محاولة لفهم احتجاجات الحسيمة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

محاولة لفهم احتجاجات الحسيمة

المغرب اليوم -

محاولة لفهم احتجاجات الحسيمة

بقلم : عبد العالي حامي الدين

سوسيولوجيا الحركات الاجتماعية والاحتجاجية هو علم مستقل بذاته، له قواعده ومناهجه التي تساعد على فهم هذه الحركات وخلفياتها السياسية والاجتماعية والنفسية، وتوقع مآلاتها وانعكاساتها أيضا.

لا ندعي بأن بإمكاننا القيام بهذا التمرين في الحيّز المخصص لهذا المقال لفهم الاحتجاجات المتواصلة بالحسيمة، لكن لا بد من وضع الفرضيات المساعدة لفهم هذا الحَراك في سياقه السياسي الصحيح..

السردية العادية لما حصل تؤرخ لهذه الاحتجاجات بالوفاة الصادمة لبائع السمك الشهير “محسن فكري” بطريقة دراماتيكية حركت مشاعر الغضب لدى الكثيرين، وهم يشاهدون مصرع شاب في مقتبل العمر مطحونا وسط حاوية لنقل الأزبال في ظروف ملتبسة، وذلك بعد مصادرة بضاعته..

وقد تحولت هذه الاحتجاجات من احتجاجات غاضبة على الطريقة التي توفي بها المرحوم محسن فكري، والمطالبة بالتحقيق وإعمال قواعد العدالة والإنصاف، إلى احتجاجات ذات طبيعة اجتماعية واقتصادية وحقوقية تطالب برفع التهميش الذي عانت منه الساكنة تاريخيا، وتنتقد سياسة الإقصاء والحرمان الممنهج من المشاريع التنموية والاستثمارية التي عانت منها المنطقة طيلة عقود ما بعد الاستقلال..

هذه الاحتجاجات استمرت لمدة ستة أشهر وأصبحت تمثل مصدر قلق لمؤسسات الدولة المختلفة، ورغم إعفاء عدد من مسؤولي السلطة على المستوى المحلي ووعود مسؤولي وزارة الداخلية بتفعيل عدد من المشاريع المبرمجة، فإن وفدا وزاريا يتكون من ثمانية وزراء اضطر للتنقل إلى الحسيمة بتعليمات ملكية من أجل طمأنة السكان بأن الدولة ستستجيب لجميع مطالبهم ذات الطبيعة التنموية.

المفارقة الصارخة في هذا الإطار هو الارتباك الذي عبرت عنه مواقف أحزاب الأغلبية، من خلال التصريحات التي صدرت عن قياداتها باتهام نشطاء الحَراك بتلقي أموال خارجية واتهامهم بالترويج للأطروحة الانفصالية، أو التحذير من النزعات الانفصالية، الأحزاب نفسها ستتراجع عن منطق التخوين لتعترف في بلاغ مكتوب بمشروعية هذه الاحتجاجات وشرعية المطالب التي تنادي بها..

من الفرضيات الأساسية التي تحتاج إلى اختبار صدقيتها أن المزاج الشعبي العام، ليس فقط في الحسيمة، تعمّق لديه الإحساس بضعف الثقة في العملية الانتخابية والسياسية وفي المؤسسات وفي النخب السياسية وفي المؤسسات الوسيطة.

إن مدينة الحسيمة التي أضيفت بشكل قسري إلى جهة طنجة تطوان، تلقت ساكنتها وعودا غير عقلانية مغرقة في “الرومانسية” من طرف وسطاء وافدين على الحياة السياسية، قاموا ببيع الكثير من الوهم للمواطنين بادعاء قدرتهم على الاستجابة لجميع انتظاراتهم، وتسويق القرب الكبير من الدولة ومؤسساتها، واستغلال الزيارات الملكية المتكررة للحسيمة للدعاية لمستقبل وردي وشيك ستعيشه الساكنة بعد الانتخابات، ولذلك فليس غريبا أن تكون الجماعات الترابية بمستوياتها الثلاثة، تحت رئاسة حزب معلوم صنع بعناية تحت أعين السلطة، ووضعت أمامه كافة الإمكانيات لكسب أصوات الناخبين.

بعد محطة الانتخابات التشريعية التي حصل فيها الحزب المعلوم على مقعدين في دائرة انتخابية سجلت فيها المنظمات الحقوقية أكبر عدد من الخروقات الانتخابية، سيكتشف عدد كبير من السكان بأنهم خُضعوا لعملية تضليل كبيرة ..

أما الفرضية الثانية، فهي لتفسير التعاطف الكبير الذي تحظى به احتجاجات الريف، وهي مرتبطة – في نظرنا- بالخدش الكبير الذي تعرض له مفهوم الثقة في المسار الديمقراطي للبلاد، وتحول المزاج الشعبي العام من نفسية الأمل والتفاؤل إلى نفسية الإحباط والشعور بالحكَرة بعد إزاحة عبدالإله بنكيران من رئاسة الحكومة وإخراج حكومة غير منسجمة لا تشبه نتائج اقتراع السابع من أكتوبر…

سألت صديقا يشتغل في مجال المال والأعمال عن نظرته لما يحصل في الحسيمة، فأجابني بكل تلقائية: “بعد إفشال بنكيران أثبتت السلطة أنها ليست جادة في الإصلاح، فمن الطبيعي أن يخرج المواطن للشارع”، قلت له: “ألا تخشى من الشارع ورأس المال جبان؟” أجابني بسرعة: “أصبحت أخشى من السلطة ومن اختياراتها أن ترجع بِنَا خمسين عاما إلى الوراء”…

بدون تعليق !!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة لفهم احتجاجات الحسيمة محاولة لفهم احتجاجات الحسيمة



GMT 00:07 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

المغرب والجزائر.. واتحاد المغرب العربي

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 05:51 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

قضية الصحراء والمنعطفات الخطيرة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib