أصدقاء فلسطين وأعداؤها
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

أصدقاء فلسطين... وأعداؤها!؟

المغرب اليوم -

أصدقاء فلسطين وأعداؤها

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

 

إذ يحضر هذا السؤال مع كل موجة عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ها هو يعيد فرض نفسه على الفلسطينيين والعرب في ضوء تداعيات الحرب الأكثر تدميراً، والدائرة في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

يواجه مقدمو المساعدات الإنسانية، والساعون إلى الحلول السلمية، والرافضون لمعسكرات الحرب على الجانبين، سيول التخوين بكل أشكالها. يواجهون عمليات طعن قاسية تشوش على حقيقة أهدافهم، لدرجة تصل إلى وضع ما يقومون به في سياق خدمة إسرائيل لا أكثر ولا أقل.

في المقابل، يُشاد بالأصوات التي تحث على «المقاومة بلا هوادة»، مثل أصوات أبطال لم يهنوا في مواجهة الصعاب الساحقة، ويُحتفى بالصمود والتصدي من دون أي أثر يذكر في حساباتهم للموت والدمار والتهجير. ألم يقل أمينٌ عام سابق من أمناء أحزاب وميليشيات هذه الجبهة: «اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر». الموت هنا مجرد آلية توعية، ومنصة تعبئة، وخير عميم.

الأولون، وفق هذا المنطق، هم أعداء الفلسطينيين، وصهاينة جدد، والأخيرون هم أصدقاء فلسطين، وأمل الأمة وملح أرضها وضمانة كرامتها.

لا تنطوي هذه القسمة على تبسيط مميت بشأن تعقيدات السياسة والحرب وتوازنات القوة والجغرافيا السياسية التي يدفع ثمنها الأبرياء الفلسطينيون، بل ثبت أنها قسمة تهدد بتقويض أسس جهود السلام والاستقرار في الشرق الأوسط برمته.

صحيح أن تثمين المقاومة المستمرة في غزة، وفلسطين بشكل عام، متجذر بعمق في تاريخ وهوية النضال الفلسطيني من أجل تقرير المصير. بيد أن إسقاط طابع رومانسي على الصراع، واستسهال إطالة الحرب بحثاً عن انتصار وهمي هنا أو هناك، يهددان بأسر الفلسطينيين في دائرة لا متناهية من العنف والتدمير.

العجيب أن «أصدقاء فلسطين»، الداعين إلى وقف لإطلاق النار، والمفرطين في تخوين غيرهم، يتجاهلون أن «حماس» بقيادة يحيى السنوار، هي من ترفض وقف إطلاق النار، وهي من تراهن على أن استمرار الحرب سيؤدي إلى انتفاضات أكبر وأوسع في وجه إسرائيل. وبدل أن يدينوا «حماس» يدينون من يسعى فعلاً لوقف إطلاق النار.

فـ«أصدقاء فلسطين» أنفسهم يتجاهلون أن المجموعة العربية، لم يوفروا جهداً داخل مجلس الأمن الدولي وخارجه لوقف إطلاق النار، ولكنهم كانوا يصطدمون بشروط إسرائيل وشروط «حماس» المتقابلة.

ما نحن إزاءه يتجاوز كونه مسألة تفضيل سياسي. نحن نعيش وسط تشوه ثقافي وقيمي خطير، يساوي بين السعي لتحقيق السلام وبين الخيانة أو الضعف، وسط تجاهل تام للاحتياجات والحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني. تشوه ثقافي يساوي بين الانتصار، وبين حجم المعاناة، بحيث إنه كلما كبر الألم كبرت معه مقادير النصر، القائم فقط على معايير الاستعداد للبذل والتضحية.

يحجب هذا التصنيف الثنائي للجهات الفاعلة في المسألة الفلسطينية، إما كأصدقاء أو أعداء، بناءً على موقفهم تجاه ما يُسمى المقاومة، الدوافع المعقدة والمساهمات الفعلية لمختلف الأطراف. وإن كانت مواجهة التبسيط بتبسيط مضاد واجبة، فإنَّ الحلفاء الحقيقيين لفلسطين هم أولئك الذين يدعمون تطلعات الشعب إلى الحرية والعدالة والعيش بكرامة، بوسائل وأساليب لا تجعل الواقع السيئ أسوأ. وعلى العكس من ذلك، فإن أولئك الذين يستغلون القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية أو آيديولوجية خاصة بهم، ولو تحت ستار دعم المقاومة، فإنهم هم أعداء فلسطين وأهلها.

لا يتساوى الساعي إلى إدخال المساعدات إلى غزة، عن أي طريق كان، مع من يفضل أن يجوع الناس إن كانت مجاعتهم توفر له منصة تعبئة سياسية. لا يتساوى الساعي إلى حل سياسي، ولو غير مثالي، مع من يجر الفلسطينيين من سيئ إلى أسوأ بحثاً عن العدل المطلق والحق المطلق. مئات الفيديوهات في كل وسائل الإعلام العربية، الممانعة وغير الممانعة، وردت فيها سرديات فلسطينية على لسان الناس تقول إنهم لم يقدروا «النعم» التي كانوا يعيشون في كنفها، بالمقارنة مع ما صبته الحرب عليهم من ويلات.

لا معركة اليوم أهم من فضح هذا التشوه الثقافي الذي يصيبنا

ويؤسس

، تحت وطأة التعاطف الإنساني مع الفلسطينيين، لأجيال جديدة راديكالية ومعطوبة في رؤيتها للسلام والتعايش. ويلزمنا ذلك بجهود ثقافية وسياسية وإعلامية لتفكيك السرديات المريضة بشأن النصر والهزيمة والأصدقاء والأعداء.

توهم السنوار أن «أصدقاء فلسطين» سيفتحون الجبهات بالتوازي مع عملية 7 أكتوبر وسقط وهمه.

وتوهم أن إسرائيل لن تندفع للحرب حرصاً على أسراها لدى «حماس». ثم توهم أن التوغل سيكون محدوداً واستعراضياً وإذا وصلت إسرائيل إلى رفح. وتوهم أن الاحتلال إذا ما استقر في غزة فسيكون فريسة مقاومة تصيد أعداءها كالأرانب. وسقطت كل أوهامه.

السنوار يتوهم الآن أن بوسعه انتزاع انتصار ما، بعد كل هذا الدمار والموت. ويتوهم أن استمرار الحرب في شهر رمضان، سيشعل جبهات إضافية في وجه إسرائيل.

كم وهماً آخر سيسقط قبل أن تسقط هذه السردية بكاملها، ويعرف الفلسطينيون من هو صديقهم ومن هو عدوهم؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصدقاء فلسطين وأعداؤها أصدقاء فلسطين وأعداؤها



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib