ملف بـ«كبسونة» في إمبابة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

ملف بـ«كبسونة» في إمبابة

المغرب اليوم -

ملف بـ«كبسونة» في إمبابة

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

يوم في أحضان «إمبابة» كفيل بأن يمد الزائر بقدر هائل من المعلومات والمعرفة النابعة عن معايشة لا محاكاة افتراضية تأتى عبر تقارير يومية أو روايات منقولة من فلان عن علان، أو حتى عبر زيارة يجرى الترتيب لها مسبقًا. المقصود بـ«إمبابة» هنا ليس إمبابة الحى أو المنطقة، بقدر ما هو اعتبار إمبابة نموذجًا لأحياء شبيهة في مصرنا المحروسة.

لست من سكان إمبابة، ولا أدعى أننى أتردد كثيرًا على شوارعها، لكن لدواع تتعلق بكشوف طبية رسمية حظيت (وأقصد الكلمة تمامًا) بهذه الفرصة للمعايشة الحقيقية، وهى معايشة أدعو كل من يتحدث عن فئة غير فئته، أو قطاع من الناس لا ينتمى له اقتصاديًا أو اجتماعيًا، أو مشكلات لا يعايشها بصفة يومية، أن يبذل جهدًا فعليًا لا افتراضيًا بهدف المعرفة.

بالطبع جزء كبير من المعارف موجود في مراجع العلوم الاجتماعية والسياسية وكتب الاقتصاد ونظرياته، لكن حين يتم صقل النظريات بمعايشة تكون الرؤية وكذلك الحلول أكثر نجاعة.

في المصلحة الحكومية، وفى العصر الرقمى، ما زالت «مدام عفاف» تطلب من المواطنين طالبى الخدمة الذين قدموا محملين بالأوراق المطلوبة كاملة أن يقدموها في «ملف».

يخرج المواطنون بحثًا عن كشك أو مكتبة، ويعودون بالمطلوب ليفاجأوا بـ «مدام عفاف» تنهرهم لأن الملف يجب أن يكون بـ «كبسونة»، فيعاود المواطنون الخروج لإعادة الملف بدون كبسونة وشراء آخر بكبسونة، ومنهم من تعدى عمره الـ 70، ومنهم الذي يعانى إعاقة، ومنهم من استأذن من عمله ساعة إلخ. لن أتطرق كثيرًا إلى أسلوب «مدام عفاف» وشركاها في الحديث، وتنظيم الأمور في مكان الانتظار، وهو الأسلوب الذي لو اتُّبِع في إصلاحية لثار المقيمون على المدير ولقنوه درسًا قاسيًا.

وسبب عدم الإسهاب في أسلوب التعامل هذا نظرية أخبرتنى بها «مدام عفاف» أخرى قبل عقود، حين اعترضت وثرت وغضبت في مصلحة حكومية بسبب التعامل الفظ والأسلوب الغليظ في التعامل مع المواطنين، وهددت بالتوجه إلى قسم الشرطة، فقالت لى هذه الـ «مدام عفاف» جملة بليغة وحجة صحيحة: «ماذا تتوقعين منى وقد استيقظت من نومى في الرابعة والنصف صباحًا لأطبخ للعيال وأحمل رضيعى لحماتى التي تسكن بعدى بسبع محطات وأركب أتوبيس يتم التحرش بى فيه؟، أطبطب عليكم؟» ما علينا، كان هذا قبل سنوات طويلة، لكن النظرية ما زالت سارية. وأعود إلى إمبابة، هذا الحى الشعبى الأصيل وزيارتى الأولى له في تسعينيات القرن الماضى، وتحديدًا عام 1995 في شارع الوحدة الذي استقبل الملك تشارلز الثالث وقت كان أمير ويلز، وكانت إمبابة خارجة لتوها من سنوات اكتسبت خلالها لقب «مصنع الإرهاب»، بسبب الفقر والازدحام والعشوائية ونقص الخدمات ما أفسح المجال للفكر المتطرف لإحكام قبضته. كلمة أخيرة في حق إمبابة باعتبارها مثالًا، ما زال المصريون يتمتعون بنخوة وطيبة فطرية وجدعنة رغم كل شىء. كل ما يحتاجونه قليل من الصقل وكثير من الأمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملف بـ«كبسونة» في إمبابة ملف بـ«كبسونة» في إمبابة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib