الجزيرة الملتهبة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الجزيرة الملتهبة

المغرب اليوم -

الجزيرة الملتهبة

سوسن الأبطح
سوسن الأبطح

ثمة اعتقاد أن الحرب الكونية الثالثة، إذا ما قدّر لها أن تقع فسيكون ذلك بسبب اشتباك في بحر الصين والمحيط الهادي بين أميركا والصين، بعد أن بلغت الحرب التجارية ذروتها، والاستعراضات العسكرية حداً من الخطورة. ويغادر الجيش الأميركي، كل نقاط تمركزه القديمة دون أسف، وليس له من همّ سوى رد شبح الأخطبوط الصيني.

علماً أن الصين، تعيش فترة انتقالية، هي في أمس الحاجة خلالها، إلى الهدوء وإعادة تنظيم هياكلها. فأزمة «كورونا»، بقدر ما أفادت الصين اقتصادياً، دفعتها أيضاً إلى تشغيل مصانعها فوق طاقتها. فالعمل بزخم منهكٍ لسدّ الحاجات التجارية المتفاقمة للشعوب، يوم قبع الجميع في المنازل، ربما كان وراء أزمة الطاقة التي تركت مناطق صينية بأكملها بلا كهرباء، ومصانع مشلولة الإنتاج.

العالم بأسره، يعيد تنظيم نفسه بعد الجائحة، والأزمات لا توفر العمالة. أميركا ليست بمنأى، كما أن الصين تعود إلى اشتراكية قاسية، بهدف الحدّ من تنامي الثروات الفردية، التي ظهرت في السنوات العشر الأخيرة. فالشعار الآن هو «الازدهار للجميع»، وليس لفئات من دون غيرها، بعد أن تحقق هدف القضاء على الفقر. ولن تكون رحمة بمن يراكمون الثروات، مثل إمبراطور «علي بابا» جاك ما الذي اضطر لدفع 13 مليار دولار، كما غيره من المستثمرين الكبار. فالغاية هي الاحتفال بمئوية تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 2049 وقد عمّ الخير، لكن الطريق لا يزال طويلاً، لهذا تبدو القرارات الصارمة حاجة أكثر من أي وقت مضى.
مع ذلك فالتحفز الأميركي - الصيني على أشده. لا أحد يريد الحرب، لكن الجميع يتوجس منها. فأي خطأ أو انزلاق قد يؤدي إلى نتائج كارثية. ويعتقد أن تايوان هي واحدة من أكثر المناطق خطراً في العالم، بسبب موقعها، والاستشراس عليها.
الأسبوع الماضي، ظن البعض أن الحرب بين القوتين الكبيرتين قاب قوسين، بعد أن نشرت الصين فيلماً فيه محاكاة لغزو جنودها لجزيرة تايوان التي ترى فيها جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، واستعادتها حتمية، مما أثار الرعب وحبس الأنفاس، فيما لا تتوقف أميركا عن تسليح التايوانيين بأحدث المعدات وتدريبهم، وتصعّد في تصريحاتها لتأكيد حمايتها للديمقراطية التايوانية، ما يرى فيه الصينيون استفزازاً غير مقبول لمسألة داخلية تعنيهم وحدهم. بلاد التنين لا تسكت عن التمترس الأميركي حولها في البر والبحر، وعقد الاتفاقات والتحالفات العسكرية التي تستهدفها. فقد نفذت أكثر من 600 طلعة لطائرات مقاتلة في مناطق جوية تايوانية منذ بداية العام، كما أنها أقامت جزراً صناعية في المياه، حولتها إلى قواعد عسكرية، تحسباً للآتي.

تايوان جغرافياً وثقافياً جزء من الصين، كما هونغ كونغ. تأسست حين هرب القوميون من الصين باتجاه الجزر المحاذية لها، بهدف العودة يوماً إلى بلادهم وتحريرها من يد الشيوعيين. كان ذلك في أول أكتوبر (تشرين الأول) عام 1949 يوم انسحب بعض المسؤولين العسكريين والإداريين من الكومينتانغ، على رأسهم الزعيم القومي شيانغ كاي شيك أمام تقدم قوات زعيم الحزب الشيوعي ماو تسي تونغ، وتحصنوا في تايوان إثر هزيمتهم في الحرب الأهلية الصينية، وأسسوا ما سموه «جمهورية الصين الوطنية» على مجموعة من الجزر أكبرها تايوان. ومن يومها تنظر الصين إلى الهاربين من كنفها كحالة انفصالية، يتوجب إنهاؤها. لكن الحياة أخذت التايوانيين إلى مسار آخر، بحيث تحولت بلادهم إلى واحدة من أهم دول العالم بسبب اجتهادهم، وعبقرية خياراتهم.
هذه الأرض الزراعية الفقيرة، التي تعتمد على إنتاج قصب السكر والأرز والبطاطا، وتعيش من المساعدات المالية الأميركية، تمكنت من التقاط اللحظة المناسبة، ودخلت عالم التكنولوجيا من أوسع أبوابه منذ ثمانينات القرن الماضي، يوم أسست واحداً من أهم مراكز الأبحاث العلمية، وحددت هدفاً هو التفوق في صناعة الرقائق الإلكترونية. بمرور الوقت صارت شركتها «تي إس إم سي» جوهرة التاج في هذه الصناعة، تصدرها للصين كما أميركا وبقية المعمورة، ومن دونها تشل الجيوش، وتنهار وسائل الاتصال، وتتوقف الطائرات، ولا تعمل هواتف نقالة. فصارت مقصداً لكل الشركات التكنولوجية الكبرى، ونقطة ضعفها. هم يصممون ما يريدون، وهي تنفّذ مع صيانة حقوق تصاميمهم. وتلك ميزة لم تكن متوفرة من قبل.

تتذرع أميركا في دفاعها عن تايوان بأنها نموذج ديمقراطي، فيما هي حليفة قديمة، عاشت تحت سطوة الديكتاتوية 40 عاماً. عمر الديمقراطية في الجزيرة الملتهبة لا يتجاوز العقدين. لكن الأهم أنها لا تبتعد عن الشواطئ الصينية سوى 180 كيلومتراً وتشكل تحدياً كبيراً لدولة عدوة هي في طور النمو والتعملق. سبعون سنة لم تكن الحياة هادئة ولا علاقة تايوان هانئة مع الصين، مع ذلك صنع التايوانيون المعجزات. ولا يبدو رغم كل ما يقال عن نذر الحروب، أن الصين ستنقض حربياً على أختها الصغرى بل ستنتظر لحظة سقوط الثمر ناضجاً. فثمة اعتقاد أن توحيد الصين سيتحقق سلمياً، لحظة تشعر تايوان أن لها مصلحة في العودة إلى الحضن الأم.

فالمشكلة بين الصين وتايوان، ليست في نكران الهوية، بل في المباهاة بمن هو أكثر أصالة، وقرباً من الجذور، وإخلاصاً للأرض والتراث؛ إذ لم تتخل تايوان يوماً عن النهج القديم في الكتابة الصينية، واحتفظت لنفسها بالخط الذي كان معتمداً قبل الثورة الماوية، وبالكتابة من فوق إلى تحت، ومن اليمين إلى اليسار. علماً أن الصين نفسها عمدت إلى التبسيط وتغيير الخط وجعل الكتابة من اليسار إلى اليمين، وتخلت عن بعض التعقيدات للتيسير.

وإذا كان من تعويل للصين على إعادة تايوان إلى حضنها، من دون حروب وسفك دماء، فذلك للإيمان الكبير بأن الثقافة الواحدة التي تربط بين أرواح البشر، تبقى أقوى من الخلافات السياسية الضيقة، وصراعات الأنظمة العابرة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزيرة الملتهبة الجزيرة الملتهبة



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib