آثارنا ليست لنا
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

آثارنا ليست لنا

المغرب اليوم -

آثارنا ليست لنا

سوسن الأبطح
بقلم : سوسن الأبطح

«سرقة القرن» التي حصلت في «المتحف البريطاني»، أسقطت ورقة التوت، خصوصاً فيما يتعلق بأحقية مصر باستعادة روائعها الأثرية؛ فإذا كانت الحجة أن سوريا والعراق ما زالا يعانيان من اضطرابات، فإن مصر قادرة على صون كنوزها، وبات لها أجمل المتاحف، وأهل المنطقة أحق بالاستمتاع بآثارهم من الأوروبيين.

فكيف يمكن أن تُسرق ألفا قطعة من أقدم وأعرق متحف وطني في العالم، وبريطانيا هي الدولة الأكثر شراسة وصدوداً وإنكاراً لحق أصحاب الآثار في إرثهم، على اعتبار أن لها من الأنظمة ما يصون كل نفيس.

قد يُقال إن السرقات تحدث، والأمر ليس بجديد، لكن الاعتراف بأنه لا كشوفات ولا بيانات دقيقة بمحتويات المتحف البريطاني بسبب غياب الإحصاءات، أمر في غاية الخطورة؛ فما الذي تركه الإنجليز من دقة التنظيم لبقية الشعوب؟! وهذه الكمية من المسروقات لا يمكن أن تخرج من خزائنها دون تواطؤ من الداخل، وثغرة بين الموظفين أنفسهم، وأن تُعرض القطع علناً على الإنترنت، ويراسل أحدهم المتحف ليعلمه بذلك قبل سنتين، دون أن يحرك أحد ساكناً، فذلك كله يشي باستهتار لا يُوصَف.

ما لا تعترف به المتاحف «العظمى» أنها لم تكتفِ بأن تضم سرقات المرحلة الاستعمارية متسلحة بالقوة والسطوة، وتتعامل مع أثريات الشعوب الأخرى وكأنها ورثتها عن أجدادها، ولكنها لا تزال تشتري المسروقات، وتتغاضى عن فظائع المخالفات، حين يكون ذلك في صالحها. ويُقدَّر سعر القطع التي تُهرَّب وتباع بطرق غير شرعية بعشرة مليارات دولار سنوياً، وهو ما تتعامل معه غالبية الدول بتراخٍ... و«اليونيسكو» بما يشبه العجز التام.

بمحض الصدفة اكتشفت مصر سرقة مومياء مذهّبة، حين نشرت نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان صورة لها بقربها، في «متحف متروبوليتان» في نيويورك، قبل سنوات. واضطر المتحف لإعادة المومياء التي قال إنه دفع ثمنها 4 ملايين دولار بسبب أوراق مزورة، واحتفظ بها 7 سنوات قبل أن يُفتضح أمرها؛ فهل الـ«ميتروبوليتان» من السذاجة بحيث لا يتأكد من السلطات المصرية؟ وهل في السويد أو النمسا مومياوات؟

نحن لا نفتري على الـ«ميتروبوليتان»؛ فقد اعترف مديره السابق، توماس هوفينج، الذي عُرِف بـ«صائد الكنوز»، في مذكراته التي نُشرت عام 1994، بأسلوبه في «القرصنة»، وأنه جمع كثيراً من القطع والأعمال الفنية بفضل تعامله مع قائمة طويلة من «المهربين والوسطاء».

ولا يزال مهرب الآثار أو سارق اللوحات الفنية يُنظر إليه على أنه «لص ظريف، وغالباً ما تُغتفر ذنوبه، أو تُخفف الأحكام الموجهة إليه، مع أن المشتغلين بهذه السرقات هم عصابات تعمل بأساليب محكمة ولها أذرعها، وغالباً ما تنسق مع جهات عليا تحميها وتتستر عليها.

ثمة جو مؤاتٍ الآن في أوروبا لإثارة موضوع استعادة المسروقات.

ففي فرنسا أطلق تقرير «صار - سافوي»، الذي أعدته المؤرخة بنديكت سافوي والاقتصادي السنغالي فلوين صار، بشأن إعادة فرنسا ما غنمته من تحف فنية خلال استعمارها لعدد من البلدان الأفريقية.

واعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن 80 في المائة من الآثار الأفريقية موجودة في أوروبا. وما يؤرق الجميع أن هذه الدول نُهبت إلى حد أنه لم يبقَ لها ما تعرضه في متاحفها، وتنتظر أن يمنَّ عليها الغرب بشيء من ممتلكاتها.

يتبين أن «المتحف البريطاني» لديه وحده 70 ألف قطعة، و«متحف كيه برانلي» الفرنسي 60 ألفاً، وقد تجول باماكو وداكار مجتمعتين فلا تعثر على 9 آلاف قطعة أثرية.

لهذا تتجند المتاحف الأوروبية لسد الخلل الفاضح، لكنها تعدّ، وهذا مريب، أفريقيا التي تتحدث عنها هي جنوب الصحراء، وكأن آثار شمال أفريقيا ليست في الحسبان.

ولعلهم محقون؛ فهل تتخيل «اللوفر» من دون القسم الفرعوني، وفيما بعد من دون تحف «بلاد ما بين النهرين»، والأمر نفسه في برلين وأميركا؟!

ثمة مَن يسخر ويقول: «في (المتحف البريطاني) آثار لكل الحضارات إلا البريطانية».

الأثريون يحتفلون بثمار نضال عمره أكثر من 50 سنة، ويرون أن بدء إعادة القطع ولو بالقطارة، ومن دون استشارتهم في نوعيتها وقيمتها، ومراعاة أولوياتهم، أشبه بسقوط جدار برلين، من حيث الأهمية التاريخية.

وبطبيعة الحال، فإن المعارك العربية سابقة على الأفريقية، ومنها ما بدأ في الثلاثينات. وغالبية ما نُهِب من بلادنا خرج بطرق غير مشروعة، بلا خجل ولا وجل، وثمة قوانين إن أعيد العمل عليها، ترافقها ضغوط عربية شعبية وصحافية، يمكن أن تسهم في ترخية القبضة الغربية.

على رأس اللائحة «رأس نفرتيتي» بـ«متحف برلين» الذي يقول الأثريون المصريون إنه تعرض للإهانة مرات عديدة، منذ أن سرقه الألماني بورخاردت عام 1912، وأُعجب به هتلر، ورفض إعادته. ولم يعد مقبولاً أن يبقى «حجر رشيد» على ما له من أهمية تاريخية، ورمزية لمصر، في «المتحف البريطاني»، وهو يضم مفاتيح اللغة المصرية القديمة.

رغم اتفاقية «اليونيسكو» لعام 1970 التي تهدف إلى إنهاء التجارة غير المشروعة بالآثار، فإن المتاحف، بما في ذلك المتاحف الكبيرة، مثل «متروبوليتان» و«المتحف البريطاني»، استمرت، لم تتوقف أبداً عن الشراء من لصوص الفن والآثار.

يخبرنا الأثري الهندي فيجاي كومار، الذي كتب عن سعيه الطويل لإعادة آثار بلاده المنهوبة أنه اكتشف أن أعمال النهب تتوقف ببساطة حين تكف المتاحف عن شراء المسروقات؛ فبمجرد إطلاق مبادرة إعادة بعض التحف الأفريقية إلى أهلها، انقلبت أسعار الآثار الأفريقية، وتهاوت في الأسواق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آثارنا ليست لنا آثارنا ليست لنا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib