ما بين الفراعنة والجزيرة العربية
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ما بين الفراعنة والجزيرة العربية

المغرب اليوم -

ما بين الفراعنة والجزيرة العربية

زاهي حواس
بقلم: دكتور زاهي حواس

صوّرت الحضارة الفرعونية علاقاتها مع جيرانها والعالم المحيط بها على جدران المعابد والمقابر في مصر، التي ترجع لمختلف عصور مصر القديمة. واختلفت هذه العلاقات وتباينت ما بين علاقات عسكرية في صورة حملات مسلحة لحماية النفوذ المصري والحفاظ على أمن الحدود ومناطق الثروات الطبيعية، أو علاقات تجارية بحتة يغلب عليها الطابع التجاري وتحقيق المصالح المشتركة. ونادراً ما يتم العثور على أدلة لهذه العلاقات خارج الحدود المصرية، بمعنى أن الدليل على النشاط التجاري أو العسكري غالباً ما يأتي من الجانب المصري إلا في حالات نادرة، منها مثلاً العثور على آثار فرعونية بطول الساحل الفينيقي القديم وميناء جبيل بلبنان على البحر المتوسط، التي كانت منطقة نشاط تجاري واسع بين الحضارة المصرية القديمة وسوريا وفلسطين ولبنان.
نستشف من تلك المقدمة أهمية وجود النقوش الفرعونية بواحة تيماء، التي تم الكشف عنها منذ سنوات ولا تزال هي الدليل القوي بل الوحيد على وجود بعثات تجارية مباشرة من مصر إلى الجزيرة العربية. توثق النصوص التي عثر عليها؛ خاصة ذلك النص الذي نُحت على واجهة الصخر بالخط الهيروغليفي، أخبار بعثة تجارية خرجت من مصر وعبرت البحر الأحمر إلى الشاطئ الغربي لشبه الجزيرة العربية خلال عصر الملك رمسيس الثالث الذي حكم ما بين 1186 و1155 قبل الميلاد، وهو أحد أقوى ملوك الأسرة العشرين. وتعود أهمية النص الهيروغليفي ونقوش أخرى مسجلة على صخور واحة تيماء لأنها مؤرخة بشكل جيد، وبالتالي تعطينا دلالات واضحة لا تقبل التأويل، منها...
أولاً؛ أهمية الجزيرة العربية في ذلك العصر كمركز تجاري يستحق إما عبور البحر الأحمر أو الالتفاف حول الطريق البري من شبه جزيرة سيناء للوصول اليه.
ثانياً؛ أهمية المنتج أو المنتجات التجارية للمنطقة، التي لا تقف عند المواد والمنتجات المحلية، بل أيضاً التي تصل من الشرق القديم من بلاد النهرين وبلاد فارس وربما الهند كذلك إلى شبه الجزيرة العربية ثم تنقل منها إلى مصر والساحل الفينيقي. وبالتالي تكون الجزيرة العربية وسيطاً وناقلاً تجارياً وحضارياً مهماً.
ثالثاً؛ وفّرت الجزيرة العربية مراكز تجارية قادرة على استقبال القوافل التجارية وتأمينها وتسهيل أدوات النشاط التجاري بين حضارات العالم القديم خلال ذلك العصر وقبله بزمن بعيد.
ولذلك، يستطيع الأثري من خلال التحليل العلمي لنقش أو أثر وحيد رسم صورة منطقية للنشاط الإنساني بالحيز الجغرافي الذي عثر في نطاقه على النقش أو الأثر. ومن المهم دائماً التواصل مع المجتمع المحيط للموقع الأثري والتعريف بالأثر وأهميته بالنسبة للدولة لكي يشارك المجتمع في حمايته وصيانته، حيث إنه ربما يكون مجرد نص من سطر واحد، لكنه يكتب صفحات من التاريخ، وبالتالي فهو كنز وتراث أثري يجب الحفاظ عليه. وقد وجب هنا التنويه إلى حجم المجهود الجبار الذي تقوم به هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية من أجل الحفاظ على إرث ضخم من النقوش والفنون الصخرية المنتشرة في كل ربوع المملكة وتحتاج إلى أنواع مختلفة من الحماية سواء ضد المتغيرات المناخية أو النشاط البشري المتنوع، كامتداد العمران، حتى انتشار رياضات السفاري بين الشباب بسبب توافر سيارات الدفع الرباعي الحديثة القادرة على اختراق الصحراء والوصول إلى أي مكان مهما كانت طبيعته. إن التحديات كثيرة، لكن علينا مواصلة نشر ثقافة الحفاظ على التراث وحثّ المجتمع على المشاركة في حماية الإرث الأثري والثقافي وهويتنا التي هي أغلى ما نملك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بين الفراعنة والجزيرة العربية ما بين الفراعنة والجزيرة العربية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib