السعودية ومصر بيان مهم

السعودية ومصر... بيان مهم

المغرب اليوم -

السعودية ومصر بيان مهم

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

صدر عن السعودية ومصر، في الرياض، الخميس الماضي، بيان مهم، بعد اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي، وبرئاسة كل من وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره المصري سامح شكري.
وورد في البيان عدة نقاط مهمة، أستعرضها هنا بإسهاب، مع تعليق مقتضب، نظراً لأهمية ما ورد من مواقف لم تحظَ بالتغطية الإعلامية المطلوبة، للأسف. ومن البنود الرئيسية الموقف الثابت من القضية الفلسطينية، والموقف من إيران وسوريا، وكل ما يتعلق بنطاق الأمن القومي السعودي - المصري، في العراق واليمن وليبيا، والسودان. ورغم التصريحات الأخيرة عن تقارب مصري - إيراني، خرج البيان ببنود لافتة «على ضوء محورية الدولتين في محيطيهما العربي والإقليمي».
فقد شدد الجانبان على «رفض أي محاولات لأطراف إقليمية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أو تهديد استقرارها وتقويض مصالح شعوبها، سواء أكان ذلك عبر أدوات التحريض العرقي والمذهبي، أم أدوات الإرهاب والجماعات الإرهابية، أم عبر تصورات توسعية».
كما أكد الجانبان «ضرورة احترام إيران الكامل لالتزاماتها بمقتضى معاهدة الانتشار النووي، وبما يحول دون امتلاكها السلاح النووي، والجهود الدولية لضمان ذلك، وضمان سلمية برنامج إيران النووي»، علاوة على «دعم الجهود العربية لحث إيران على الالتزام بالمبادئ الدولية لعدم التدخل في شؤون الدول العربية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار، وتجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للاستقرار جميعها، بما فيها دعم الميليشيات المسلحة، وتهديد الملاحة البحرية وخطوط التجارة الدولية».
و«أدان الجانبان محاولات المساس بأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر»، كما أكدا «أهمية مساندة العراق من أجل العودة لمكانته الطبيعية، كإحدى ركائز الاستقرار في منطقتنا العربية»، وكذلك «رفض أشكال التدخل الخارجي كافة في شؤون العراق».
وبالنسبة لسوريا، اتفق الطرفان على «ضرورة دعم الحفاظ على استقلال سوريا، ووحدة أراضيها، ومكافحة الإرهاب، وعودة اللاجئين والنازحين، والتوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254».
وأيضاً «ضرورة المضي قدماً بالعملية السياسية في مفاوضات سورية - سورية، تحت رعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا لوضع إطار لحل سياسي»، ما يعني حلاً سياسياً لا يضفي شرعية على الأسد، وإنما يقدم حلولاً سياسية لإنقاذ سوريا والسوريين.
وعليه، فنحن أمام بيان واضح محدد، ويجيب عن عدة نقاط تم التشويش عليها من خلال ما أسميه عملية «غسيل أخبار» سواء للعلاقة مع إيران، أو مناطق نفوذها، بل احتلالها بالمنطقة، من سوريا إلى لبنان ومن العراق إلى اليمن، خصوصاً أن وزير الخارجية الإيراني يقول من بيروت إنه يأمل في مواصلة المفاوضات مع السعودية وعودة العلاقات، وهو التصريح العاشر تقريباً بأقل من 6 أشهر. ولا أحد يرغب في عداوة مطلقة مع إيران.
كما لا ينبغي أن تكون مفاوضات تمنح نظام الملالي شرعية فقدها في الداخل، وإنما مفاوضات حول قضايا محددة تحقق إزالة المخاطر الأمنية، وتدعم الاستقرار، والنمو، والكف عن التدخل في الشؤون العربية.
ولذا فإن البيان السعودي - المصري مهم، وبمثابة تذكير لمواقف الرياض والقاهرة إزاء قضايا ملحة، ومؤشر على تنسيق مستمر ومطلوب هو في صميم استقرار منطقتنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية ومصر بيان مهم السعودية ومصر بيان مهم



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib