صورة الشهيد ايلان السوري ستدخل التاريخ
نادي لو هافر الفرنسي يقوم بتعليق عضوية أحد مشجعيه والذي يبلغ 6 أعوام فقط بسبب تصرفاته في الملعب إصابة 79 شخصاً نتيجة أعمال عنف بين المشجعين خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي كارل زييس جينا وضيفه خيمي لايبزيغ 6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور نادي فيورنتينا يكشف تطورات الحالة الصحية للاعبه إدواردو بوفي الذي تعرض لإصابة مفاجئة خلال مواجهة ضيفه إنتر ميلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ينعي ضحايا التدافع المميت في مباراة كرة القدم في غينيا ويُقدم تعازيه لأسر المتوفين والاتحاد الغيني حكومة غينيا تُعلن مقتل 56 شخصاً فى حادث تدافع أعقاب احتجاجات المشجعين على قرارات طاقم التحكيم خلال مباراة لكرة القدم شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة
أخر الأخبار

صورة الشهيد ايلان السوري ستدخل التاريخ

المغرب اليوم -

صورة الشهيد ايلان السوري ستدخل التاريخ

عبد الباري عطوان

لم نشاهد وجه الطفل السوري ايلان الكردي (3 سنوات) غريقا، فجميع الصور تقريبا نشرت جثمانه الطاهر على شاطيء بحر بدروم التركي ووجهة في الارض، تماما مثل وجه “حنضلة” الفلسطيني في رسومات الفنان الشهيد ناجي العلي، ولكننا شاهدناه حيا مبتسما مع شقيقه غالب (الذي غرق معه وامه) اليوم على صدر معظم الصحف الغربية، الامر الذي صدمنا اكثر، وفجر الحزن والغضب في داخلنا جميعا، وكانت دموع وزيرة الخارجية السويدية التي هطلت على خدها خير تعبير عنا ومشاعرنا.
الصور، وخاصة اذا كانت لاطفال، قد تغير مسار التاريخ، وتعيش في ذاكرتنا طويلا، ولا شك ان صورة الطفل ايلان ستكون كذلك، مثل صورة الفتاة الفيتنامية (9 سنوات) التي فرت عارية تماما من هجوم امريكي بقنابل النابالم الحارقة على قريتها عام 1972، ولا ننسى صورة الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي استشهد في حضن والده وهو يحاول الاختباء من القصف الاسرائيلي على قطاع غزة في الثلاثين من ايلول (سبتمبر) عام 2000.

احد قراء صحيفة “الغارديان” البريطانية نشر رسالة في بريدها يقول “انني اخجل من نفسي كبريطاني بعد ان شاهدت جثمان الطفل ايلان”، لان رئيس وزرائه ديفيد كاميرون اغلق الابواب في وجه اللاجئين السوريين (باستثناء بضعة آلاف)، فماذا نقول نحن اهل الشهيد، ونحن اهل الضحايا السوريين جميعا، ونحن اهل الارض التي يتكرر فصول المأساة على مسرحها يوميا منذ خمس سنوات.
لا نعرف ما اذا كان زعماؤنا العرب، خاصة اولئك المتورطين في هذه الحرب، ويصبون الزيت لزيادتها اشتعالا والتهاما للمزيد من الضحايا، في سورية او في محيطها، لا نعرف ما اذا كانوا شاهدوا الصور نفسها مثلنا، وماذا كان شعورهم وردة فعلهم، وهل هطلت دموعهم مثل الوزيرة السويدية والكثيرين منا، وهل هناك دموع في مآقيهم؟
نشر الصور هذه يحدث تأثيرين غالبا في متلقيينها، الاول الشعور بالعجز وقلة الحيلة في مواجهة هذه التراجيديا، والثاني الاندفاع نحو اقرب جميعة خيرية للتبرع بالمال، اما نحن الكتاب فنبحث عن ورقة لتسطير مشاعرنا، ومحاولة نقل صورة قلمية عما حدث ويحدث، والغضب طبعا يسيطر علينا.
هناك نوعان من اللاجئين: الاول يواجهون خطر الموت في بلادهم، ولا يخشون خطر الموت بالتالي اذا ما ركبوا البحر او الشاحنات المبردة بحثا عن الحياة في اي بقعة آمنة من العالم تحفظ كرامتهم وانسانيتهم، اما النوع الثاني فيبحثون عن لقمة عيش لهم واطفالهم بعد ان قضت البطالة والفساد والمحسوبية والاضطهاد والديكتاتورية على كل امل لهم في الحد الادنى من الحياة المعقولة، احيانا تتداخل القائمتين، ويصعب التفريق بينهما، ولكن يظل اللجوء مشروعا في الحاليين، وتوفير الحضن الدافيء لجميع اللاجئين واجبا انسانيا، ولهذا لا يسعنا الا ان نقول شكرا لمن يفعل ذلك، وعلى رأسهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي تستضيف ما يقرب من المليون لاجيء سنويا في بلادها، وقالت مقولتها المشهورة التي ستخلدها “اذا فشلت اوروبا في امتحان اللاجئين هذا فانها ليست اوروبا التي كنا نأمل بها، والتي ولدت من رحم الحرب العالمية الثانية ومآسيها”.
نشعر بالألم عندما نسمع بعض “المفكرين” والمحللين العرب الاعتذاريين لحكوماتهم التي تغلق ابوابها في وجه اللاجئين السوريين، عندما يقولون انه لا بد من عقد اجتماع للجامعة العربية لبحث محنة هؤلاء، ويزداد المنا فداحة عندما يخرج علينا الدكتور نبيل العربي امين عام جامعة الدول العربية قائلا “ان مشكلة اللاجئين السوريين هذه اكبر من الجامعة”، ولماذا لم تكن كذلك عندما جرى تجميد عضوية سورية والذهاب الى مجلس الامن الدولي لاستصدار قرار بالتدخل العسكري الدولي فيها على غرار ما فعلت الجامعة في ليبيا؟
الألم.. لان سورية لم تطلب اجتماعا من الجامعة عندما استقبلت اكثر من مليوني عراقي في عامي 2007 ـ 2008 عندما كان آلاف العراقيين تتمزق اجسادهم يوميا بفعل السيارات المفخخة، والسوريون لم يحتاجوا الى عقد قمة عربية لدخول الاردن ولبنان بمئات الآلاف.
والألم يزداد، ويتضاعف، عندما نقرأ او نسمع من يحاضر علينا بمكرمات دول الخليج، والسعودية بالذات، عندما قدمت صناديق التمر والبطانيات للاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الاردن واقامت لهم مستشفيات، في تبرير لعدم فتح ابوابها في وجه هؤلاء.
اتهمنا احدهم بـ “العاطفية” في احد البرامج التلفزيونية التي شاركنا فيها يوم امس لاننا انتقدنا اغلاق الابواب العربية في وجه اشقائنا السوريين، في دفاعه عن هذا الاغلاق، فماذا كان يريدنا ان نفعل، او كيف نتعاطى مع هذه المأساة؟ وما هو نقيض العاطفية؟ اليس الجمود والبلادة واللامبالاة تجاه اشقائنا الذين يتحولون الى طعام لكلاب البحر واسماكه.

الشعب السوري من اكرم الشعوب العربية واكثرها عراقة وحضارية، ويمثل رصيدا كبيرا لكل دولة تستضيفه، لانه شعب مبدع مثابر ديناميكي، لا يمكن ان يكون عالة على احد، يعمل بكد واجتهاد وينتج من اللاشيء، ففي مصر حولوا مدينة السادس من اكتوبر الى جنة، وفتحوا مطاعم وفنادق ومحال تجارية، ووفروا مئات الوظائف للاشقاء المصريين، وعملوا الشيء نفسه في تركيا والامارات والاردن، وحتى في المانيا واسبانيا، وكل بلد يحطون الرحال فيها، فلماذا هذا الجمود من اغنياء العرب تجاه هؤلاء.
خمس دول عربية فاشلة باتت تصدر اللاجئين الى الضياع في محطات قطارات وشواطيء المتوسط الشمالية، وهؤلاء ضحايا مؤامرة غربية بأدوات عربية، فمن الذي دمر ليبيا وهجر نصف شعبها الى تونس والجزائر، ومن الذي دمر العراق واحتله، وهجر، وما زال يهجر اهله، والى اين سيذهب مئات الآلاف، وربما ملايين اليمنيين غدا هربا من القصفين الجوي والارضي المستمر منذ ستة اشهر، ويقتل الآلاف منهم.
رحم الله الطفل الكردي ايلان وشقيقه غالب وامهما، ورحم كل اطفال العرب الآخرين الذين سقطوا والذين سيسقطون في لعبة الامم، والله نبحث عن كلمة اقوى من القول بأننا نشعر بالعار كعرب، وبشر، لما يجري لاهلنا في بلادنا ولا نجد.. واعذرونا من فضلكم على عجزنا وتقصيرنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة الشهيد ايلان السوري ستدخل التاريخ صورة الشهيد ايلان السوري ستدخل التاريخ



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:47 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يخلد ذكرى لاعبه الراحل أسامة فلوح

GMT 09:12 2017 السبت ,02 أيلول / سبتمبر

الحريات الفردية من منظور القانون الجنائي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 02:39 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أفضل العطور الرجالية التي تجذب النساء في 2019

GMT 08:49 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

أمينة كرم تكشّف سبب مُغادرتها قناة "طيور الجنة"

GMT 03:19 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تنتهي من نقل مسجد أثري يعود إلى العهد الأيوبي

GMT 16:21 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

لينغارد يكسر صمت لاعبي "مانشستر " بشأن رحيل مورينيو

GMT 19:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع كونراد رانغالي آيلاند في جزر المالديف

GMT 06:17 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عُلماء يكشفون أسباب كذب الأطفال ويؤكدون "أمر طبيعي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib