الشو الإعلام وحرب غزة

الشو الإعلام وحرب غزة

المغرب اليوم -

الشو الإعلام وحرب غزة

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

فى تسويق المنتجات، وفى مكالمة هاتفية تتلقاها عن الشركة الألمانية للقضاء على الحشرات، وفى الإعلان عن نتائج بحث، وفى التقدم لطلب يد العروس المصون، وفى الإعلان عن نسب فائدة جديدة، وفى إطلاق كتاب حديث، وفى استقبال مولود جديد، وفى توزيع عزيز رحل، وفى شن الحروب وبدء الصراعات، وفى الإبلاغ عن مجرياتها، وفى إعلان المنتصر، وفى بيان المهزوم وغيرها من تفاصيل الحياة «شو إعلامى».

الشو الإعلامى جزء لا يتجزأ من حياتنا. والإعلام ليس مقصورًا على شاشات التليفزيون والمواقع والصحف وحتى منصات الـ«سوشيال ميديا»، لكنه فى طريقة حديثك مع الأصدقاء، وفى محتوى بطاقة الدعوة التى ترسلها لمعارفك، وفى شرح أسباب الصراع، وفى تبرير الهجوم، وفى شرح المقاومة والممانعة، وفى تفسير أسباب ازدهار الاقتصاد أو انتكاسه.

لا يخفى على أحد أن كلا منا، من أفراد ومؤسسات وأوطان، نريد أن نقدم أنفسنا ونشرح مواقفنا ونبرر أفعالنا ونعرض أجزاء من حياتنا وندعو أصدقاءنا وأقاربنا بطريقة تجعلنا مميزين أو متفردين أو رموزا للخير أو عناوين للقوة أو محورا للمظلومية، والقوس مفتوح، وما على المتلقى، سواء كان جمهورا غفيرا يشكل الرأى العام العالمى، أو جارتنا التى تقطن الشقة أعلانا أو أقاربنا المدعوين لفرح ابنتنا المصون، إلا أن يكوِّن رأيه ويتخذ موقفه ويرسم صورته الذهنية بناء على ما يتم تقديمه له فى هذا الشو الإعلامى.

معروف بالطبع أنه كلما بُذِل فى الشو مجهود أكبر، واستُثمِرت فيه أموال أكثر، وأٌدمِجت فيه المكونات التى تدغدغ مشاعر المتلقى وتدق على أوتار معينة لديه، أتى الشو ثماره.

وفى حرب غزة اتضح تماما أن الجانب الأكبر من مخزون سكان الأرض المعرفى قائم على ما يتم ضخه من شو إعلامى على مدار عقود طويلة. تم العمل على مدار عقود طويلة على مكونات ماهية الصراع، وحقيقة ملكية الأرض، وتطور الاحتلال من اغتصاب أرض ووطن إلى اغتصاب رأى عام وتوجه سياسى وثقافى واجتماعى لتصبح عقدية راسخة لدى ملايين وربما مليارات البشر حول العالم.

إنه عمل شاق، وتخطيط طويل المدى، ومكون محورى من مكونات القوة، حيث القوة ليست دبابة ومسيّرة وصاروخ وقنبلة نووية فقط، لكنها أيضا قوة رؤية وتخطيط وتكتيك واتساق، وأخيرا، وليس آخرا، الحرص على عدم تفتيت هذه الرؤية فى صراعات جانبية ومسخ خلافى حول سفاسف الأمور وتخوينات داخلية وانغماس فيما خفت قيمته وثقلت وطأته من تفاصيل ندخل الحمام بالرجل اليمين أم بالرجل الشمال، وهل المرأة إنسان كامل أم ناقص وغيرهما.

الشو الإعلامى الذى اتضحت معالمه فى حرب غزة يحتاج من المنطقة العربية إلى صحوة فكرية، وربما إعادة تفكير وتخطيط فى ماهيتنا، وماذا نريد، وما الصورة التى نريد أن ننقلها إلى العالم، وكيف نفعل ذلك، لا سيما أن الحق حقنا والأرض أرضنا، وهو ما يستحق شو إعلاميا جديرا بهما.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشو الإعلام وحرب غزة الشو الإعلام وحرب غزة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib