تلاسن تركي إيراني قد يتحول الى حرب إقليمية
استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي" إيران تفرج عن مغني الراب توماج صالحي بعد إلغاء حكم بإعدامه عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب
أخر الأخبار

تلاسن تركي إيراني قد يتحول الى حرب إقليمية

المغرب اليوم -

تلاسن تركي إيراني قد يتحول الى حرب إقليمية

بقلم - عبد الباري عطوان

لا نتفق مع السيد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، والتصريحات التي ادلى بها ، واتهم فيها تركيا “بأن ذاكرتها ضعيفة وتنكر الجميل”، فالذاكرة التركية قوية جدا في رأينا، اما “نكران الجميل” فهو ممارسة عادية مألوفة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، فهذا الرجل يغير مواقفه حسب مصالحه الشخصية، ومصالح بلاده، ولا يشعر بأي حرج من جراء ذلك.

الذاكرة الإيرانية تبدو في نظرنا هي الضعيفة، خاصة عندما يتعلق الامر بتركيا، وسياساتها في المنطقة، فاذا عدنا للوراء قليلا، والى ست سنوات على وجه التحديد، نجد ان اقرب الناس الى قلب الرئيس اردوغان كان جاره ونظيره السوري بشار الأسد الذي كان يلتقيه مرة كل شهر، واحيانا بمعدل مرتين، سواء في دمشق او انقرة، وكان ثالثهما امير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وشكل هذا الثلاثي تحالفا استراتيجيا، ولكن عقده انفرط، وتدخلا عسكريا في سورية وعملا سويا على اطاحة “صديقهم” الأسد في اسرع وقت ممكن، وضخا المليارات وآلاف الاطنان من الاسلحة لانجاز هذا الهدف، وبقية القصة معروفة، وليس هذا مكان سردها.
***

ليس ادل على قصر الذاكرة الإيرانية وضعفها، ترحيب طهران وقيادتها بالرئيس اردوغان عندما طرق الأبواب مستغيثا، بعد فرض روسيا عقوبات اقتصادية صارمة ضد بلاده، كرد على اسقاط طائرة سوخوي روسية قيل انها اخترقت الأجواء التركية لعدة ثوان، وجرى الاتفاق على زيادة مستوى التبادل التجاري بين البلدين من عشرة مليارات الى ثلاثين مليار دولار سنويا، وفرشت انقرة السجاد الأحمر للرئيس حسن روحاني كرد لهذا الجميل، ولكن هذا الغزل لم يعمر الا اقل من عام، وانقلبت العلاقات بين البلدين الى عداء مطلق واتهامات بالطائفية بعد اول مكالمة هاتفية اجراها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مع نظيره التركي، وايد فيها إقامة الأخير مناطق آمنة في سورية، واتفقا سويا، مع دول عربية وخليجية على مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد المنطقة، الى جانب تمويل الخزائن السعودية لمشاريع إقامة هذه المناطق.
السيد ظريف الذي تخلى عن ابتسامته الشهيرة في الأشهر الاخيرة، ربما بسبب “الجحود” التركي، حاول تذكير الرئيس اردوغان الذي خرج عن الأعراف الدبلوماسية، في رأيه، عندما اتهم بلاده، أي ايران، بالطائفية، والتصرف من منطلقات قومية فارسية، من بينها نشر التشيع في سورية والعراق وزعزعة استقرار المنطقة، حاول تذكيره بموقف بلاده التي سهرت حتى الصباح ليلة حدوث الانقلاب العسكري الصيف الماضي، رغم ان حكومة اردوغان ليست “شيعية”، وكان الرئيس روحاني اول المهنئين بفشل المحاولة.
واذا كان الإيرانيون طائفيين وينطلقون من اعتبارات ومصالح قويمة، مثلما يتهم الرئيس اردوغان، فإن اكبر حلفاء الرئيس التركي هو حزب الحركة القومية الذي يكره العرب والفرس والاكراد، وجميع تحالفاته الإقليمية، أي الرئيس اردوغان، ترتكز على أسس طائفية محضة ايضا، وهذه الحالة معروفة في علم النفس بـ”الاسقاط”، أي اتهام الآخرين بما تؤمن به في اعماقك وتحاول اخفاءه.

الطرفان الإيراني والتركي ينطلقان في معظم سياساتهما من منطلقات طائفية وقومية، ويقيمان الغالبية العظمى من تحالفاتهما من هذا المنطلق، ومن يقول غير ذلك لا يعرف تاريخ المنطقة، وحروبها، والتركيب الديمغرافي لها، واذا كانت هناك استثناءات فهي محدودة.

الفارق بين ايران وتركيا، ان الأولى لم تقم أي علاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولم تفتح مكتبا دبلوماسيا او سفارة في تل ابيب، ودعمت المقاومة بالمال والسلاح في جنوب لبنان وقطاع غزة (حركتي حماس والجهاد الإسلامي السنيتان)، بينما تتصف العلاقات التركية الإسرائيلية هذه الأيام بأنها تعيش عصرها الذهبي، ويعمل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي ليل نهار من اجل التحريض ضد المنشآت النووية الإيرانية، وتكوين تحالف عربي إسرائيلي تركي برعاية أمريكية لضربها، وايران كلها.
***
عارضنا، ونعارض، وسنظل، كل التوجهات الطائفية، سواء كانت تركية او إيرانية، او عربية، لان الطائفية هي السلاح الأكثر فتكا لتمزيق المنطقة واغراقها في بحور الدماء، وبما يخدم الاحتلال الإسرائيلي في نهاية المطاف.

الرئيس اردوغان تخلى عن اقرب أصدقائه، مثل عبد الله غول، الرئيس السابق، واحمد داوود اوغلو، اللذين دعموه، وعاشوا في ظله طوال السنوات العشر الأولى من حكم العدالة والتنمية، وقمة الغباء ان تنسى السلطات الإيرانية هذه الحقيقة، وتتهم الرئيس التركي بنكران الجميل.

نضع أيدينا على قلوبنا قلقا من هذا التلاسن، لأننا نخشى ان يتوسع ويتحول الى مواجهات عسكرية مباشرة او غير مباشرة، خاصة بعد التحذير الايراني الذي قال ان هناك حدودا للصبر على تركيا.

فنتنياهو يتمنى اندلاع هذه الحرب اليوم قبل الغد، وكذلك بعض حلفائه العرب، ولذلك نأمل تطويق هذه الازمة بأسرع وقت ممكن لانه في مصلحة البلدين وشعبيهما، او هكذا نجزم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلاسن تركي إيراني قد يتحول الى حرب إقليمية تلاسن تركي إيراني قد يتحول الى حرب إقليمية



GMT 15:55 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 15:52 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 15:49 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 15:47 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

GMT 15:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 15:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 15:40 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

GMT 15:34 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ابعد يا شيطان... ابعد يا شيطان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:50 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
المغرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib