بقلم - حسين شبكشي
تلقيت عن مقالي الأخير والذي كان بعنوان «شهيرة فهمي فهمي أيقونة مصرية للإبداع والتصميم» العديد من رسائل الشكر والثناء على ما ذكرته بحقها وابراز بعض الجوانب المضيئة في مسيرتها. ولكن كان التواصل الأبرز ذلك الذي تلقيته من إحدى أهم الشخصيات الاقتصادية المصرية وأحد أهم رجال الأعمال فيها ومن وجهاء المجتمع المحترمين، والذي طلب مني بإلحاح شديد وإصرار كبير على الإبقاء على اسمه سرا وخارج التداول حتى يحين الوقت المناسب للإعلان عنه، شكرني الرجل على المقال ووضح لي تأثره البالغ والعميق بمسيرة شهيرة فهمي والتحديات المهنية والشخصية التي واجهتها بإيمان واقتدار وثبات وأنه قرر أن يفعل شيئا وألا يكون رد فعله مجرد إحساس يذهب معناه بعد مرور الوقت عليه. أبلغني أنه سيعلن في مناسبة عامة كبرى قريبا عن إطلاق جائزة شهيرة فهمي للإبداع والتصميم، وهي جائزة ستمنح سنويا لأهم التصميمات الابتكارية والإبداعية في مجال العمارة بالإضافة إلى منحة دراسية جامعية تقدم بأسمها لدراسة العمارة في واحده من أهم الجامعات الأمريكية المتخصصة في هذا المجال. وبالإضافة إلى ذلك سيقوم بتشكيل مجلس أمناء للجائزة لاختيار الفائزين وطلب مني بإصرار وإلحاح الموافقة على الانضمام لهذا المجلس ووافقت بعد شكره وتهنئته على هذه المبادرة الراقية والتفكير الإيجابي والتفاعل البناء. ولعل أهم وأفضل وأبرز ما لاحظته من هذه المبادرة هو تجرد المانح من الأنا والنرجسية المصاحبة لها والتفاعل الإيجابي مع حالات النجاح ودعمها بدلا من محاربتها كما يفعله عادة أحزاب أعداء النجاح بسبب الغيرة من أي إنجاز وتفوق وتميز.
هناك العديد من مبادرات التكريم والجوائز التي يتم الإعلان عنها وعادة ما تكون موجهة لمصالح العلاقات العامة وتحقيق تواجد على الساحة الإعلامية لتجميل الصورة وتحسين السمعة لدى الرأي العام. ونادرا ما يتم إطلاق مسمى جائزة مهمة ومحترمة على شخصية لا تزال تنتج وتعمل وتبدع وتتألق وتتوهج في قمة العطاء والانتشار ولذلك كانت مفاجأة أكثر من سارة بالنسبة لي تلك المبادرة التي بلغني بها رجل الأعمال المعني والشرح المحترم والمقنع الذي كان خلف إطلاق تلك الخطوة.
عندما تقوم شخصية ناجحة ومميزة ومحترمة بالتفاعل الحقيقي والصادق مع قصة نجاح ملهمة لشخصية استثنائية في مجتمع مصر فهي حالة صحية جدا ومثال ايجابي للغاية يستحق أن تشارك قصته مع الناس، بالرغم من شرطه وقسمه لي أن يبقى اسمه سرا وخارج نطاق المداولة، إلا أنه يرسخ نموذجا راقيا للتكافل الاجتماعي والاحتفاء بقصص التميز والمساهمة في زرع الأمل وتشجيع صناعة القدوة والتأكيد العملي على أن المجتمع مسؤول بشكل أو بآخر على إبقاء شعلة نجاح شخصية ملهمة ومميزة مثل شهيرة فهمي مضيئة ومتوهجة لأكثر من جيل قادم.