ممنوعات فكرية

ممنوعات فكرية

المغرب اليوم -

ممنوعات فكرية

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

هذا مقال تخيلى بحت، وكل ما يرد فيه من أفكار أو تفاصيل هى من وحى الخيال، ولا علاقة لها بالواقع، وفى حال كانت لها علاقة بالواقع فهى مجرد صدفة بحتة، غير مدروسة أو مخططة. طبيعى ومتوقع ومطلوب أن يتم مسح الحقائب والبضائع والمنقولات التى تدخل البلاد للتأكد من خلوها من أى مواد أو مكونات تمثل خطورة، أو قد تؤدى إلى ما لا تُحمد عقباه صحيًا أو أمنيًا. يتم إخضاع السلع والبضائع وحتى حقائب المسافرين لهذا المسح، وكلما كان المسح دقيقًا وكفئًا ونافذًا نعم العباد بالأمن والبلاد بالأمان.

ولكن ماذا عن الأفكار والمعتقدات والأيديولوجيات وقوائم الأولويات التى يحملها القادمون؟ هل يمكن إخضاعها لعمليات المسح، وذلك للتأكد من خلوها من كل ما من شأنه أن يلحق الضرر بنا وببلادنا؟ وفى حال كان هذا أمرًا واردًا، وهو ربما ما قد يتحقق بشكل كامل مع التطور السريع فى تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته وقدراته، فمن لديه القدرة على تحديد الصالح من الطالح فى الأفكار؟ ومن يمكن تكليفه بوضع قواعد حاكمة ونصوص شاملة لتنصيف الأفكار والمعتقدات، هذا جميل وحميد وأليف، وذلك قبيح وخبيث ومريع؟ وهل يمكن وضع مثل هذه القواعد الجامدة، لأنها مكتوبة ومنصوص عليها، الحاكمة بشكل يضمن العدل والمساواة وعدم التدخل فيما لا يعنينا أو يعنى آخرين من أفكار؟ وإذا سلمنا بإمكانية ذلك فهذا يعنى بالضرورة أيضًا أن الدول الأخرى ستطبق قواعدها الخاصة فى شأن المعتقدات والأفكار والأيديولوجيات، فتصل حضرتك إلى مطار أو ميناء دولة كذا، ويتم إخضاعك لعملية المسح الفكرى الخاص بهذه الدولة، فإن تم العثور على ممنوعات فكرية- بحسب القانون- يتم توقيفك وترحيلك فورًا من حيث جئت، لأنك تشكل خطرًا عليهم. وربما يتم توجيه اتهام ما لك، ويتم حبسك بتهمة حيازة ممنوعات. ويستمر الخيال فى الشطح والتحليق فى عوالم لا علاقة لها بأرض الواقع، ولو على سبيل الترفيه والتغيير، ونتساءل: هل يا ترى فى حال تعميم مبدأ الممنوعات الفكرية، أسوة بالممنوعات من مواد مخدرة ومتفجرات وغيرهما، هل يمكن للأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات الأممية أن تتبنى المبدأ، بل وتُنشئ «منظمة الأمم المتحدة لشؤون الممنوعات الفكرية» مثلاً؟ أحيانًا يبدو الملياردير الأمريكى متعدد المواهب الحاذق فى الاختيارات السابقة عصرها وأوانها، وكأن نوعًا من الجنون يسيطر عليه، وهو الشعور الذى خالج البعض حين بدأ قبل عامين تقريبًا فى الحديث عن شريحة دماغية لديها القدرة على قراءة ما يجول فى دماغ مريض مصاب بشلل فى الأطراف، فترسل الشريحة أوامر لجهاز الكمبيوتر لتنفيذ ما يطلبه المريض. بدت الفكرة جنونية، لكنها على ما يبدو فى طريقها للتفعيل بشكل ما. فكرة ماسك تبدو إنسانية، لكن هل يمكن تطويرها وتطويعها لخدمة شرطة الممنوعات الفكرية مثلاً؟ الله أعلم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممنوعات فكرية ممنوعات فكرية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بوخارست - المغرب اليوم

GMT 19:48 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

صور ماريا كاري بالحجاب وصدر مكشوف تشعل مواقع التواصل

GMT 10:07 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف علي الفجل الأسود لتطهير الكبد من السموم

GMT 07:38 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

أحدث موضة للتسريحات باستخدام دبابيس الشعر

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

صلاح محسن يتمنى عبور العالم خلا بوابة النادي الأهلي

GMT 18:55 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

أهم الفنانات الغير ناشطات على وسائل "التواصل الاجتماعي"

GMT 02:48 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

تمتع بعطلة ساحرة في جزيرة ديزني الجديدة "أوقيانوسيا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib