المشهد من براغ
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

المشهد من براغ!

المغرب اليوم -

المشهد من براغ

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

تابعت معظم الوسائل الإخبارية العالمية التجمعات الكبيرة التي حدثت في قلب العاصمة التشيكية براغ منذ أيام قليلة وتحديداً في ساحة وينسيسلاس التاريخية، والتي قدر عدد المشاركين فيها بأكثر من 70 ألف شخص. وسبب الاهتمام بهذا الخبر هو أن هذه المظاهرات كانت الأكبر والأهم حتى الآن في مدن أوروبا الكبرى، التي خرجت للتعبير عن مخاوف الناس من ارتفاع تكلفة الطاقة بشكل لافت ومقلق، وخصوصاً أن فصل الشتاء الذي عادة ما يكون شديد البرودة اقترب وعلى الأبواب.
وانطلقت الكثير من التحليلات على ألسنة «خبراء» و«محللين» في الفضائيات الإخبارية العربية تصور المشهد في براغ بأنه نهاية للموقف الأوروبي الداعم لأوكرانيا، وأن هذا المشهد ما هو إلا انتصار للرئيس بوتين والموقف الروسي. وهذه القراءة لا تعي ولا تدرك الواقع التشيكي وتاريخ العلاقة المعقدة والمضطربة جداً مع روسيا بشقيها السوفياتي والفيدرالي، لأن ذكريات الشعب التشيكي مع الروس مؤلمة جداً وقاسية للغاية، فالاحتلال السوفياتي لبلادهم عقب التقسيم القسري للدول الأوروبية بين المعسكرين الشرقي والغربي في نهاية الحرب العالمية الثانية كان بمثابة الصدمة الحضارية العظمى، التي وأدت أحلام وطموحات التشيك الحالمين بالإبداع والحرية، وهم الشعب الذي انطلقت منه الحركة البوهيمية الإبداعية التي أخذت من اسم أكبر المقاطعات التشيكية «بوهيميا» اسماً لها، وبلغت هذه القسوة ذروتها في نهاية حقبة الستينات الميلادية من القرن الماضي عندما حصل التدخل العنيف من السوفيات بالدبابات على براغ لقمع المطالب بالاستقلال عن الهيمنة السوفياتية.
والتشيك هم جزء من الأمة السلافية التي ينتمي إليها كل من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وصربيا وكرواتيا وسلوفاكيا وبولندا، وبالتالي لم يكن غريباً أن تكون إحدى أكبر الدول الداعمة لأوكرانيا ضد الاجتياح الروسي عليها، وقدمت الملاذ الآمن لأكثر من 40 ألف أوكراني على أرضها، وسخّرت لهم المنازل والمدارس والمنظومة الصحية، بالإضافة إلى الدعم العسكري والإغاثي لحكومتهم.
وكانت مظاهر هذا التأييد العارم على الصعيدين الحكومي والشعبي بمبادرات رسمية وفردية على أكثر من صعيد وفي أكثر من مجال.
ومن المعروف أن الجمهورية التشيكية مثلها مثل غيرها من معظم الدول الأوروبية كانت تعتمد وبشكل رئيسي على احتياجاتها من الطاقة على استيراد الغاز الروسي، ومع تداعيات الأزمة بين روسيا وأوكرانيا كان الارتفاع القياسي لتكلفة الغاز الروسي على القارة الأوروبية بشكل عام، وهو الأمر الذي انعكس بشكل سلبي للغاية على معدلات التضخم التي وصلت لمستويات قياسية عُليا، وأدى ذلك إلى انكماش اقتصادي حاد في ألمانيا قلب الاقتصاد الأوروبي التي، تشكل وحدها أكثر من 24 في المائة من سوق التصدير التشيكية.
وعليه فمن المهم جداً التأمل في مشهد التجمعات التي حصلت في براغ والتعامل معها على أنها موقف شعبي من التداعيات الاقتصادية التي حصلت وتكلفتها الباهظة، وهي مشاهد من الوارد جداً تكرارها في عواصم أوروبية أخرى سيكون لها ثمن سياسي على ما يبدو.
ورغم كون الجمهورية التشيكية لا تعتمد على اليورو كعملة رسمية لها؛ لأنها من اليوم الأول اعتمدت على عملتها الوطنية الكرونة، فإن التداعيات السلبية العميقة في قيمة اليورو كان لها الأثر عليها وعلى اقتصادها كسائر دول القارة، مع ضرورة الملاحظة أن البنك المركزي التشيكي يعتبر من أنجح البنوك المركزية الأوروبية في حفاظه على سياسة نقدية متوازنة.
القارة الأوروبية اختارت قراراتها بإنهاء الاعتماد على الغاز الروسي، وحصلت تحولات في غاية الأهمية في مشاهد الطاقة في أوروبا، وأصبحت النرويج اليوم هي المورد الأول للدول الأوروبية، وعادت المحطات النووية للعمل مجدداً في أكثر من دولة أوروبية لإنتاج الطاقة بعد توقيفها عن العمل منذ فترة غير بسيطة من الزمن، كما عادت مناجم الفحم للعمل مجدداً كمصدر لإنتاج الطاقة.
ورمزية ما يحدث في الجمهورية التشيكية مسألة في غاية الأهمية؛ لكونها الدولة التي ترأس حالياً مجلس الاتحاد الأوروبي.
هناك تكلفة اقتصادية كبيرة هذا الشتاء ستتحملها الاقتصادات الأوروبية رغم تزايد الألم الشعبي الواضح، ولكن أوروبا التي عانت من مرارة ومآسي حربين عالميتين في قلب حدودها لديها كل الأسباب للقلق والخوف من حرب روسيا على أوكرانيا وتداعيات تلك المسائل عليها، وهذا قد يفسر المواقف التي اتخذتها حكوماتها.
ولعل التعليق المختلف ولكنه البليغ في آن هو ما قدمه أحد المعلقين الإخباريين التشيكيين معلّقاً على الأحداث الأخيرة في بلاده، فقال مستشهداً بمقولة للكاتب التشيكي الأشهر فرانز كافكا: «ابدأ بما هو صحيح بدلاً بما هو مقبول».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشهد من براغ المشهد من براغ



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 07:08 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
المغرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib