الإعلامية والاجتماعية.
وفى يوم الخميس الماضى عاد هذا المتطرف لتدنيس المصحف مرة أخرى أمام السفارة العراقية فى ستوكهولهم، فى الوقت الذى كان فيه بعض مسلمى السويد يحتجون فى نفس المكان على تدنيس المصحف.
هذه ليست المرة الأولى بالطبع التى يقوم فيها متطرفون ومخابيل ومجانين ومصابون بـ «الإسلاموفوبيا» بحرق وتدنيس المصحف الشريف والإساءة إلى الرسول الكريم خصوصا منذ عام ٢٠١٠، حينما قام تيرى جونز بذلك فى أمريكا مرورا بالرسوم المسيئة للرسول فى صحف دنماركية وفرنسية.
وهنا نعود إلى ما بدأت به: ألا تخشى الدول الغربية أن يؤدى هذا السلوك إلى مزيد من التطرف باسم الدين؟، وهل الأولوية لحرية التعبير حتى لو أدت إلى كوارث أم احترام العقائد الدينية حتى لو تضمن ذلك بعض التضييق على حريات مزعومة؟!!.
وهناك من يقول إن ما فعله موميكا هو جريمة، مكتملة الأركان حتى بالتفسير الأوروبى نفسه لأنه عبّر علنا عن كراهيته لفئة محددة وهم مسلمو السويد، واستخدم خطاب كراهية لا لبس فيه، ناهيك عن الآثار الدبلوماسية والأمنية. والغريب أنه بعد كل ذلك تقر له المحكمة الإدارية فى السويد بحرق المصحف باعتباره حرية تعبير!!
نعلم أن معظم الدول الإسلامية أدانت واستنكرت تدنيس المصحف، وبعضها استدعى السفير السويدى وأبلغه رسائل احتجاج شبه متطابقة.
ونعلم أكثر أن أقوى وأعنف رد فعل كان فى العاصمة العراقية، حينما اقتحم متظاهرون مقر السفارة السويدية فى بغداد وحرقوا بعضها.
بالطبع سلوك هؤلاء المتظاهرين غير سليم لأنه يتنافى مع اتفاقيات دولية تعطى السفارات حصانات وحماية كاملة. وحسنا فعلت السلطات العراقية حينما ألقت القبض على هؤلاء المقتحمين وإحالتهم للقضاء.
لكن البعض يسأل: هل يمكن أن نلوم المتظاهرين المسلمين الغاضبين وهم يرون أقدس رمز دينى عندهم يتعرض للتشويه والتدنيس والازدراء؟.
أطرح هذا السؤال ليس التماسا لعذر أولئك الذين اقتحموا السفارة السويدية، فهو سلوك مرفوض قطعيا، ولكن لأنبه إلى النقطة المهمة وهى أن استمرار عمليات تدنيس وتشويه المصحف والإساءة للرسول، هى أفضل وصفة يمكن تقديمها للتنظيمات المتطرفة وأنصارهم المغرر بهم.
تقديرى أن قادة هذه التنظيمات يتاجرون بالإسلام، لكن المؤكد أكثر أن عددا كبيرا من أنصار هذه الجماعات المتطرفة ضحايا لتطرف وعدم الإدراك الكامل للصورة الكلية، وبالتالى فإنهم حينما ينتفضون دفاعا عن دينهم فهم يفعلون ذلك لسبب بسيط هو الغيرة على دينهم، وبالتالى فإن ما يفعله بعض المتطرفين فى الغرب من إساءة للمصحف والرسول هو وصفة سهلة ومجربة لإشعال المزيد من التطرف فى العالم الإسلامى لدرجة تشعرك فى بعض الأحيان أن العملية كلها مقصودة.
شخصيا أقدس حرية الرأى والتعبير لأنها الأساس لعملى ووظيفتى فى الصحافة، لكن لا أفهم إطلاقا سر هذا التناقض الضخم فى العديد من البلدان الغربية التى تعتبر حرق وتدنيس المصحف أو أى كتاب سماوى حرية رأى وتعبير، فى حين أنها تحاكم أى شخص يتجرأ ويختلف فى شأن عدد ضحايا المحرقة التى نفذها هتلر ونظامه النازى فى ألمانيا بحق اليهود، كما حدث مع الفيلسوف روجيه جارودى وغيره.
ثم إن العديد من الدول الأوروبية تمنع تأسيس أحزاب نازية أو عنصرية. وهنا نسأل ألا تعتبر الإساءة للأديان جريمة بهذا المنطق؟!
والسؤال الأهم وحتى لو كان حرق الصحف حرية تعبير، أليس لدى الدول الأوروبية مخاوف من أن تؤدى هذه الحرية إلى جريمة أكبر وهى مزيد من العنف فى العالم أجمع، وبالتالى لماذا الإصرار على تشجيع هذا السلوك الشاذ؟!
للأسف كلها أسئلة بلا إجابات منطقية.
والسؤال الأخير: أليس لدينا كمسلمين طريقة عملية لمواجهة هذه الجرائم بحق الإسلام، بدلا من الشجب والإدانة واستدعاء السفراء الغربيين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرق المصحف وحرية التعبير القاتلة حرق المصحف وحرية التعبير القاتلة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 12:57 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الاستهتار" يدفع حكم لقاء سبورتنغ والطيران لإلغاء المباراة

GMT 03:43 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء يعثرون على مقبرة اللورد "هونغ" وزوجته في الصين

GMT 19:20 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

سعد الدين المرشّح الأقوى لمنصب رئيس البرلمان المغربي

GMT 11:14 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

سيارات نيسان الكهربائية تمد المنزل بالطاقة

GMT 04:18 2016 الإثنين ,16 أيار / مايو

أم لستة أطفال تستخدم الخضروات في أعمال فنية

GMT 00:57 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة أم يحيى تكشف عن حقيقة السحر وأسرار الأعمال السفلية

GMT 12:56 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد والترجي الجمعه في أقوى مواجهات الجولة الرابعة

GMT 15:43 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مارسيلو يخالف لاعبي الفريق الملكي بشأن زميله بنزيمة

GMT 02:00 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مجموعة عطور جديدة من "Trouble in Heaven Christian Louboutin"

GMT 12:37 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

الوداد المغربي يُخصص تذاكر خاصة لجماهير المغرب الفاسي

GMT 15:54 2019 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

شركة أميركية تطرح هاتفا ذكيًا بسعر "استثنائي" في المغرب

GMT 04:45 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

الملا يكشف عن علاج مرض بطانة الرحم المهاجرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib