المتحرشون بالورق

المتحرشون بالورق!

المغرب اليوم -

المتحرشون بالورق

محمد أمين
بقلم : محمد أمين

أعجبنى تعبير أطلقه أحد الكتاب العرب، وصنف الكُتّاب إلى ثلاثة أنواع.. الأول كاتب مخضرم، والثانى مبتدئ.. والثالث «كويتب» متحرش بالورق.. وأظن أنه انتقل مباشرة من المخضرم إلى المبتدئ ولم يكن عنده مرحلة وسط.. فهو يرى الكاتب إما مخضرمًا أو مبتدئًا أو متحرشًا بالورق.. وأنا أتفهم هذا التصنيف الذي يرى الكاتب إما أنه كاتب أو لا؟!

ويقول إن تعريف هؤلاء للحرية يختلف من واحد لآخر حسب منطلقاتهم.. ومن خلال فهمهم ومبادئهم، فكل كاتب يعتقد أن مساحة رأيه ورغبته في النقد ترتبط بمساحة الحرية وحدودها عنده، ولذلك وظف البعض مساحة رأيه لميوله الفكرية والنفسية، وانحيازاته لطرف دون آخر، مع أن الكاتب لابد أن يكون مدققًا وموضوعيًا، ومسؤولًا.. ولكنه يجلد المجتمع ويخترق الثوابت، دون حساب للمسؤولية والمصداقية ليحصل على التصفيق أو اللايكات!.

وأعتقد أنه خلط بين الكتابة في الصحف والكتابة على صفحات السوشيال ميديا.. فالكاتب في الصحف مسؤول بطبعه وعنده شعور بالانضباط النابع من الكلمة المكتوبة، أما الكاتب على وسائل التواصل، فلا أحد يحاسبه، ولا يراجعه، وهو يكتب بمجرد الرغبة في الكتابة دون تحضير للفكرة ودون التزام بقواعد الكتابة!.

فهو أقرب إلى الصنف الثالث المتحرش بالورق.. وهذا الصنف يكتب في الفضاء ولا يرى من يكتب لهم، وينتظر منهم اللايكات فقط فيلجأ إلى المغالاة، لأن قيود الكتابة تقلل من قيمة ما يكتبون، فسادت فوضى كبيرة في عالم الكتابة!.

ربما لأن الكاتب أصبح يكتب بلا رقابة ولا مساءلة ولا متابعة وبلا ضوابط.. فنجده يكتب على كيفه اتباعًا لأجندته الخاصة، دون أن يراعى احتياجات المجتمع، أو القواعد المرعية والسلوكية لخلق حالة وعى أو تربية السلوك العام، إنها حالة هوس بالكتابة تخترق القواعد الدينية والأخلاقية والتربوية وتعتدى على الذوق العام!

وأظن أنها مناقشة لحرية الكاتب وحرية الكتابة والمسؤولية الاجتماعية في الظروف العادية.. ويختتم مقاله عن حرية الكاتب ومسؤولية الكتابة بقوله: من يظن ذلك فهو مخطئ تماما، بل يهتم فقط بما يريد أن يكتبه ويكسبه، لا ما يتوجب عليه من أمانة الكتابة، وينصح الكتاب بقوله: اكتبوا واطرحوا أفكاركم لكن احترموا المتلقى وفهمه، وضعوا كل شىء في قدره ومكانته!.

وهى نصيحة غالية يجب أن يستوعبها من يمتهن مهنة الكتابة، سواء كان في الصحف الرسمية أو على صفحات السوشيال ميديا.. الفكرة هي التنوير ورفع منسوب الوعى وليس العدوان على القيم والأخلاق، بدعوى الحرية!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتحرشون بالورق المتحرشون بالورق



GMT 22:13 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحقّ الفلسطيني وحياة القادة وموتهم!

GMT 20:38 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

وسواس العظمة يفسد الناس

GMT 20:34 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

عودة «النووي» الإيراني إلى الواجهة

GMT 20:29 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

نكسة لبنان الرقمية

GMT 20:25 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

الحل الإقليمي للقضية الفلسطينية

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
المغرب اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 16:13 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
المغرب اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 13:16 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن
المغرب اليوم - التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة الوزن

GMT 18:43 2024 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان "صقر وكناريا"
المغرب اليوم - محمد إمام يتعاقد على فيلم جديد بعنوان

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:54 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

لجنة أمنية تتفقد "المركز الجهوي للامتحانات" في فاس

GMT 20:25 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

نصائح لاختيار أرضيات المنازل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib