الخيار الديمقراطي

الخيار الديمقراطي..

المغرب اليوم -

الخيار الديمقراطي

بقلم : عبد العالي حامي الدين

يتساءل الكثيرون عن مستقبل الخيار الديمقراطي في المغرب بعد تعثر تشكيل أغلبية حكومية، وينتاب بعضهم شعور بالقلق من إمكانية التراجع عما حققته بلادنا من مكتسبات في مجال البناء الديمقراطي واحترام الإرادة الحرة للناخبين.

وبغض النظر عن مدى مشروعية هذه الأسئلة وملحاحيتها، فإن الانتظارية الحالية ينبغي ألا تصل إلى درجة التشكيك في ثوابت الممارسة السياسية المحكومة بتوجهات دستورية واضحة.
علينا أن نتذكر في هذا السياق أن مقتضيات دستور 20111 جاءت محكومة بسبعة مرتكزات حددها الخطاب الملكي التاريخي ليوم 9 مارس، وقد تضمن المرتكز الرابع، الفلسفة الجديدة التي تؤطر عملية تشكيل الحكومات المغربية لما بعد الدستور الجديد: «حكومة منتخبة بانبثاقها عن الإرادة الشعبية، المعبر عنها من خلال صناديق الاقتراع، وتحظى بثقة أغلبية مجلس النواب؛ تكريس تعيين الوزير الأول من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات مجلس النواب، وعلى أساس نتائجها؛
 تقوية مكانة الوزير الأول، كرئيس لسلطة تنفيذية فعلية، يتولى المسؤولية الكاملة عن الحكومة والإدارة العمومية، وقيادة وتنفيذ البرنامج الحكومي…».

إن الذين يؤاخذون حزب العدالة والتنمية بتشبثه باحترام الإرادة الشعبية المعبر عنها من خلال صناديق الاقتراع، لا يتحملون فقط مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، ولكنهم يدفعون عامة الناس إلى التشكيك في الخيار الديمقراطي، ومساءلة الإرادة العميقة للدولة، ومدى جديتها في احترام التزاماتها، ومدى مصداقية خطابها حول الإصلاحات المؤسسية العميقة. 

حاجتنا إلى التذكير بخطاب 9 مارس الذي أعطى رئيس الحكومة المعين من الحزب الأول الذي تصدر انتخابات مجلس النواب، مكانة جديدة ومختلفة عما قبل دستور 2011، ينبغي للأحزاب السياسية أن تقتنع بها، وأن تعبر عن النضج اللازم لاستيعاب دلالاتها المؤسساتية العميقة، وأن تعترف عمليا بنتائج الانتخابات، المعبر العقلاني الوحيد عن الإرادة الشعبية.

من المؤكد اليوم أن الانتظارية التي نعيشها اليوم ليست انتظارية قاتلة، كما يرى البعض، ولكنها لحظة مفصلية في التاريخ المغربي المعاصر تعكس الصراع بين إرادتين؛ إرادة الدفاع عن مغرب المؤسسات، واحترام الإرادة الشعبية، والانتصار للإصلاحات الدستورية التي أرسى دعائمها جلالة الملك، وبين إرادة معاكسة تخاف ترسيخ المسار الديمقراطي، وتخاف الإرادة الشعبية المعبر عنها بشكل عقلاني، وتدفع الشعب إلى التشكيك في الخيار الديمقراطي، والدفع به إلى خيارات أخرى.

إن الذين يراهنون على دفع الناس إلى الإحباط والتشكيك في النموذج الديمقراطي، يعززون منطقهم بما تعرفه المنطقة من توترات سياسية وأمنية وتراجعات ديمقراطية، ويحاولون أن يقحموا التجربة المغربية بشكل تعسفي في هذا السياق، ويتناسون أن السياق المغربي مختلف، ومن علامات اختلافه أن الملك، باعتباره رئيسا للدولة، هو «الساهر على احترام الدستور وحسن سير المؤسسات الدستورية، وعلى صيانة الاختيار الديمقراطي».
انتهى الكلام

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيار الديمقراطي الخيار الديمقراطي



GMT 00:07 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

المغرب والجزائر.. واتحاد المغرب العربي

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 05:51 2018 الجمعة ,06 إبريل / نيسان

قضية الصحراء والمنعطفات الخطيرة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 08:15 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

قضية بوعشرين.. البراءة هي الأصل

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib