العالم لا يتسع للآيديولوجيا
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

العالم لا يتسع للآيديولوجيا

المغرب اليوم -

العالم لا يتسع للآيديولوجيا

بقلم - نديم قطيش

على الرغم من الاضطراب العام الذي يشوب السياسة الدولية، تشير مناخات التقارب السياسي الحاصل ومحاولات بناء الجسور بين أطراف متصارعة على مستوى المصالح ومتناقضة على مستوى الآيديولوجيات، إلى أن غالبية اللاعبين باتوا يدركون حدود ما يمكن أن تحققه الآيديولوجيات على أنواعها والمثاليات السياسية على تعددها. الاتجاه السياسي الذي يطل برأسه الآن، وإن لم تتضح ملامحه النهائية بعد، يدلّ على تحول كبير نحو البراغماتية والخضوع لشروط المصالح الأممية المتداخلة والمعقدة، على حساب الاطمئنان للآيديولوجيات وما تشيعه من وهم التفوق الأخلاقي أو العملي.

أكثر ما يظهر هذا التحول، على التوجهات السياسية للولايات المتحدة التي ذهبت مع إدارة الرئيس جو بايدن بعيداً في تغليب المثاليات السياسية على المصالح، وفق نظرية الصراع بين النظم الديمقراطية والأنظمة الشمولية التي رفعها بايدن في بداية ولايته.

فها هي واشنطن تسعى بنشاط لتعزيز التفاهم مع بكين، بعد سلسلة طويلة من المعارك السياسية والأمنية والتجارية، وإن كانت تفعل ذلك بالكثير من التردد والارتباك. فمثاليات واشنطن تصطدم بمصالح السوق الأميركية لا سيما في مجال التكنولوجيا، الذي لا يقوى أقطابه على المغامرة بخسارة «سوق الصين العظيم».

في هذا السياق ينظم كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات الأميركية الرائدة في صناعة أشباه الموصلات حملة علاقات عامة وجهود ضغط على البيت الأبيض ضد القيود الجديدة المرتقبة على مبيعات هذه الشركات إلى الصين بحجة تعزيز الأمن القومي وإعاقة القدرات العسكرية لبكين. ويكشف هذا الانقسام عن حجم القلق الذي يعتري قادة قطاع التكنولوجيا الأميركي ومخاوفهم من أن تؤدي السياسات الأميركية المدفوعة بآيديولوجيا الصراع مع الصين إلى إعاقة تقدمهم التكنولوجي وتقويض القيادة الأميركية.

وفي تطور موازٍ، يظهر حجم القصور في قدرة الآيديولوجيا على تحدي المصالح البراغماتية، وتسعى إدارة بايدن إلى تليين علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، في خروجٍ صارخٍ عن التأطير السابق للعلاقة الثنائية على أنها صراع بين الليبرالية والأنظمة الشمولية.

فقد خَفَت صوت الاحتجاجات الأميركية الظالمة على الدور الذي تلعبه السعودية في إطار «أوبك» و«أوبك بلس» لحماية أسواق النفط، كما نشطت الاتصالات السياسية بين واشنطن والرياض بغية ترتيب عدد من الملفات الإقليمية كملف السودان، في اعترافٍ واضح بحيوية الدور السعودي الإقليمي والدولي، بصرف النظر عن الخلافات العقائدية بين العاصمتين.

في غضون ذلك، تبعث تركيا كل يوم بإشارات سياسية حاسمة تفيد بأنها أحالت مشروع تصدير الإسلام السياسي إلى التقاعد، في سبيل المصالحة مع الأنظمة التي كانت تهدف في السابق إلى تغييرها. ويتمدد هذا التحول السياسي التركي، المدفوع باعتبارات براغماتية، إلى ما وراء الشرق الأوسط، حيث تسعى تركيا إلى التقارب مع أوروبا علَّ ذلك يُسهم في معالجة الاختناق الاقتصادي والمالي والنقدي الذي تعانيه. اللافت مثلاً أن أنقرة لم تلجأ إلى الخطاب الشعوبي المعهود في التعامل مع حادثة حرق أحد المتطرفين صفحات من القرآن في السويد، بل بدت أقرب إلى الخطاب المتعقل الذي صدر عن عواصم إسلامية. ولم يتردد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إسقاط شروط سابقة له، بشأن دخول السويد إلى حلف الناتو، بغية تحسين علاقاته بأوروبا، وإن غلَّف ذلك بأن عضوية السويد في الناتو تقابلها عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يتفق الخبراء الجديون على أنه مجرد تغليف دعائي لا أكثر ولا أقل. فلئن كان دخول السويد إلى الناتو يعتمد على رفع الفيتو التركي، العضو في الحلف والمتمتعة بحق النقض بالتساوي مع بقية الأعضاء، فإن دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لا تؤثر فيه وعود من دولة واحدة هي السويد، بل دونه إجراءات وإصلاحات لا تبدو أنقرة نفسها جاهزة لها أو راغبة في تنفيذها.

والحال، فإن نموذجَي التخفف الآيديولوجي اللذين يعبِّر عنهما سلوك كل من أنقرة الإسلامية وواشنطن الليبرالية، يقدمان لمحة عن التحولات التي تحفّ العلاقات الدولية والتي بدت محكومة وإلى أمد طويل بصراع المُثُل والأفكار على حساب المصالح والبراغماتية.

في المقابل تلقي حالتا روسيا وإيران الضوء على التداعيات المحتملة للتشبث بالرؤى الآيديولوجية. يستمر كلا البلدين في مواجهة تحديات اجتماعية واقتصادية وعسكرية كبيرة، من دون توفر أفق للتخفيف من وطأتها بسبب عجزهما عن التغلب على قيود آيديولوجيتهما. فحتى مساعي إيران الإقليمية للتصالح والتفاهم مع جيرانها تبدو بالغة الهشاشة، بسبب الصراع بين ما تستلزمه مصالح إيران وبين ما تمليه آيديولوجيتها. ظهر ذلك جلياً في التجديد الإيراني المفاجئ للخلاف مع السعودية حول حقل غاز «الدرة» على الرغم من توفر نحو 28 حقل طاقة مشتركاً بين البلدين يمكن أن تكون مادة لتعاون جبار بينهما.

أما روسيا فلاديمير بوتين الساعية لاستيلاد عالم متعدد الأقطاب بقوة غزو أوكرانيا فقد انتهت ولأول مرة منذ زعامة بوتين إلى روسيا متعددة الأقطاب، مع صعود قائد «فاغنر»، يفغيني بريغوجين، ولو كاحتمال استمر لحظات معدودة. فكرة البديل هي الرعب الذي يسيطر على نظام القائد الواحد. أما بخصوص العالم متعدد الأقطاب الذي تحتل فيه التكتلات السياسية الموازية كمنظمة «آسيان» أو مجموعة «بريكس» مواقع بارزة في خطاب موسكو الآيديولوجي، فيجد بوتين نفسه محاصراً حتى في العالم الذي يسعى لاستيلاده. جنوب أفريقيا التي من المفترض أن تستضيف قمة «بريكس» الشهر المقبل تحاول بشكل يائس إقناع بوتين بعدم الحضور في ضوء صدور مذكرة توقيف دولية بحقه.

يعطي هذا الأمر فكرة عن حدود ما يمكن تحقيقه في العوالم الآيديولوجية المتخيَّلة مقابل حقائق العالم الواقعي الذي يبدو أنه يتقدم بصفته الملمح الأبرز اليوم للعلاقات الدولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم لا يتسع للآيديولوجيا العالم لا يتسع للآيديولوجيا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib