«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

المغرب اليوم -

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

مشعل السديري
بقلم - مشعل السديري

قال الطبري: لما رأى غورك ملك سمرقند، إلحاح قتيبة عليهم، كتب إلى ملك الشاش، واخشاذ فرغانة وخاقان: إنا نحن دونكم فيما بينكم وبين العرب، فإن وصل إلينا كنتم أضعف وأذل، فمهما كان عندكم من قوة فابذلوها، فنظروا في أمرهم فقالوا: إنما نؤتى من سفلتنا، وإنهم لا يجدون كوجدنا، ونحن معشر الملوك المعنيون بهذا الأمر، فانتخبوا أبناء الملوك وأهل النجدة من فتيان ملوككم، فليخرجوا حتى يأتوا عسكر قتيبة فليبيت، فإنه مشغول بحصار الصغد، ففعلوا وولوا عليهم ابناً لخاقان، وساروا وقد أجمعوا أن يبيتوا العسكر.

وبلغ قتيبة فانتخب أهل النجدة والبأس ووجوه الناس، فكان شعبة بن ظهير وزهير بن حيان فيمن انتُخب فكانوا أربعمائة، فقال لهم: إن عدوكم قد رأوا بلاء الله عندكم وتأييده إياكم في مزاحفتكم ومكاثرتكم، كل ذلك يُفلجكم الله عليهم، فأجمعوا على أن يحتالوا غرتكم وبياتكم، واختاروا دهاقينهم وملوكهم، وأنتم دهاقون العرب وفرسانهم، وقد فضلكم الله بدينه، فأبلوا لله بلاء حسنا تستوجبون به الثواب، مع الذبّ عن أحسابكم.

قال: ووضع قتيبة عيوناً على العدو حتى إذا قربوا منه قدر ما يصلون إلى عسكره من الليل، أدخل الذين انتخبهم، فكلمهم وحضهم، واستعمل عليهم صالح بن مسلم، فخرجوا من العسكر عند المغرب، فساروا فنزلوا على فرسخين من العسكر على طريق القوم الذين وُصفوا لهم، ففرق صالح خيله، وأكمن كميناً عن يمينه، وكميناً عن يساره، حتى إذا مضى نصف الليل أو ثلثاه جاء العدو باجتماع وإسراع وصمت، وصالح واقف في خيله، فلما رأوه شدوا عليه حتى إذا اختلفت الرماح شد الكمينان عن يمين وعن شمال، فلم نسمع إلا الاعتزاء، فلم نرَ قوماً كانوا أشد منهم.

قال: وقال رجل من البراجم: حدثني زهير أو شعبة قال: إنا لنختلف عليهم بالطعن والضرب؛ إذ تبينت تحت الليل قتيبة، وقد ضربت ضربة أعجبتني، وأنا أنظر إلى قتيبة فقلت: كيف ترى بأبي وأمي؟ فقال: اسكت دق الله فاك، قال: فقتلناهم فلم يُفلت منهم إلا الشريد، وأقمنا نحوي الأسلاب ونحتز الرؤوس حتى أصبحنا، ثم أقبلنا إلى العسكر، فلم أرَ جماعة قط جاءوا بمثل ما جئنا به، ما منا رجل إلا معلق رأساً معروفاً باسمه، وأسيراً في وثاقه، وقصد قتيبة أن يأخذهم ليلاً على غرة، كما أرادوا هم ذلك فنجح في توريطهم.

وهكذا يظهر المسلمون في كل حروبهم في القرن الأول أعظم تفوق في التخطيط الحربي، وفي المواجهات الميدانية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين «وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين



GMT 16:07 2024 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

دائرة واحدة

GMT 16:04 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

لا تُبعدوا لبنان عن مفاوضات ما بعد غزة!

GMT 16:03 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

حروب الاسترداد

GMT 16:01 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

كيف يكون الحل سودانياً؟

GMT 15:59 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

جبل منيخ في السعودية

درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:49 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 10:21 2022 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي في صدارة أكثر 10 لاعبين تتويجًا بالكرة الذهبية

GMT 09:18 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

نانت يواجه ستاد بريست في الدوري الفرنسي اليوم

GMT 10:32 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

"بَّا الصغير"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib