ترمب وبيوكانن صدمة ومقارنة
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

ترمب وبيوكانن... صدمة ومقارنة!

المغرب اليوم -

ترمب وبيوكانن صدمة ومقارنة

حسين شبكشي
حسين شبكشي

لا تزال توابع الصدمة الأميركية ومشاهدها المذهلة تحتل عناوين الأخبار. والصدمة المعنية هنا هي مشاهد الاقتحام الهمجي لأنصار الرئيس دونالد ترمب لمبنى الكابيتول، الذي يحتوي على غرفتي الكونغرس: مجلس النواب ومجلس الشيوخ. ونظراً لما لهذا المبنى من مكانة خاصة جداً وهيبة تميزه وتاريخ مهم يعززه، حتى أصبح يشار إليه بأنه قلب الديمقراطية في العالم، كان لاقتحامه والعنف المصاحب، الوقع الصادم ليس في الداخل الأميركي فحسب، ولكن في العالم بشكل عام، وفي المعسكر الغربي منه على وجه الخصوص.

رجل طلى وجهه بألوان العلم الأميركي ارتدى رداء من الفرو على نصف جسده ووضع غطاء رأس بقرنين يحتل مكتب مجلس الشيوخ، وآخر يحمل علم الحرب الأهلية الانفصالية يلوذ بمنصة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، بالإضافة إلى مشاهد أخرى مليئة بالعنف والكراهية والدم، لمجموعة من المحرضين المشاغبين الذين سموا أنفسهم «الوطنيين» (وهو الاسم الذي يتبناه العنصريون حول العالم عندما يغلب عليهم الخطاب العنصري البغيض الخبيث).

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سدة البيت الأبيض بصورة مثيرة للجدل، واستمر عهده صادماً ومثيراً للجدل على أكثر من مستوى وفي أكثر من صعيد. أصبحت الإهانة ممكنة، وبات التمييز سمة عامة، والتقاليد لم يعد معترفاً بها، واحترام الفصل بين السلطات واحترام القانون مسألة تحتمل وجهتي نظر. أهين العلم والعلماء والطب والمختبرات في مواجهة «كوفيد - 19»، تم اللجوء إلى نظريات المؤامرة لتبرير الفشل في مواجهة الجائحة الفتاكة.

أهان ترمب اللاجئين والمكسيكيين بشكل علني وغير مسبوق، وأقر سياسات تدعم هذا التوجه وأطلق تشريعات تدعمه بامتياز، مما أجج المناخ العام وساهم في تقسيم المجتمع بشكل لا يمكن إغفاله. خسر بالتدريج كتلته الانتخابية التي كانت تدافع عنه... الجمهوريون كحزب انشقوا عنه وكذلك المحافظون ومعهم الإنجيليون عندما أصبح الرجل يطعن ويشكك في القيم الدستورية وصلب النظام الديمقراطي الأميركي، ولا يقر بنتائج الانتخابات نفسها (مشككاً بالتالي في شرعية المشرعين المنتخبين أنفسهم). لقد أصبح الرئيس «الغوغائي النرجسي الخطير فاقد الأهلية» (حسب وصف رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي) عبئاً ثقيلاً لم يعد من الممكن الدفاع عنه ولا الإبقاء عليه، بعد أن أدت نداءاته إلى أنصاره لاعتدائهم على مبنى الكونغرس محدثة لصور ستكون أيقونات لن ينساها التاريخ أبداً.

يصف المتخصصون ومؤرخو الرئاسة الأميركية الرئيس جيمس بيوكانن، بأنه الرئيس الأسوأ في التاريخ الأميركي بسبب ضعفه وسوء أسلوب إدارته لشؤون سياسة البلاد خلال السنوات الممهدة لقيام الحرب الأهلية المدمرة. ولكن هناك رأياً آخر منتشراً في أروقة المراكز الأكاديمية المرموقة المهتمة بالشأن السياسي الأميركي عموماً، وأداء مؤسسة الرئاسة تحديداً مفاده أن الرئيس ترمب تفوق على بيوكانن في «سوء الأداء»، وترك البلاد على شفير الغضب والكراهية، ومشاهد تذكر بحرب العصابات ومناخ حرب أهلية جديدة.
قال لي أحد الأصدقاء بعد أن رأى بعينه المشاهد الصادمة التي أصابت مبنى الكونغرس: «أميركا لم تعد أميركا»، فأجبته بهدوء «ولكن أميركا عادت أميركا بعد أقل من ساعتين من هذه المشاهد الصادمة، عندما سيطرت على الوضع دولة المؤسسات وحكم الأمور الدستور والقانون». في أميركا القانون والدستور فوق الرئيس. ومؤسسة الرئاسة ليست دونالد ترمب. والمحزن المضحك كان تعليقات رابطة مشجعي دونالد ترمب في العالم العربي، الذين أنكروا آراء جناح ترمب نفسه من أمثال ليندسي غراهام وميتش ماكونيل والمحكمة العليا، بل حتى نائبه مايك بنس، واستمروا في نظريات ساذجة لتبرير هزيمة ترمب وتصرفاته اللاحقة.

الضرر المهول الذي تسبب فيه دونالد ترمب على حساب الثقة في الآلة السياسية والانتخابية في الولايات المتحدة، مسألة ستتطلب مجهوداً ووقتاً لإعادة بناء الثقة، وهذا لا يخدم سوى من كان له مصلحة في ذلك. شخص وحيد يضحك فرحاً من قلبه اليوم. تأذى من الهيمنة الأميركية على الساحة السياسية فذاق المر منها في أفغانستان والشيشان وداغستان وجورجيا وأوكرانيا، وبكى حرقة مع سقوط جدار برلين والاتحاد السوفياتي معه، ولديه قناعة شخصية بأن ميخائيل غورباتشوف كان «يخدم» أميركا وتسبب في انهيار الاتحاد السوفياتي، الذي كان يتطلع لرد الدين لأميركا من جنس العمل نفسه. هذا الشخص هو فلاديمير بوتين.
أميركا ستطوي صفحة دونالد ترمب، أما الضرر الذي تسبب فيه فتلك قصة أخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب وبيوكانن صدمة ومقارنة ترمب وبيوكانن صدمة ومقارنة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib