ترمب يمتحن أميركا مجدداً
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ترمب يمتحن أميركا مجدداً!

المغرب اليوم -

ترمب يمتحن أميركا مجدداً

عثمان ميرغني
بقلم :عثمان ميرغني

مثل طائر الفينيق الأسطوري، ينهض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كلما أعتقد خصومه أنه دُفن تحت الرماد، وأنهم وجهوا له ضربة قاصمة. خلال رئاسته وبعدها، أفلت من أزمات كثيرة، وبقي هاجساً يؤرق الكثيرين داخل حزبه الجمهوري وخارجه، ويشغل أميركا والمهتمين حول العالم.
بعد الضجة الأخيرة التي رافقت وأعقبت مداهمة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) لمقره في مارا لاغو بولاية فلوريدا، بحثاً عن وثائق سرية نُقلت من البيت الأبيض وتتعلق بأمور دفاعية، عاد اسم الرئيس السابق ليطغى على الأخبار، بعد هزيمة انتخابية قوية لواحدة من ألد أعدائه في الحزب الجمهوري، هي ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني.
لم يكن هذا نصراً عادياً لترمب؛ إذ أكد بشكل لا يقبل الجدل قوة قبضته على الحزب الجمهوري، وشعبيته وسط قواعده المنقادة وراء جاذبيته الشعبوية، وخطابه الرافض لنتائج انتخابات الرئاسة الماضية. وبهزيمة ليز تشيني في معركة اختيار المرشح الجمهوري بولاية وايومنغ لانتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يكون الرئيس السابق قد نجح في دحر ثالث أرفع القيادات الجمهورية في الكونغرس. ليس هذا فحسب، فمن بين أعضاء مجلس النواب العشرة من الجمهوريين الذين صوتوا لصالح مساءلته وعزله بعد واقعة اقتحام مبنى الكونغرس، فاز اثنان فقط في انتخاباتهم التمهيدية، بينما سقط ثمانية أمام المرشحين الذين دعمهم ترمب وأنصاره.
كان واضحاً منذ أشهر أن ليز تشيني تتجه نحو خسارة مقعدها في الكونغرس. فهي تسبح ضد التيار في وايومنغ التي صوّت أكثر من 70 في المائة من ناخبيها لترمب في الانتخابات الرئاسية عام 2020، وقسم كبير منهم يبدو مقتنعاً بنظرية المؤامرة، ومزاعم الرئيس السابق بأن نتيجة تلك الانتخابات مفبركة، وأن الرئاسة سُرقت منه. بل إن رئيس الحزب الجمهوري في هذه الولاية كان من المشاركين في احتجاجات 6 يناير (كانون الثاني) التي نظمها أنصار ترمب، وانتهت باقتحام مبنى «الكابيتول» في مناظر هزت أميركا والعالم.
الحقيقة أن تشيني سارت في خط معادٍ لترمب في وقت مبكر، وكانت رافضة لخطه الشعبوي ولكثير من سياساته، وبرزت في الكونغرس واحدةً من أبرز الأصوات الناقدة له. وشاركت في رئاسة لجنة الكونغرس التي تحقق في أحداث اقتحام مبنى «الكابيتول»، ودور الرئيس السابق فيها. كما أنها صوتت في مجلس النواب لصالح إجراءات عزله، ما جعله يضعها ضمن «الأعداء» الذين قرر العمل على إطاحتهم من الكونغرس بتأييد المرشحين المنافسين لهم من داخل الحزب الجمهوري.
ورمى ترمب بكل ثقله وراء المحامية هارييت هاجمان المؤيدة له ولمزاعمه بشأن «سرقة» الرئاسة منه، والتي نافست تشيني في الانتخابات لاختيار المرشح الجمهوري في وايومنغ. ولم يُخفِ فرحته أمس بهزيمة عدوته مغرداً: «الآن، يمكنها أخيراً أن تسقط في غياهب النسيان السياسي».
من حق الرئيس السابق أن يفرح، فهو لم يهزم واحدة من المتصدرين لقائمة أعدائه فحسب؛ بل أثبت مرة أخرى سيطرته على معظم قواعد حزبه، وعزز فرصه للترشح للرئاسة مرة أخرى في 2024. لكن فرحته هذه تقابلها مخاوف قيادات الحزب التقليدية التي ترى في الظاهرة الترمبية تهديداً للحزب، وربما للديمقراطية الأميركية برمتها، وهو ما عبر عنه كثيرون، منهم قيادات جمهورية، مثل الرئيس السابق جورج بوش، ونائبه ديك تشيني الذي وصف ترمب بأنه «أكبر تهديد لديمقراطيتنا».
الملاحظة المهمة هنا أن ليز تشيني التي تلقت تهديدات بالقتل من أنصار الرئيس السابق، تنتمي إلى الجناح المحافظ التقليدي في الحزب، لا إلى الجناح الليبرالي، ما يعني أن قاعدة الجمهوريين باتت أشد يمينية، وأكثر تطرفاً، وقسم كبير منها أشد عداوة للسلطة المركزية ومؤسساتها، وهو مؤشر يقلق الكثيرين؛ لا في أميركا وحسب؛ بل أيضاً في أوروبا التي تشهد تصاعداً في المد الشعبوي واليميني المتطرف في عدة دول.
ففي بريطانيا يجنح حزب المحافظين نحو اليمين والشعبوية أكثر؛ لا سيما مع ظاهرة بوريس جونسون الذي يشبه ترمب في كثير من الأمور، حتى في مهاجمته للطريقة التي أُبعد بها من منصبه، وتخطيطه للعودة مستقبلاً. وفي فرنسا عزز اليمين المتطرف مركزه، وأصبحت زعيمته مارين لوبان المنافس الرئيسي لإيمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة الماضية.
في ألمانيا، يراقب الكثيرون ظاهرة حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف الذي سجل صعوداً لافتاً، قبل أن ينحسر قليلاً في الانتخابات الماضية، علماً بأنه قد يستفيد مستقبلاً من الأزمة الاقتصادية وتداعياتها، ومن صعود اليمين الشعبوي في دول أخرى مثل إيطاليا والمجر.
ليز تشيني لا تنوي الذهاب إلى غياهب النسيان، ولا إنهاء معركتها مع ترمب التي تراها معركة على روح الحزب ومستقبله، وأيضاً معركة من أجل حماية الديمقراطية من الترمبية والتيار اليميني الشعبوي. وهناك تكهنات بأنها تعتزم الترشّح للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري في 2024، ولو رأت أن الحزب سينحاز لترمب وتياره، فإنها قد تترشح مستقلة.
وقد أوضحت عزمها على مواصلة المعركة، عندما قالت في خطاب قبولها الخسارة في وايومنغ، إنها ستفعل كل ما يلزم لمنع وصول ترمب إلى البيت الأبيض مجدداً. وأشارت إلى أنها كانت تعي منذ البداية حجم المعركة التي تواجهها عندما اختارت الوقوف ضد الرئيس السابق، ونظرية المؤامرة بشأن نتيجة انتخابات 2020، مؤكدة أنها رفضت المساومة على المبادئ؛ لأنه «لا يوجد مقعد في مجلس النواب، ولا يوجد مكتب في هذه الأرض، أكثر أهمية من المبادئ التي أقسمنا جميعاً على حمايتها».
وحاولت توجيه رسالة أخرى ضد ترمب وأنصاره المؤيدين لرفضه قبول نتيجة انتخابات الرئاسة الماضية، وذلك بقولها إنها قبلت بخسارتها واتصلت بمنافستها لتهنئتها «لأن جمهوريتنا تعتمد على حسن نية جميع المرشحين للمناصب لقبول نتيجة الانتخابات بشرف».
لكن المعركة ضد ترمب لن تكون بهذه السهولة، فالرجل أثبت قبضته على الحزب الجمهوري، وقدرته على الإفلات من كل الملاحقات، وتحويلها لمصلحته ولتعبئة أنصاره، على الأقل حتى الآن. والأمور ستسير لمصلحته وضد خصومه، إذا نجح أنصاره في معركة الانتخابات النصفية للكونغرس في نوفمبر، وقلبوا الطاولة على الديمقراطيين بانتزاع السيطرة على الكونغرس منهم. فذلك سيمكنه من إنهاء التحقيقات ضده في مجلس النواب، والضغط لوقف الملاحقات الأخرى التي تهدده؛ سواء بشأن ملابسات اقتحام الكونغرس، أو حتى بشأن شركاته وشؤونه الضريبية. الخطوة الأخيرة ستكون إعلانه الترشح في 2024 واضعاً أميركا والعالم أمام امتحان جديد، مع رجل غاضب يريد تصفية الحسابات مع كثيرين، ومع تيار شعبوي متنامٍ يتحدى الممارسات والمؤسسات السياسية القائمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب يمتحن أميركا مجدداً ترمب يمتحن أميركا مجدداً



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib