الصحة أهم من السياسة والاقتصاد

الصحة أهم من السياسة والاقتصاد

المغرب اليوم -

الصحة أهم من السياسة والاقتصاد

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

أتابع بكل شغف واهتمام واحترام شديد جداً، آخر أخبار التطورات العلمية في المجالات الطبية المختلفة، ومع كل خبر جديد الذي يبعث الأمل الكبير جداً لمئات المرضى حول العالم، لا يمتلك المرء المتابع، إلا أن ينحني احتراماً وتقديراً للعلماء والأطباء الذين يقفون وراء هذه الإنجازات المذهلة بسهر الليالي والعمل الدؤوب.
هي أسماء غير معروفة ووجوه غير مألوفة، ولن تراها على أي من القوائم التي تتابع الشخصيات الأكثر تأثيراً حول العالم.
ولا تنال هذه الأخبار نصيبها المستحق أسوة بغيرها من الأخبار السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية، رغم كون أثرها على حياة الإنسان لا يقل أبداً أو حتى أهم وأبلغ إذا أردنا أن نكون موضوعيين ومنصفين.
وليس مبالغة في التفاؤل إذا كانت هناك قناعات متزايدة بأن العالم يستعد لاستقبال ثورة طبية، ستكون ثورية بمفهوم شامل وتحدث نقلة نوعية هائلة تماماً كما حدث قبل ذلك في الثورات الزراعية والصناعية والرقمية.
وتعتمد الثورة الطبية على البحث العلمي ونتاج التقنية الحديثة المتطورة والرقمية بشكل أساسي، وقبل ذلك بطبيعة الحال فهي تعتمد على منظومة منظمة للغاية من وسائل التمويل الآتية من الحكومات والشركات الكبرى والأفراد المتبرعين للأعمال والأغراض الخيرية.
في السنوات العشرين الأخيرة حدثت قفزة هائلة في كم ونوعية التبرعات الموجهة لأجل الأبحاث العلمية، لأغراض الطب والصحة والعلاج. وهذا الزخم غير المسبوق ولّد ثقة في النتائج التي خرجت بها الكثير من الأبحاث، جعل العلماء القائمين عليها يتحدثون بثقة عن قرب انتهاء بعض الأمراض المستعصية، كالشلل الرعاش المعروف بالباركنسون والتصلب اللوحي، والكثير من الأورام السرطانية، وغير ذلك.
يقول الطبيب الأميركي ذو الأصول الهندية سيدهارتا موخيرجي ومؤلف الكتاب الشهير «إمبراطور الأمراض» والذي يشرح فيه تاريخ أمراض السرطان بشتى أنواعها، إن العالم على أعتاب الانتصار العلمي على السرطان، وإن طريق البحث العلمي تؤكد ذلك.
في عام 1912، كان معدل التوقعات العمرية للأشخاص في الولايات المتحدة الأميركية 38 سنة؛ لأن الناس كانت تموت بسبب عددٍ غير بسيط من الأمراض الناتجة من التلوث البكتيري، وتغير هذا الأمر بشكل جذري بعد اكتشاف المضادات الحيوية، والتي لعبت دوراً هائلاً في علاج هذه الأمراض، ومع الوقت أصبح معدل التوقعات العمرية في عام 2022، 79 سنة.
وهناك حراك علمي محموم وغير مسبوق مسلح بميزانيات جادة ومحترمة مع أهم معاقل الجامعات الأكاديمية الكبرى في الغرب، يرجّح وبشكل حقيقي أن الطب دخل فعلاً مرحلة تشبه في الآمال الآتية معها ما يشبه الخيال العلمي من كثرة الجوانب المدهشة في النتائج المتوقعة في المستقبل القريب.
يقول الدكتور شاي نوفيك، أحد رواد الصيدلة في العالم، إن الطب سينجح في اختراق السقف الزجاجي بقوة، وفي خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة سيكون بالإمكان القضاء على أمراض كانت من المستحيل التفكير في إمكانية مواجهتها من قبل.
هناك اهتمام متزايد بالاستثمار في المجالات الطبية العلمية هذه الفترة؛ لأن الشركات البحثية العلمية المطروحة في بورصات العالم أو تبحث عن مستثمرين أوليين للدخول معهم؛ نظراً لقناعتهم بوجود عوائد مالية استثمارية هائلة منتظرة، بسبب الاحتياج العظيم لهذه الأدوية المنتظرة من الملايين حول العالم.
إنه عصر العلم والعلماء بامتياز؛ فهي اللغة التي يفهمها الجميع ويقدّرها الكل؛ لأنها لغة ملموسة يستشعر نتائجها كل من يتعرض لها، ولا يوجد موضوع أهم أو أبلغ من صحة وعافية الإنسان مهما كان عمره وحالته.
تعدّ كلية الطب في جامعة هارفارد الأميركية العريقة، أهمّ جامعة طبية في العالم، وهي تتخذ من مفهوم الأمل كحالة جادة تساعد على تحسن حالات المرضى، وتطور المناعة الطبية، وفي إحدى المحاضرات العلمية الكبرى فيها تحدث المحاضرون بحماس وشغف منوهين بأن القادم من الأيام يحمل أضعافاً هائلة من الأمل المستحق والمبني على قاعدة علمية وبحثية جديرة بالاحترام والمصداقية، وهذا كفيل بإحداث أهم ثورة في تاريخ البشر والتي سيكون لها أثر غير مسبوق على جودة الحياة ونوعيتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحة أهم من السياسة والاقتصاد الصحة أهم من السياسة والاقتصاد



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib