راحة الإدلاء بالرأي من دون مشقة التفكير
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

راحة الإدلاء بالرأي... من دون مشقة التفكير!

المغرب اليوم -

راحة الإدلاء بالرأي من دون مشقة التفكير

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

تحوطنا في السنوات الأخيرة هذه الثورة العارمة، ثورة التقنية، طوفان من الآراء والأفكار التي تنتشر انتشار النار في الهشيم بيننا بواسطة هذه الثورة الرقمية، وتسقط أقوال مرسلة على عقول أقرب إلى الهشاشة، وربما فاقدة لأي مناعة معرفية، فتصدق، واستخدام تلك الثورة ليس له ضابط أو رابط أو حتى مرجعية عقلية، تجدها تخوض في شؤون الصحة والدين والاقتصاد والاجتماع والتربية، بل في كل مجالات الحياة، وعلى رأسها السياسية من دون دليل أو منطق.

ولأننا في هذه الأيام نشهد ما يمكن أن يعرف بـ(البربرية الأخلاقية) التي تقوم إسرائيل بها ضد الفلسطينيين عموماً، وأهل غزة خصوصاً، فاليمين الإسرائيلي (ذئاب في ثياب) كما خبرنا، فشهد العالم مجزرة إنسانية مما أثار حتى أعتى مناصري إسرائيل من السياسيين في الغرب، ولكن تلك الإثارة هي كلامية وظاهرية، فما زال الغرب، وبعض الشرق، يناصر أو يصرف النظر عمّا تقوم به إسرائيل، وهو لا أكثر من تصرف وحشي، وربما غير مسبوق في نوعه ومستواه، فأهل غزة اليوم يعانون من الجوع والعطش، ونقص شديد في الأدوية، وخوف دائم من القتل في أي وقت، وتنقل لنا المحطات الفضائية هول الرعب وصور الإبادة.

كل ذلك مرصود، ومتعاطف معه من شعوب كثيرة، وبخاصة العربية، التي ترتبط بالشعب الفلسطيني تاريخياً وحضارياً.

الكثير من النقاشات في الاقتراب من المشهد تعتمد على القول إن ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على ضخامته هو نتيجة لسبب آخر أهم منه، وهو الحصار على غزة، وفقد الفلسطينيين أفق البقاء كشعب مستقل مثل بقية شعوب العالم، وهذا صحيح على ظاهره، ولذلك حدثت عملية 7 أكتوبر، فهي نتيجة لسبب سابق، قد يبدو هذا التفسير منطقياً أمام كثير من الناس.

ولكنّ هناك بعداً آخر، فكما أن هناك آلية بين السبب والنتيجة، هنا آلية أخرى هي العلاقة بين الفعل وغايته، أي النتيجة النهائية المرجوة من الفعل، هل تحقق كل، أو جزء مما أُريد منه، أم أنه لم يتحقق شيء من ذلك؟

ذلك سؤال مركزي يطرح اليوم بقوة وبصدق، بعد أكثر من نصف عام تقريباً من الصراع، وفقد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، كباراً ونساء وأطفالاً، حياتهم، هل «حماس» أقرب إلى تحقيق نتائج بعد كل تلك التضحيات من أهل غزة؟ أم أن أياً من الغايات المبتغاة من الفعل لم تحقق أي نتيجة لصالح القضية؟ ربما ما تم في 7 أكتوبر حقق بعض الغايات لقوى إقليمية حثت عليه وشجعت على اتخاذه، أما تحقيق أي غايات للفلسطينيين أو القضية، فحتى الآن لم يتحقق شيء، كما يلاحظ أي عاقل، كل ما حدث هو خسارة عظمى في البشر، ومن بقي منهم يحيا حياة ضنكاً، ويقع في مصيدة اقتناص الأرواح واليأس.

الشعوب تضحي في صراعها مع الآخر، والتاريخ يسعفنا بالكثير من النماذج، وفي الغالب، مهما عظمت تلك التضحيات، تحققت لتلك الشعوب الغايات التي كانت تسعى إليها، أو على الأقل بعضها، أما في الحالة الصراعية بين إسرائيل و«حماس» أساساً فلم يتحقق شيء لصالح «حماس» أو الفلسطينيين، بل كانت الخسارة الإنسانية واضحة، إلا لمن يريد أن يستمر في لبس النظارة المتفائلة، والتي تزيف له الصورة، وتصور له الخسارة الفادحة انتصاراً ما.

من الوثائق المتاحة التي أصبحت معروفة، كان التفكير في الأساس أن هناك شيئاً في المنطقة اسمه (محور المقاومة)، وهو يعني ذلك المحور الذي يعلن لجمهوره أنه معادٍ لإسرائيل، ومع الحقوق الفلسطينية، وأن أي فعل تتخذه إسرائيل سوف يقابل بأشد منه!

ولكن بعد اشتعال الفتيل في 7 أكتوبر تراجعت تلك الحماسة من ذلك المحور، وأخذ يبرر مواقفه، تارة لم نُستشر فيما حدث، وتارة لم نعلم بما حدث، وأخرى لن نضحي بما لدينا من قوة! مع استمرار في سخونة الحديث المرسل واللفظي عن دعم المقاومة على المنابر.

العالم ينتظر وقف إطلاق النار، ويتمنى أيضاً أن توقف الحرب، مع التنديد بالخسائر، ومع التعاطف العالمي يأتي (الاعتراض على «حماس») بنفس الدرجة، بل بدأت بعض الدول مثل بريطانيا وغيرها تضع المنظمات التي تشابه «حماس» في الفكر والتوجه الآيديولوجي على قائمة (الإرهاب)، والأخيرة متمسكة بأنها يجب أن تستمر في حكم غزة، بل حتى التوافق النسبي بين ثلاثة عشر فصيلاً فلسطينياً في موسكو مؤخراً، والإجماع على حكومة (تكنوقراط) لكل الفلسطينيين، سرعان ما انفرط عقده، واندلعت حرب كلامية قاسية بين «فتح» و«حماس»، بسبب ذلك الإعلان عن الحكومة، ظاهره الاحتجاج على شخوصها، وباطنه عدم التسليم بوحدة فلسطينية، وتأكيد الانقسام وشهوة التفرد بالحكم، حتى على الأطلال!

ما يحدث للقضية الفلسطينية اليوم عالمياً هو نتيجة لكل الأحداث، وعلى رأسها رفض العالم للصلف الإسرائيلي البشع ضد المدنيين، والتعاطف مع الضحايا، مما يشكل فرصة سياسية لم تظهر على مدى العقود السبعة الماضية، وهي فرصة حققتها دماء أهل غزة في الغالب، وليس رصاص «حماس» فقط، أكانوا راضين أم مرغمين في تقديم تلك الدماء، فالنتيجة واحدة، العالم والرأي العام متعاطفان معهم، تلك حقيقة واضحة للعيان، ولكن في الغالب ليس متعاطفاً مع «حماس»، ولا مُقِر بآيديولوجيتها ولا بشعار (محور المقاومة)، لذلك فإن الفرصة سياسية، وعليه يتوجب أن تعامل سياسياً في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة، أما إذا قررت «حماس» أن تبقى هي المتحكمة في غزة، واعتبار ذلك (الغاية الكبرى) فإنه في الغالب سوف تفتر الحماسة الدولية. لقد كان على مر العقود مقتل القضية الفلسطينية هو المزايدة، وهي، أي المزايدة، مرض لا بد من القول إنه مدفون في شعارات العقل العربي العاطفي، على مر العقود السابقة، كما أنه مرض لا يبدو أن الشفاء منه قريب؛ لأننا في ثقافتنا العربية نميل إلى التسرع في إبداء الرأي المريح لنا من دون مشقة التفكير!! أو حتى النظر إلى الحقائق على الأرض.

آخر الكلام: الصورة البلاغية في قول ابن الرومي (لو أعطيتني قلماً لحطمت به السيوف والرماح) كناية عن رجاحة العقل على القوة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

راحة الإدلاء بالرأي من دون مشقة التفكير راحة الإدلاء بالرأي من دون مشقة التفكير



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib