«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

المغرب اليوم -

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

مشعل السديري
بقلم - مشعل السديري

ذكر ابن الأثير أن عثمان بن عفان – رضي الله عنه - ولّى على مصر وما وراءها من إفريقية عبد الله بن سعد بن أبي السرح.

ثم إن عبد الله بن سعد لما ولي أرسل إلى عثمان في غزو إفريقية، والاستكثار من الجموع عليها وفتحها، فاستشار عثمان من عنده من الصحابة، فأشار أكثرهم بذلك، فجهز إليه العساكر من المدينة، وفيهم جماعة من أعيان الصحابة، منهم عبد الله بن عباس وغيره، فسار بهم عبد الله بن سعد إلى إفريقية، فلما وصلوا إلى برقة لقيهم عقبة بن نافع فيمن معه من المسلمين، وكانوا بها وساروا إلى طرابلس الغرب فغنموا ممن عندهم من الروم، وبث السرايا في كل ناحية.

وكان ملك إفريقية يوم ذاك اسمه جرجير، وكان ملكه من طرابلس إلى طنجة، وكان هرقل ملك الروم قد ولاه إفريقية، فهو يحمل إليه الخراج كل سنة. فلما بلغه خبر المسلمين، تجهز وجمع العساكر وأهل البلاد، فبلغ عسكره مائة ألف وعشرين ألف فارس، وجيش المسلمين عشرون ألفاً فقط، والتقى هو والمسلمون بمكان بينه وبين مدينة سبيطلة يوم وليلة، وهذه المدينة كانت ذلك الوقت دار الملك، فأقاموا هناك يقتتلون كل يوم، وراسله عبد الله بن سعد يدعوه إلى الإسلام أو الجزية، فامتنع منهما وتكبر عن قبول أحدهما.

وانقطع خبر المسلمين عن عثمان، فسيّر عبد الله بن الزبير في جماعة إليهم ليأتيه بأخبارهم، فسار مُجِدّاً حتى وصل إليهم وأقام معهم، ولما وصل كثر الصياح والتكبير في المسلمين، فسأل جرجير عن الخبر فقيل قد أتاهم عسكر، ففت ذلك في عضده، ورأى عبد الله بن الزبير قتال المسلمين كل يوم من بكرة إلى الظهر، فإذا أذن بالظهر عاد كل فريق إلى خيامه، وشهد القتال من الغد فلم يرَ ابن أبي السرح معهم فسأل عنه فقيل: إنه سمع منادي جرجير يقول: من قتل عبد الله بن سعد فله مائة ألف دينار وأزوّجه ابنتي، وهو يخاف فحضر عنده وقال له: تأمر منادياً ينادي: من أتاني برأس جرجير نفلته مائة ألف وزوّجته ابنته واستعملته على بلاده، ففعل ذلك فصار جرجير يخاف أشد من عبد الله.

ولا ننسى موقف الأبطال الذين كانوا مع عبد الله بن الزبير يحمون ظهره، فإنهم قد شاركوه في تلك المخاطرة، ولئن لم يذكر التاريخ أسماءهم فإن عملهم الفدائي قد بقي مخلداً في الدنيا يرفع ذكر هذه الأمة حينما تفاخر بأبطالها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين «وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين



GMT 20:21 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

حاذروا الأمزجة في الحرّ

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

«إن كنت أقدر أحب تانى.. أحبك أنت»

GMT 20:17 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

حراس آثار مصر!

GMT 20:16 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

حصانة تحميه ولا تستثنيه

GMT 20:14 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

وماذا فعلنا نحن العرب؟!

الملكة رانيا بإطلالة كلاسيكية راقية في أحدث ظهور في فرنسا

باريس ـ المغرب اليوم

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

قطع ازياء صيفية ستظل موضتها رائجة
المغرب اليوم - قطع ازياء صيفية ستظل موضتها رائجة

GMT 17:07 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعراوي دفع شادية للاعتزال واعتبر زواجه منها "شرف"

GMT 06:14 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

Valentino Haute Couture Spring/Summer 2016

GMT 09:09 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

مدرب نادي ويست هام يبرر غياب المغربي نايف أكرد

GMT 14:59 2023 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

الماء يُزيد أعباء النساء في جبال الأطلس في المغرب

GMT 17:33 2022 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أسعار النفط تواصل الصعود في ظل إغلاق "كيستون"

GMT 13:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تُحبط هجوم إرهابي على خط أنابيب ساوث ستريم

GMT 21:52 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الريال السعودى اليوم السبت 12-11-2022
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib