ما يريده «عرب الشتات» في السودان
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ما يريده «عرب الشتات» في السودان!

المغرب اليوم -

ما يريده «عرب الشتات» في السودان

عثمان ميرغني
بقلم - عثمان ميرغني

أرسل لي أحد أصدقائي قبل يومين تسجيلات صوتية لناشط تشادي يتحدث فيها عن مشروع عرب الشتات الأفريقي الذين ينظرون إلى الحرب الدائرة في السودان على أنها فرصة لتحقيق حلمهم في إقامة دولة تجمعهم. ويدعو المتحدث لإنشاء صندوق لجمع التبرعات المالية لصالح «قوات الدعم السريع»، وحملة لتجنيد المزيد من الشباب والدفع بهم للقتال في صفوف هذه القوات.

الرجل الذي كان يخاطب مشاركين في مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي يبدو أنها منخرطة في هذا التفكير ومؤيدة لـ«قوات الدعم السريع» وحربها في السودان، تحدث بحماسة عما وصفه بمشروع للقومية العربية المتناثرة في عدد من الدول الأفريقية، وفرصة جمعهم في دولة تضمهم. ومضي محذراً عرب تشاد من أن فشل مشروع «الدعم السريع» في السودان سيعني نهاية حلم دولة عرب الشتات، زاعماً أن مذابح انتقامية ستحدث ضد العنصر العربي في تشاد، وإبادة للقبائل الداعمة لـ«قوات الدعم السريع».

هذا الكلام ليس جديداً، بل تردد كثيراً على ألسنة شخصيات من تشاد بوجه خاص، ترى في الحرب السودانية بوابة لمشروع هذه الدولة، لكنه لا يجد نصيبه من الاهتمام الكافي لا عربياً، ولا حتى سودانياً؛ لأن القوى السياسية في بلدي المنكوب مشغولة بصراعاتها السياسية الضيقة عن الخطر الكبير الذي يهدد السودان.

المتأمل لخريطة تمدد «قوات الدعم السريع» سيرى بوضوح أن سيطرتها على إقليم دارفور ومناطق من كردفان ثم اندفاعها من إقليم الجزيرة جنوباً وشرقاً وصولاً إلى مناطق متاخمة لإثيوبيا، يعنى أن مشروع عرب الشتات الأفريقي الذي يتحدث عنه بعض نشطائهم، لو نجح سيكون على حساب أغنى مناطق الثروات الحيوانية والمعدنية في غرب البلاد، وأخصب الأراضي الزراعية في الوسط والشرق، مع حدود على عدد من الدول التي يتعاطف بعضها جهراً أو سراً مع «قوات الدعم السريع»، وربما مع مشروع تقسيم السودان.

هناك من يقول لك إن «قوات الدعم السريع» تحارب لتحقيق شعارات ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018، وضد «الكيزان» ومن أجل الديمقراطية، وهذا كلام أقل ما يقال عنه إنه مضحك إن لم يكن مبكياً. فأي ديمقراطية هذه التي ستأتي بها هذه القوات التي شاركت في قمع الثورة وفي مذبحة فض اعتصام القيادة، وفي الانقلاب على حكومة الفترة الانتقالية، بل وكانت جزءاً من نظام البشير ومطرقة في يده، وفي صفوفها عناصر من «الكيزان» الذين تدعي محاربتهم؟ مشروع «الدعم السريع» منذ انطلاق هذه الحرب هو السيطرة على البلاد والسلطة، وهو ما ظهر في تحركات الأيام الأولى، وفي تصريحات موثقة لمنسوبيها الذين كانوا يرددون «سيطرنا على السودان».

الحسابات السياسية الضيقة هي التي تجعل البعض يتعامون عن حقيقة «الدعم السريع»، وعن حملات التجنيد والتجنيس الواسعة التي قامت بها، والتي ربما تصب الآن في المشروع الذي يروج له عرب الشتات الأفريقي. أضف إلى ذلك أن قيادة «الدعم السريع» لم تعد تملك الآن السيطرة الكاملة على قواتها التي تمددت جغرافياً، وباتت تعتمد على المدد الآتي من عرب الشتات بأعداد ضخمة لتعويض خسائرها في القتال.

في هذا الوقت العصيب تتواصل الهجمة المنسقة من البعض على الجيش، ومنها ما يجري تداوله عن أنه بدأ يستعين بمرتزقة من قوات إقليم التيغراي الإثيوبي، أو من مناطق أخرى. اللافت أن الذين يتداولون هذا الكلام، يغضون الطرف عن عشرات الآلاف من المرتزقة الذين أتوا للقتال في صفوف «قوات الدعم السريع»، وعن الكميات الهائلة من السلاح التي تنقل عبر الحدود، وهو أمر وثقته تقارير دولية عدة.

هؤلاء الذين يثيرون هذه الزوبعة هم ذاتهم الذين كانوا قد هاجموا الجيش وحملات الاستنفار والتجنيد الشعبي لمواجهة الحرب المتمددة التي تشنها «قوات الدعم السريع». فهم لا يريدون للمواطنين أن يهبوا للوقوف إلى جانب جيشهم دفاعاً عن أنفسهم وممتلكاتهم وأعراضهم، ولمؤازرته في الوقت الذي يخوض فيه حرباً على جبهات عدة، ويواجه أخطر مؤامرة يتعرض لها السودان. والآن تتواصل الحملة بالترويج للكلام عن استعانته بمرتزقة، وهو كلام، حتى لو صح، فإن الجيش السوداني لن يكون قد أتى ببدعة في الحروب، والتاريخ القديم والحديث يثبت ذلك منذ عهود الرومان والإغريق وحتى يومنا هذا. أميركا استعانت بمقاتلي شركة «بلاك ووتر» في العراق، وروسيا تستخدم مقاتلي «فاغنر» في حرب أوكرانيا وفي جبهات عدة في أفريقيا، وفرنسا كذلك استخدمت مرتزقة في عمليات خارجية وبشكل خاص في أفريقيا، وغير هؤلاء كثير.

ما يحتاج إليه السودان اليوم ليس انخراط البعض في حملة لكسر الجيش، بل صد الخطر الكبير المحدق بالبلد، فهذه أولوية مقدمة على كل الحسابات والصراعات السياسية التي دفعت بالبلد إلى هذه الهاوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يريده «عرب الشتات» في السودان ما يريده «عرب الشتات» في السودان



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib