كابل ليست طوكيو ولكن لم لا
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

كابل ليست طوكيو... ولكن لم لا؟

المغرب اليوم -

كابل ليست طوكيو ولكن لم لا

نديم قطيش
نديم قطيش

لنهدأ قليلاً ونأخذ استراحة من سيل القدح والذم لقرار واشنطن الانسحاب من أفغانستان. فحوى هذا السيل أن أميركا العظيمة ضبطت على الهواء مباشرة وطوال أيام، مستمرة إلى الآن، وهي تصارع الفوضى التي خلفها انسحابها من أفغانستان. أميركا العظيمة عرضت حياة أميركيين وأفغان للخطر. طائراتها أقلعت بشكل مرتجل. بدت مثل دولة غير أهل للثقة من حلفائها في الشرق الأوسط والعالم. القلق الذي أصاب المنطقة العربية وإسرائيل، هو نفسه في لندن وبروكسل وصولاً إلى تايوان. ساذجة وهي تقدم الهدايا المجانية لخصومها في آسيا من الصين إلى روسيا إلى إيران.

لن أناقش في كل ما سبق. فأميركا كبيرة إلى الحد الذي يجعلها قادرة على ابتلاع كل هذه الطعون. إنه ببساطة فشل بوسع أميركا تحمله. بل أكثر من ذلك؛ إنه هامشي لا يصلح إلا لرفد اللغو «الأنتي - أميركي» الذي ما انفك عند كل مفرق سياسي وأمني يعلن نهاية أميركا. فنعي العصر الأميركي؛ الذي فيه أنتجت أميركا ثلاثة لقاحات لوباء «كورونا» ووحدها كانت قادرة على توفير سيولة نقدية فلكية لشركات صناعات الأدوية لشراء الوقت وإنقاذ الكوكب، ضرب من ضروب الخبل السياسي. لكنه، في الوقت نفسه، سردية ثقافية وإعلامية وشعبية عميقة الجذور وقادرة في كل مرة على تشويش فهم الأحداث.

كل ما أحاط بمشهدية الانسحاب من أفغانستان، يحكي عن أزماتنا أكثر مما يحكي عن أزمة واشنطن.

لماذا فشلت النخبة الأفغانية التي توفر لها عشرون عاماً من الرعاية الأميركية ومئات مليارات الدولارات وأعرض مساحة ممكنة من الاحتضان الدولي والاستقرار الإقليمي، في إنتاج أي شيء مستدام، أو قصة نجاح رصينة؟ هل هي عشرون عاماً من الهباء الكامل، الذي تعلن عنه العودة، في أفغانستان، إلى المربع الأول تماماً، لا المربع الرابع أو الخامس أو... العاشر؟!

قبل التورط في سيل نقد السياسة الأميركية في أفغانستان، لنتذكر أن سيرة التدخل الأميركي وسياسة «بناء الدول» أو «تصدير الديمقراطية» لم تكن سيرة فشل موصول.

لنتذكر أن أميركا نجحت في اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. ونجحت أيضاً، في مجتمعات مختلفة تماماً، في كوسوفو والبوسنة، بعد الحرب الباردة. وساهمت إسهامات حاسمة في نجاح وترسيخ التجربة الفيتنامية والكورية الجنوبية. وبعد حرب الخليج، وخلافاً لعموم الرأي العام الأوروبي، قاد جورج بوش الأب فكرة دعم توحيد ألمانيا في أثر سقوط جدار برلين، وإعادة بنائها على هذا الأساس. هذه نماذج شديدة الاختلاف لناحية التركيبة الاجتماعية ومدى صفائها أو تنوعها، أو لناحية مستوى البنية الصناعية داخل الاقتصاد، أو درجة حضور القيم الغربية في المجتمع ما قبل وما بعد إعادة البناء. لكنها تجارب ناجحة اقتصادياً وسياسياً ونظامياً ومجتمعياً ولو بتفاوت... هذا نجاح لا يجبّ عدم نجاح أميركا في أماكن أخرى ومنها أفغانستان، حيث تميزت هذه الحرب بكثير من التردد، وضعف الالتزام تجاه مستقبل البلد المحتل، وعدم وضوح الرؤية حول ما يريده صانع السياسة الأميركي من الحرب وما بعدها، وصغر العديد العسكري مقارنة بتجارب أخرى! كل هذا صحيح.

بيد أن ذلك لا يجبّ فشلنا؛ نحن بعض أبناء هذه الناحية من الكون والثقافة والقيم التي ما انفكت تنتقل من حرب إلى حرب ومن ثأر إلى ثأر ومن تاريخ إلى تاريخ أعمق وأكثر تعقيداً وأثقل أوهاماً...

سيرة الفشل هذه يرويها الصومال... والعراق... وبيروت... وغزة...
إنها مفارقة عجيبة أن أكثرنا طلباً للاستقلال والكرامة الوطنية هو أكثرنا ميلاً للاستعمار الداخلي والاحتلال الداخلي...

هل ينبغي أن تستوقفنا هذه التجارب، وتقعدنا قليلاً عن سيل قدح أميركا وذمها وبذل الجهود للتوسع في تقديم البراهين على «فشل أميركا»؟!!

لماذا لم تنجح غزة بعد تحريرها في أن تمتلك حداً أدنى من مواصفات النجاح والحكم الرشيد؟ لماذا تحول لبنان منذ الانسحاب الإسرائيلي رويداً رويداً نحو دولة فاشلة تماماً؟ لوهلة يظن المرء أن الاحتلال الإسرائيلي كان نعمة بما وفره من صمغ يضم أجزاء المجتمع اللبناني بعضها إلى بعض قبل أن يفرطها «التحرير»!!

لماذا نفشل حيث ينجح الآخرون؟ وما القيم التي تؤخرنا وتفسح مجالات التقدم لغيرنا؟

لماذا نجحت السعودية والإمارات في تجارب سياسية واجتماعية وتنموية وفشل غيرهما؟ النفط ليس جواباً كافياً... فنزويلا صاحبة أكبر احتياط نفطي في العالم، فيما أحوالها معروفة ومشهودة!
حين غادر الإنجليز أبوظبي كان بين أبنائها سبعة فقط من خريجي الجامعات، في حين أن بعض أبنائها على سطح المريخ اليوم... لم يتطلب الأمر أكثر من خمسين عاماً؛ أي أكثر بقليل من ضعف الفترة التي توفرت لأفغانستان لأن تكون شيئاً مختلفاً الآن...

هذه أسئلة من لحمنا ودمنا، وعن لحمنا ودمنا...

بوسع أميركا أن تهضم فشلها الأفغاني...أما فشلنا نحن فمؤداه أن يتعلق المحررون والمنتصرون بعجلات طائرات المحتل وهي تقلع «منسحبة»...

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كابل ليست طوكيو ولكن لم لا كابل ليست طوكيو ولكن لم لا



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib