لكم دينكم ولي دين

لكم دينكم ولي دين

المغرب اليوم -

لكم دينكم ولي دين

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

إنني أكره ولا أطيق التشدّد العنصري أو الديني أو المذهبي، وقد قال المولى: «لكم دينكم ولي دين»، وكذلك: «لو شئنا لهديناهم أجمعين».
وأعجبتني شجاعة وإنسانية امرأة عراقية، حينما اختطف تنظيم «داعش» أعداداً كبيرة من الجنود العراقيين الشيعة، وبدأ بتصفيتهم حتى بلغ عدد من قتلوا في هذه المذبحة 1700.
وتمكنت أم قصي - وهذا هو اسمها - وهي من عائلة سنية في محافظة صلاح الدين من إنقاذ 58 جندياً عراقياً شيعياً، عندما شاهدتهم يركضون ويقفزون في النهر هرباً من مسلحي «داعش»، فوفرت لهم الحماية وأخفتهم في بيتها، وقامت بإيوائهم وإطعامهم على مدى خمسة أشهر، من دون أن تلتفت للمذهبة المقيتة، واعتبرتها وسائل الإعلام ضمن أشجع عشر نساء في العالم.
وحظي كذلك بإعجابي وتقديري أحد الإخوة المصريين واسمه «محارب رمزي» وهو مسيحي الديانة... يقول محارب إنه يقيم وأشقاؤه في رمضان «مائدة الرحمن»، حيث يتولى شقيقه روماني تجهيز مائدة في الأقصر، ويتولى هو مائدة الغردقة، مضيفاً أنه يستعين بطهاة محترفين يعملون في الفنادق لتجهيز المائدة، ويضيف أنه دشن المائدة أمام مقر شركته بشارع النصر أحد أكبر شوارع الغردقة، حيث تسع لنحو 250 فرداً، بخلاف الوجبات الأخرى التي يتم توزيعها على الفقراء في المنازل والذين يخجلون من الذهاب للمائدة تعففاً، مشيراً إلى أنه يفعل ذلك محبة لإخوانه المسلمين، ورغبة منه في مشاركتهم فرحتهم بالشهر الفضيل.
ويقول إنه مع أشقائه بدأوا حياتهم من الصفر وكانوا لا يملكون قوت يومهم، ومع دخولهم مجال تجارة اللحوم والدواجن المجمدة اتسع عملهم، ورزقهم الله رزقاً وفيراً، لذا فهم ما زالوا وسيظلون يشعرون بالفقراء سواء من الأقباط أو المسلمين.
ويضيف أنه يصوم مثل إخوانه المسلمين وينتظر أذان المغرب ليتناول الإفطار معهم ومع عمال شركته على مائدة الرحمن، وتنتابه السعادة الغامرة عندما يرى البسمة والفرحة على وجوه ضيوفه، مؤكداً أنه يقدم في المائدة كل ما لذ وطاب من أشهى اللحوم والدواجن والمشويات والحلويات والعصائر.
ويقول إنه يطلب من ضيوفه الدعاء لشقيقه المتوفى، مؤكداً أنه لا يشعر بأنه مسيحي وسط إخوانه المسلمين، ولا يشعر بتفرقة عنصرية، مضيفاً: سنظل هكذا ليوم الدين روحاً واحدة وجسداً واحداً ولن يفرقنا أحد.
ولا أملك إلا أن أدعو له بالتوفيق، ولو أطال الله بعمري وصمت رمضان المقبل في مصر، فنذراً عليّ لن أفطر إلا على «مائدة الرحمن»، التي يقيمها الأخ محارب وإخوانه - لكي «أضرب عصفورين بحجر».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لكم دينكم ولي دين لكم دينكم ولي دين



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib