التكليف الرئاسى

التكليف الرئاسى!

المغرب اليوم -

التكليف الرئاسى

محمد أمين
بقلم : محمد أمين

لولا أن تكليفًا رئاسيًّا قد صدر بتشكيل خلية أزمة لبحث أزمة ارتفاع وفيات الحجاج، ربما تهاونت الحكومة مع شركات السياحة التى تنظم الحج هذا العام.. ولولا أن الرئيس كان ينتظر قرارات قاسية ترفع الحرج عن الدولة، ربما تسامحت الحكومة مع الوفيات.. فنحن شعب عرف الموت فى العَبّارة ولم يأخذ غير تعويض هزيل، وعرفنا الموت فى الحج على عرفات، وقلنا يا بختهم على حسن الختام!.

كلمة السر فى الاهتمام الحكومى هى التكليف الرئاسى، وكان ينبغى على اللجنة، التى تشكلت برئاسة رئيس الوزراء، أن تشطب الشركات المتورطة، وتوقفها عن العمل تمامًا، وتُحيل المسؤولين عنها إلى النيابة العامة. لأن الشركات تحايلت على المواطنين، وضحكت عليهم.. وفرت لهم خدمة غير رسمية، فأحدثوا الفوضى قى المناسك!.

كان أمل الشركات فى تغيير اتجاهات الرأى العام عن طريق السوشيال ميديا وإلحاق الاتهامات فى كل اتجاه بعيدًا عن الشركات، إلا أن الرأى العام انتظر قرارات لجنة الأزمة ليعرف كيف تحاسب الحكومة شركات السياحة، التى اعتادت أن تأكل عيشًا على قفا الغلابة، وتستغل هوجة الرأى العام وسيكولوجية الغضب المصرى، الذى سرعان ما ينتهى بانتهاء الأزمة، ويتكلم عن القضاء والقدر ويا بختهم، وحسن الختام!.

ولكن نستطيع أن نقول، من خلال تشكيل اللجنة وحضور عدد من الوزراء وممثلى الوزارات والأجهزة المعنية، كنا ننتظر قرارات صعبة تُرضى الناس وترد الاعتبار للمتوفين، وقال «مدبولى» إن الاجتماع يأتى بهدف متابعة أوضاع الحجاج المصريين، وتقديم الدعم والمساندة لأسر المُتوفين، والتنسيق مع السلطات بالمملكة العربية السعودية لتسهيل الإجراءات الخاصة بالمتوفين، وتقديم كافة التسهيلات اللازمة فى هذا الشأن، وكذا دراسة أسباب ما حدث والعمل على عدم تكرارها!.

ووجّه الدكتور مصطفى مدبولى بضرورة اتخاذ قرارات فورية مع الشركات أو الكيانات التى أسهمت فى تسفير هؤلاء الحجاج بآليات وطرق غير رسمية، مع وضع الأطر والقواعد التى تسهم فى عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى!.

لا نتصور أن هذه الأزمة يمكن أن تمر كأنها حادث من حوادث التدافع على عرفات أو على جسر الجمرات، ولكنها حدثت نتيجة نصب وإهمال وفوضى.. إن الأمر يستدعى قواعد ونظمًا دقيقة للحج، فالحج عندنا يمر عبر ثلاث قنوات، واحدة من بعثة حج القرعة تنظمها «الداخلية»، وأخرى من الحج السياحى تنظمها شركات السياحة يهمها البزنس فقط، وثالثة من حج الجمعيات والشؤون الاجتماعية تنظمها وزارة التضامن!.

ويدهشنى أن يقول رئيس الوزراء إن الأمور فى البعثة الرسمية كانت شديدة الانضباط، وهناك منظومة متابعة متكاملة على أعلى مستوى من كافة أجهزة الدولة.. وهو كلام على ورق، أى كلام نظرى، وإلا كيف يموت هذا العدد مع الكلام عن شدة الانضباط؟؟!.

وأخيرًا أتساءل: أى انضباط بالضبط يتحدث عنه رئيس الوزراء؟، وكيف حدثت الفوضى؟.. كيف سافر كل هذا العدد بشكل غير رسمى، لتكون نهاية مأساوية كما حدث

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكليف الرئاسى التكليف الرئاسى



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib