الحرب الإسرائيلية مستمرة إلى متى
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الحرب الإسرائيلية مستمرة.. إلى متى؟

المغرب اليوم -

الحرب الإسرائيلية مستمرة إلى متى

الدكتور ناصيف حتّي*
بقلم: الدكتور ناصيف حتّي*

انسداد الأفق أمام تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب على غزة بعد أشهر ثلاثة ونيف من الحرب المدمرة التى تشنها القوات الإسرائيلية ضد القطاع أدت إلى انفجار الخلافات والتناقضات ضمن كل من المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية وبينهما أيضا. من جهة برزت انتقادات لقادة كبار فى الجيش قوامها أن إسرائيل غير قادرة على تحقيق أهدافها ورد الناطق باسم المؤسسة العسكرية، مصرحا أن هذا الكلام لا يمثل الموقف الرسمى للجيش. يظهر ذلك حالة الارتباك فيما يتعلق بتحديد أهداف الحرب واستراتيجية وقدرة تحقيق تلك الأهداف. كما انفجر الخلاف فى حكومة الحرب أو المجلس الخماسى لإدارة الحرب مما يهدد بشل دور هذه الحكومة المصغرة المعنية بإدارة الحرب. إن مظاهر هذا الخلاف المستفحل والذى يعكس الاختلافات المتزايدة فى الجسم السياسى والحزبى الإسرائيلى، الدعوة لإسقاط نتنياهو وتشكيل حكومة انتقالية لفترة عام بقيادة الجنرال أيزنكوت العضو فى حزب معسكر الدولة الذى يتزعمه بينى جانتس والذى تزداد شعبيته يوميا على حساب حزب الليكود الذى يتزعمه نتنياهو. أيزنكوت الذى رفض رئاسة الحكومة فى هذه الشروط ولالتزامه بموقف حزبه دعا، كما حزبه، إلى إجراء انتخابات مبكرة لتغيير الحكومة. يعكس ذلك ازدياد الفجوة فى المواقف وفى مقاربة الحرب الدائرة بين أطراف المؤسسة السياسية التى يطغى عليها بشكل شبه كلى أحزاب اليمين الإسرائيلى الدينى والتقليدى. وفى السياق نفسه تظهر الخلافات المتزايدة بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت حول إدارة الحرب، وتحميل الأول مسئولية الفشل للجيش.
تستفحل الخلافات بقدر ما يتكرس الانسداد بشأن تحقيق الأهداف الإلغائية التى رفعتها الحكومة فيما يتعلق بحركة حماس بشكل خاص والتغيير الكلى للوضع فى غزة بشكلٍ عام تحت عنوان التهجير الطوعى، وهو التهجير القسرى من خلال العمل لفرض الظروف لذلك، والسيطرة على غزة بشكل أشمل. نتنياهو كان واضحا فى رده على دعوة الرئيس الأمريكى لحل الدولتين. الحل الذى هو عنوان أو شعار يلوح به بين الحين والآخر، دون أى تصور فعلى وعملى للوصول إلى تحقيق هذا الهدف، فيما تستمر السياسة الإسرائيلية فى نسف الأسس على الأرض التى يفترض أن يقوم عليها هذا الحل. نتنياهو أعلن مرارا عن موقف المؤسسة السياسية الإسرائيلية بجميع أطيافها بهذا الخصوص: لا دولة فلسطينية، لا بل إن إسرائيل تود السيطرة الأمنية الكاملة على غزة بعد القضاء على حماس حماية للأمن الإسرائيلى. والجدير بالذكر أن الحديث عاد مجددا عن إعادة الاستيطان إلى غزة خدمة لهذه الأهداف الأمنية الاستراتيجية من المنظور الإسرائيلى. ويقول الكاتب والمؤرخ الإسرائيلى المعروف بمواقفه المؤيدة للسلام، شلومو ساند فى هذا الخصوص، إن هدف إسرائيل هو جعل غزة غير صالحة للسكن. فالتخلص من الديمغرافيا الضاغطة يساهم فى السيطرة على الجغرافيا الهامة فى استراتيجية الأمن الإسرائيلى بشكل أفضل.
ما زال سقف الأهداف الإسرائيلية مرتفعا بشكل كبير وغير قابل للتحقيق فى غزة. الأمر الذى يعزز استمرار الحرب ضمن أفق مفتوح. وقد بدأت إسرائيل بالمرحلة الثالثة من حربها بعد مرحلتى التدمير المكثف والاجتياح وهى مرحلة العمليات المركزة أو ما يعرف بالضربات الجراحية والعمل على الفصل بين شمال القطاع من جهة ووسطه وجنوبه من جهة أخرى، بغية السيطرة الكلية على الشمال. وعلى صعيد آخر يزداد الضم الصامت للضفة الغربية، كما تصف الوضع السلطة الفلسطينية، من خلال تسريع عملية تهويد الجغرافيا والديمغرافيا فى تلك المنطقة استكمالا لتحقيق قيام إسرائيل الكبرى من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط. ويتواكب ذلك مع ازدياد «حماوة» الحرب الدائرة فى الجنوب اللبنانى بسبب الترابط الوثيق القائم بين الجبهتين الغزاوية واللبنانية، الأمر الذى يزيد من تعقيدات النزاع على الجبهة الأخيرة ومن صعوبة، وليس بالطبع استحالة، التوصل إلى تفاهمات ناظمة لقواعد اشتباك جديدة، فى ظل الأهداف العالية السقف التى تطرح، مع عدم الاستبعاد الكلى لمخاطر الانزلاق نحو حرب مفتوحة إذا استمرت الأمور على ما هى عليه. حرب تسقط قواعد الاشتباك القائمة والمستمرة والتصعيد المتوازن فى إطارها مع بدايات الخروج الإسرائيلى عن تلك القواعد مع اغتيال القيادى فى حماس صالح العارورى فى الضاحية الجنوبية لبيروت. تفاهمات جديدة يمكن أن تتبلور مع الوقت لوقف القتال تؤسس لقواعد اشتباك جديدة، يرى الكثيرون أن الشرط الضرورى وغير الكافى بالطبع للتوصل إليها يكمن فى وقف الحرب على غزة.
• • •
كل المؤشرات تدل على أن الحرب مستمرة ولو قد تشهد تصعيدا أو تخفيضا مع الوقت وهدن استراحة، ومعها أيضا الحروب بالوكالة: حروب الإسناد والرسائل المتبادلة والضغوطات الجارية من العراق إلى اليمن إلى البحر الأحمر إلى سوريا بدرجات وأشكال مختلفة.
شرط الخروج من حالة الحرب فرض وقف إطلاق النار. نقول فرض ذلك لأن إسرائيل ترفض هذا الأمر وعلى الأطراف الدولية المعنية بالاستقرار فى المنطقة والقادرة بسبب قدراتها ومصالحها وعلاقاتها أن تفرض ذلك على إسرائيل وتعيد إحياء مسار السلام على أساس حل الدولتين. ليس ذلك بالأمر السهل ولكنه ليس بالأمر المستحيل. المطلوب ليس إحياء مسار أهداف غامضة وفضفاضة وقابلة لتعريفات وأهداف مختلفة ومتناقضة كما شهدنا فى الماضى، بل تحديد الهدف النهائى (حل الدولتين) وفق قرارات الشرعية الدولية والالتزام به ورعاية ومواكبة المسار التفاوضى على هذه الأسس وضمن جدول زمنى يتفق عليه.
لا شك أن دون ذلك الكثير من الصعوبات والعراقيل وبشكل خاص وكبير من الجانب الإسرائيلى. ولكن متى وجدت الرؤية والإرادة الدولية والإقليمية من طرف القوى المعنية بالاستقرار الإقليمى والفاعلة يصبح تحقيق ذلك الهدف ممكنا أيا كانت العراقيل على طريقه. البديل عن ذلك كما علمنا تاريخ هذا الصراع، هو نوع من الهدن القصيرة أو الطويلة أو أعمال وقف إطلاق النار لا تصمد طويلا أمام سياسات إسرائيلية توسعية باسم عقائد أصولية ومتشددة. المستقبل القريب سيدل على الطريق الذى ستسلكه الحرب الإسرائيلية وتداعياتها على الإقليم الشرق أوسطى بأشكال وأوقات مختلفة.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الإسرائيلية مستمرة إلى متى الحرب الإسرائيلية مستمرة إلى متى



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib