سنتان لإنقاذ العالم
وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان آلاف الأشخاص يتظاهرون في مدريد ومدن أخرى حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تضامن مع قطاع غزة ولبنان غارة إسرائيلية استهدفت منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 41 ألفا و825 شهيداً و96 ألفاً و910 مصاباً منظمة الصحة العالمية تُعلن أكثر من 6% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا في عام منظمة الصحة العالمية تُعلن إخلاء 3 مستشفيات جنوب لبنان والادعاءات الإسرائيلية لا تبرر استهدافها منظمة الصحة العالمية تؤكد 73 موظفاً بالقطاع الصحي اللبناني استشهدوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي
أخر الأخبار

سنتان لإنقاذ العالم

المغرب اليوم -

سنتان لإنقاذ العالم

سوسن الأبطح
بقلم :سوسن الأبطح

 

اجتمع مسؤولون بريطانيون وأميركيون في الأسابيع الماضية في السويد، من أجل صياغة ميثاق أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي. ويحاول الاتحاد الأوروبي، من جانبه، وضع قوانين لاجمة، تضبط التعاطي مع هذا «البعبع» الذي بدأ التحذير منه يتصاعد، لأنَّ الآلة قد تصبح أذكى من الإنسان، في وقت قريب جداً، ويفقد البشر سلطتهم عليها وتتمكَّن من افتراسهم بطرق مختلفة.

هذه السيناريوهات المخيفة شاهدناها قبلاً في أفلام هوليوودية كثيرة، حتى لتظن أنَّها كانت هاجساً عند صنّاع السينما، وكتّاب روايات الخيال العلمي. من فيلم «ميتروبوليس» الصامت، الذي أنتجته ألمانيا عام 1927، مروراً بأفلام غزو الفضاء، و«ماتريكس»، وما تبعها، ها هي النبوءة السوداء تتحول إلى حقيقة. وحذر مستشار رئيس الوزراء البريطاني مات كليفورد، من الكارثة المقبلة بالقول: «أمامنا سنتان فقط لإنقاذ العالم من خطر الذكاء الاصطناعي، فهو تهديد وجودي لأنه قد يتمكن من قتل الكثير من البشر». وكليفورد ليس وحده من يخشى أن يتمكن التطور الذاتي للآلات من توليد الأمراض الجرثومية، وتطوير أسلحة مستقلة كالقنابل القذرة، أو شن هجمات إلكترونية يصعب السيطرة عليها.

الهلع يسود مهناً ليست بالقليلة، منها السينما والتصوير الفوتوغرافي والتصميم والرسم والهندسة، والطب والإعلام، وحتى كتّاب الروايات والشعراء باتوا يتساءلون إن كان لا يزال لوجودهم من مبرر. وهل ستبقى الآلة مساعدة لهم أم ستحل مكانهم كلياً في أعمالهم وأرزاقهم. بحكم المؤكد أن كل عمل يمكن كتابة خوارزميات له، بحيث تستطيع التطبيقات تنفيذه نيابة عن الإنسان، سيصبح آلياً، ومنها بعض المهمات الطبية والمخبرية. وبدأت إحدى شركات التأمين تدريب روبوتات للرد على مكالمات الزبائن الهاتفية، على اعتبار أنها أجهزة تتميز عن الموظفين بأنها تقوم بالعمل 24 ساعة، وعلى مدار أيام السنة، فلا تتعب ولا تمرض. ومؤخراً لجأت إذاعة سويسرية إلى تسيير برامجها والربط بينها بالاستعانة بالروبوتات، وذهل المذيعون وهم يسمعون أصواتهم بنبرتها المعهودة، وهي تقول أشياء لم ينطقوا بها، ومعلومات لم يتفوهوا بمثلها. وهذا كله يزيد من المخاوف ويعمّق التوجس، خاصة حين نعرف أن تطور الذكاء الاصطناعي، يسير أسرع بكثير مما كان يتوقعه أكثر المتشائمين، وهو ما يتسبب بالصدمة لعمالقة التكنولوجيا أنفسهم، مثل إيلون ماسك ورئيس شركة «أوبن آي» صامويل ألتمان، وتحذيرهم من المخاطر القادمة. وهم يتساءلون إن كان البشر سيملكون السيطرة على ما تصنعه أيديهم؟ وكيف لنا والتغيرات تجتاحنا بهذه السرعة، أن نفرق بين الحقيقي والوهمي، والصدق من الزيف؟ وهو ما قد يضرب في الصميم صدقية الحملات الانتخابية مثلاً، ويصيب في مقتل أهم أدوات الديمقراطية، التي ستجد نفسها تتعرض لهجوم، من حيث لم تحتسب.

السؤال المفتاح، هل الذكاء الاصطناعي خير للبشرية أم خراب ينتظرها؟ المتفائلون، إما صغار في السن أو ممن يحسبون الانتصارات من خلال الأرباح التي يمكن أن يجنوها، بفضل الاقتصادات التي ستزدهر. وأظهرت دراسة أوروبية جديدة أن واحداً من أصل كل شابين فرنسيين يرغب في التعلم بواسطة الذكاء الاصطناعي، والغالبية الساحقة من الطلاب تعتقد أن الاعتماد على مزيد من التقنيات، سيحسن من مستوى التعليم، عكس التوقعات المتجهمة. وهو ما أثبتت عكسه النتائج التربوية للدول التي سارعت إلى إحلال الكومبيوترات بدل الكتب. التعليم هو أحد الميادين الأكثر إثارة للمخاوف، بسبب بدء الطلاب فعلياً الاعتماد على الروبوت في الكتابة والبحث والرسم والأرشفة، حتى بات من العسير جداً على الهيئة التعليمية أن تكتشف التلاعب في أي اختبار كتابي، ما لم يخضع الطالب لأسئلة شفهية بعيداً عن أجهزته المساعدة.

البعض يشبه العصر المفصلي الذي نعيشه بلحظة اكتشاف النار التي نقلت البشرية من زمن إلى آخر، ولحظة ثانية هي عند دخول الإنسان العصر الصناعي. فهل يبقى البشري، هذه المرة سيداً، متحكماً فيما حوله، كما المرات السالفة، أم يجد نفسه وقد أفلت منه العقال؟

الإغراء الاقتصادي والبهرج الإعلاني يجعلان البعض يغض النظر عن المخاوف، لأن الوعد هو بمئات مليارات الدولارات، للدول السبّاقة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، أكثر من 18 مليارا منها، في السنوات الثلاث المقبلة، لأميركا وحدها، غير أن الكلمة الفصل في هذه الصناعة العبقرية ومنتجاتها ستكون لدول محدودة جداً، على رأسها أميركا والصين. وكل من لا يصنّع ويبرمج، لن تكون له اليد الطولى. التكنولوجيا ليست حيادية. فمن يخترعها ويبرمجها، وينظم لوغاريتماتها، يحمّلها أفكاره ورغباته بل ورؤيته للمستقبل. وبالتالي فالذكاء الاصطناعي وإن بدا نظيفاً، محايداً، يحمل ضمناً رؤية أصحابه التي يصدّرها ويوزعها على العالم، بكل ما تنطوي عليه من فكر وطويّة.

تثير باستمرار قصة غياب النساء عن الصناعات التكنولوجية الكبرى، الاتهامات حولها بالذكورية، ولكن نادراً ما يذكر أن التكنولوجيا لها لون وجنس أيضاً، فهي إما غربية أو آسيوية، وليس لباقي العالم إلا أن يستقبل البرامج الذكية التي لقنت ملايين النصوص المتروكة سائبة على الشبكة الإلكترونية، وكل سائب يعلم السرقة، وهذا نوع من السرقة الحلال.

مهما علت صرخات التحذير، فالذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً أساسياً من يومياتنا، وهو يتعمق ويندسّ تحت جلودنا ويسير في شراييننا. وجلّ ما تحاول أن تفعله الدول التي تعي خطورة المقبلين عليه أن تؤطر استخدامه، وتسن القوانين لمعاقبة المخلّين. وأحد أهم ما تدعو إليه الدول الغربية هو مصارحة المتلقي دائماً عند استخدام الذكاء الاصطناعي، ليعرف مع من يتعامل، على الأقل.

أما ماذا يفعل الإنسان والحالة هذه في مواجهة قدره، فعليه إن لم يصبح أكثر ذكاء، أن يتأكد من أنه يزداد حكمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنتان لإنقاذ العالم سنتان لإنقاذ العالم



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 23:10 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد ورق الغار للصحة

GMT 06:52 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي عل الألوان التي يمكن تنسيقها مع " الأخضر" في الديكور

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

استئنافية وجدة ترجئ النظر في قضية "راقي بركان"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib