المرحلة الثانية في حرب السودان
مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان آلاف الأشخاص يتظاهرون في مدريد ومدن أخرى حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تضامن مع قطاع غزة ولبنان غارة إسرائيلية استهدفت منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 41 ألفا و825 شهيداً و96 ألفاً و910 مصاباً منظمة الصحة العالمية تُعلن أكثر من 6% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا في عام منظمة الصحة العالمية تُعلن إخلاء 3 مستشفيات جنوب لبنان والادعاءات الإسرائيلية لا تبرر استهدافها منظمة الصحة العالمية تؤكد 73 موظفاً بالقطاع الصحي اللبناني استشهدوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي بايرن ميونخ الألمانى يُعلن غياب جمال موسيالا عن صفوفه خلال الفترة الحالية بسبب معاناته من الإصابة
أخر الأخبار

المرحلة الثانية في حرب السودان

المغرب اليوم -

المرحلة الثانية في حرب السودان

بقلم - عثمان ميرغني

الحرب من أكبر التحديات التي تواجه السودان وخطرها على البلد لا يمكن أن يخفى على أحد، فحريقها يمكن أن يكبر في الداخل، ويمتد إلى دول أخرى. وما يحدث اليوم هو المرحلة الأولى التي إن هزمت فيها قوات الدعم السريع في الخرطوم وفشل مخطط تسلم السلطة، فسوف نرى المرحلة الثانية من دارفور.

الرصاصة الأولى في الخرطوم انطلقت صباح يوم 15 أبريل (نيسان)، لكن المراحل التي أوصلت البلد إلى هذا الوضع بدأت في الواقع قبل ذلك بكثير. بدأت يوم أن اعتقد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أنه صارت لديه حاضنة سياسية، وتحالفات اجتماعية، وارتباطات ومصالح خارجية توفر له غطاء لعملية القفز على السلطة.

مرت قبل ذلك مراحل عدة نفخت في طموحات الرجل وأحلامه؛ منها المرحلة التي جعلوه فيها ذراع السلطة الباطشة ومنحوه الرتب ونفخوا فيه حتى لقبه الرئيس السابق عمر البشير بـ«حمايتي». سمحوا له بوضع يده على ثروات البلد من الذهب وتهريبها، وبالتوسع في بناء الثروة والنفوذ من خلال شركات وعمليات تجارية وغير تجارية مع شبكة خارجية.

جاءت بعد ذلك، المرحلة التي جعلوه فيها الرجل الثاني في تركيبة السلطة إبان الفترة الانتقالية بعد الثورة، ومنحوه صلاحيات واسعة، ودفعوا به للتصدر في ملفات سياسية واقتصادية لم يكن مؤهلاً لها. لم يكن مستغرباً أن يصدق بعد ذلك أنه بات بمقدوره أن يستحوذ على «كعكة السلطة» كلها ويصبح الرجل الأول في ظل الفوضى، والمماحكات السياسية، والصراعات التي أطاحت بأحلام الثورة، وعرقلت الفترة الانتقالية.

أطراف كثيرة شاركت في هذا المسلسل العبثي عن دراية، أو بجهل، أو بظنها أنها أذكى من الرجل الذي حسبته «بسيطاً ومحدود الخبرة والأفق»، وأنها يمكن أن تستخدمه مطية في لعبة شد الحبال السياسية، وسباق السلطة، وسوق التحالفات والتوازنات بين المدنيين والعسكريين. وجد حميدتي الأطراف المختلفة تتسابق نحوه لكسب بندقيته حليفاً، أو للحصول على دعمه من مال الدولة المنهوب.

في تلك الأجواء رأى حميدتي فرصة لكي يناور أيضاً مع كل الأطراف بعدما تضخمت طموحاته، وتوسعت علاقاته في الداخل، ومصالحه وحساباته مع أطراف في الخارج، حتى رأى أنه يمكن أن «ينازل» حلفاءه في الجيش مستنداً إلى قواته التي نمت في العتاد والتعداد، وإلى تحالفاته الجديدة. وقد تحدث بنفسه عن حلفائه في القوى السياسية بعد اندلاع الحرب وفي أيامها الأولى التي صدق فيها أنه قاب قوسين أو أدنى من إكمال مخطط وضع يده على السلطة مع ذلك التحالف أو من خلاله. فالكل كان يحاول أن يمارس بهلوانيات سياسية في سوق تحالفات انتهازية في سباق السلطة.

وبينما البلد يحترق، يستمر البعض في الجدل ومعارك طواحين الهواء وتبادل الاتهامات. كل طرف يحاول غسل يديه من مسؤولية الحرب بإلقائها على الطرف الآخر الخصم، بينما وجد البعض في شعار «لا للحرب» ملاذاً يظنونه آمناً من مسؤولية اندلاعها واستمرارها.

بغض النظر عن أهداف أو جدوى هذه المعارك، لا أفهم كيف يمكن للمرء أن يقول إنه يقف على الحياد متدثراً بشعار «لا للحرب»، وهو يرى ممارسات أفراد «الدعم السريع»، والتدمير الممنهج لعاصمة البلاد؟

قوات الدعم السريع ارتكبت أبشع الممارسات في الخرطوم، تماماً كما فعلت ولا تزال في دارفور. قتلت وحرقت ودمرت واغتصبت واحتلت بيوت المواطنين، بل وتزوجوا فيها ونقلوا أسرهم إليها.

النتيجة أن غالبية السودانيين باتوا يقفون ضدها ويتمنون زوالها بعد ما رأوه منها، وما عانوه على أيدي أفرادها، ويرون في الجيش الدرع الذي يحول بينهم وبين الخطر الذي يهدد البلد.

هل هناك من يصدق حقاً، أن قوات الدعم السريع التي قامت بأبشع الانتهاكات في دارفور وفي الخرطوم، يمكن أن تصبح حملاً وديعاً، وشريكاً موثوقاً يأتيهم بالديمقراطية؟ وهل لعاقل أن يصدق أنها ستقبل بالتخلي عن سلاحها، الذي هو ضامن ثرواتها ونفوذها، لتصبح مجرد رقم عادي في معادلات السياسة؟ وهل بعد كل هذا الذي جرى، يمكن الوثوق بقوات الدعم السريع، والحديث عنها بوصفها قوة نظامية أو مهنية يمكن دمجها في القوات المسلحة؟

لقد تضخمت طموحات قيادات «الدعم السريع» وبات لديها مشروعها التوسعي، وأحلامها في السيطرة على مقعد الحكم في الخرطوم والسيطرة على البلد كله ومقدراته، مدعومة بتحالفات داخلية ومخططات خارجية. وحتى بعدما بدأت تخسر المعركة في الخرطوم، فإنها تتحرك للتوسع فيما يبدو أنه المرحلة التالية في الحرب. فدارفور تقضم الآن بشكل متسارع من قوات الدعم السريع التي ستجعل منها قاعدة لتحركات أكبر، مستفيدة من مطاراتها كي تأتي عبرها المساعدات والأسلحة من حلفاء متربصين بالسودان وطامعين في موارده أو أراضيه، ويأتيها أيضاً المدد من المتجندين والمرتزقة من قبائل أفريقيا الوسطى وتشاد والنيجر ومالي وغيرها. ومع تكثيف وتوسع عملياتها في دارفور واستهدافها للحاميات العسكرية ومراكز الشرطة، ستحصل أيضاً على غنائم السلاح بما فيها الأسلحة الثقيلة، لكي تنطلق بعد ذلك للسيطرة على مناطق أخرى، ومنها إلى الخرطوم الآن أو مستقبلاً في جولة أخرى لهذه الحرب، أو لتقسيم البلد.

في هذا الوقت لا بد من أن يتساءل المرء عن موقف الحركات المسلحة في دارفور وبشكل خاص تلك الموقعة على اتفاقية السلام في جوبا التي حصلت بمقتضاها على المناصب، وتتقاضى قواتها الرواتب من خزينة الدولة. فإذا كانت تقول إنها على الحياد في معركة الخرطوم، فهل هي على الحياد أيضاً فيما يدور في دارفور ويستهدف أهلها؟ وهل ستستمر في الوقوف متفرجة على أمل أن ينهك الجيش و«الدعم السريع» معاً، لتجد في ذلك فرصة لتحقيق المزيد من المكاسب؟

«الدعم السريع» لا تريد فقط استخدام الحرب في دارفور للضغط على الجيش وتشتيته في معركة الخرطوم، بل الواضح أنها ستكون «الخطة ب» والمرحلة الثانية للسيطرة على البلد أو لتقسيمه وفتح الطريق لعملية توطين داعميه ومجنديه من قبائل صحارى أفريقيا.

السودان يواجه وقتاً عصيباً ويحتاج إلى توحد الصفوف والرؤى حول خريطة طريق تخرجه من هذه الأزمة، وقبل ذلك لدعم الجيش في معركة تعلو فيها مصلحة الوطن على كل الحسابات الأخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرحلة الثانية في حرب السودان المرحلة الثانية في حرب السودان



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم
المغرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 23:10 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد ورق الغار للصحة

GMT 06:52 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي عل الألوان التي يمكن تنسيقها مع " الأخضر" في الديكور

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

استئنافية وجدة ترجئ النظر في قضية "راقي بركان"

GMT 00:38 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مواليد برج "العقرب" يتميزون بذاكرة قوية وشخصية قيادية

GMT 10:47 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

الامهات في اول يوم دوام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib