«لسه الحياة ممكنة»
الموانئ العراقية تنفى ماتردد بشأن وجود تسرب نفطى فى المياه الإقليمية إيطاليا تسجل أكثر من 13 ألف إصابة و85 حالة وفاة بفيروس كورونا خلال أسبوع آلاف الإسرائيليين يهرعون إلى الملاجئ بعد سماع دوي صفارات الإنذار في قيساريا والخضيرة وحيفا شمال الأراضي الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في هجوم إطلاق النار بمنطقة يافا إلى 7 أشخاص مقتل 3 مسعفين جراء قصف إسرائيلي استهدف مراكز للإسعاف في بلدات جويا وجدلزون وعيناتا جنوب لبنان إسرائيل تُنذر سكان 25 قرية جنوب لبنان بضرورة الإخلاء إلى ما وراء نهر الأولي وزارة الصحة في غزة تُعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على غزة حيث بلغ عدد القتلى 41870 و 97166 مصاباً وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان
أخر الأخبار

«لسه الحياة ممكنة»

المغرب اليوم -

«لسه الحياة ممكنة»

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

شفرة إسعاد يونس هى البساطة، الباسوورد هو التلقائية والعفوية، البساطة عندها ليست السطحية، والتلقائية والعفوية عندها لا تعنى الخفة، خلف تلك البساطة يكمن عمق وتسكن حكمة ويتنفس منطق وينبض عقل، وفى أعماق الضحكة تتذوق ملح الدمع ومرارة الألم، إسعاد يونس كتابتها مثل أدائها التليفزيونى والتمثيلى، خيط واحد يربطهما جميعاً، إنه الصدق، هى صديقتك على الورق وعلى الشاشة أيضاً، وبحثاً عن هذا الصدق قرأت كتابها الممتع «لسه الحياة ممكنة»، الذى أصدرته دار نهضة مصر، التهمته فى جلسة واحدة، استمتعت بالأسلوب الساخر واللغة العامية التى تحمل ثراء الوجدان المصرى، ابن فجر الضمير ووريث أقدم حضارة، الكتاب «جدارية» لحياة فنانة عاشت ألف عمر وألف حياة، «بورتريه» لتجارب من الصعب أن تتوافر لغيرها، عافرت وتعثرت وقامت، وخدشت جدار الصمت والتجاهل بأظافرها، وضحكت عندما فتح الستار وبكت بعد إغلاقه، الأب طيار وسيم اختطفه الموت وسرقه من بناته فى بداية الأربعينات، تشارك «إسعاد»، كبرى الثلاث بنات، أمها تربية البنتين «إيمان وأحلام»، تحملت ما لم تتحمله الجبال، بركان موهبتها الفياضة تعرفه جيداً وتثق فيه، الحياة لم تكن وردية، والطريق كان مليئاً بالأشواك، البيت كان يتنفس فناً فى كل ركن؛ شقيقة ترقص الباليه، وشقيقة أخرى تغنى أوبرا، والكبرى تحتضن وترعى، هزتنى مناطق الشجن العميق أكثر من مرة؛ فى حديثها عن شقيقتها «إيمان» التى احتملت ثلاثة وعشرين عاماً طفلاً ولد بنقص أوكسجين حاد نتيجة خطأ فى ولادة قاسية، احتملت وقاومت بكل صبر وحب ورضا، عندما كتبت عن مأساة سعاد حسنى التى رفضت أن تكون إلا «زوزو» وكُسرت عندما نظرت فى المرآة فوجدت «زوزو» قد تبخرت، فى كتابتها العذبة عن أمها، تلك الخلطة السحرية من الصرامة والحنان، عن عمار الشريعى وصلاح جاهين وعبدالله فرغلى.. إلخ، أنت فى هذا الكتاب تضبط «إسعاد» الطفلة الشقية فى كثير من الصفحات، وأيضاً تحس بـ«إسعاد» التى تحمل على كاهلها تجارب وخبرات وضربات وعثرات ومعافرات ومقاومات مثل أساطير الإغريق التى يخرج من نارها الأبطال مصهورين بالنجاح، تم تعميدهم بالتفوق والإصرار، لم تتقوقع، بل شاركت الشباب نوافذهم التواصلية، واقتحمت «فيس بوك» وكتبت عن روحه وفلسفته بقلم محلل لا مستهلك فقط، مؤمنة فى كل صفحات الكتاب بقدرة الشباب على التجاوز والنجاح وانتشال مصر من أى أزمة، تؤمن تمام الإيمان بالتواصل معهم وبأن بداخلهم طاقة تغيير تصنع مصر المستقبل، وهذه النظرة للشباب نادرة بين مثقفينا للأسف، عين إسعاد يونس هى كاميرا بقوة ألف جهاز رنين مغناطيسى، تلتقط وتصور وترسم العصارة السارية فى الأحشاء وترصد ما تحت الجلد وما هو داخل الشرايين، لا يوجد عندها ما هو بديهى، أو يعدى وخلاص، أو هو كده، فما هو عادى بالنسبة لك تحوله عين «إسعاد» إلى فيلم سينمائى هوليوودى، هو خليط من الجدية والعبث، فهى تفضح سن اليأس الرجالى وتنزع من الذكور كل أسلحتهم الفتاكة التى يجلدون بها المرأة التى تجاوزت الأربعين، وتصرخ من فلسفة الروبابيكيا المصرية، وتبكى على حفلة قتل جماعى لفنان جميل اسمه محمد شبل بسكين اللا مبالاة.

«لسه الحياة ممكنة» كتاب مكانه غرفة القلب لا رف المكتبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لسه الحياة ممكنة» «لسه الحياة ممكنة»



GMT 21:46 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

GMT 21:36 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان أبقى من كل هؤلاء

GMT 21:33 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بري رجلُ السَّاعة

GMT 21:28 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أية حقيقة؟

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:30 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم
المغرب اليوم - نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

GMT 07:23 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الكرسي المميز قطعة أساسية في ديكور المنزل لا غنى عنها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib