غسيل التاريخ ومعارك التلفزيون
شركة الخطوط الجوية النمساوية تُعلن تمديد توقف الرحلات الجوية إلى طهران وتل أبيب حتى 31 يناير المُقبل استشهاد أحد عناصر أمن الدولة اللبنانى جراء استهدافه بصاروخ موجه من طائرة مسيرة إسرائيلية فى النبطية انفجار جسم غريب في في العاصمة السودانية الخرطوم واستمرار الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وزارة الدفاع الروسية تُعلن قصف عدد من المطارات العسكرية الأوكرانية ومراكز مراقبة للطائرات بدون طيار خلال 24 ساعة اتهام 4 إسرائيليين بينهم ضابط بجيش الاحتلال بالإرهاب بعد مزاعم بأنهم أطلقوا قنابل مضيئة على منزل نتنياهو المرصد السوري يُفيد أن الطيران الروسي شن غارتين جويتين استهدفتا حي السليمانية في مدينة حلب دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حجب أغاني الفنانة أنغام على منصة "أنغامي" إيران تفرج عن مغني الراب توماج صالحي بعد إلغاء حكم بإعدامه عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب
أخر الأخبار

غسيل التاريخ ومعارك التلفزيون

المغرب اليوم -

غسيل التاريخ ومعارك التلفزيون

بقلم - عبد الرحمن الراشد

في عام 2013 شاهد جمهور التلفزيون العربي «سقوط الخلافة». لم تكن القصة محل جدل أو اعتراض، لأننا اعتبرناها مجرد عمل أدبي درامي تلفزيوني، وإن ترافقت مع صعود «الإخوان» في مصر وغيرها. المسلسل كان يروي ما عدّها دسائس هي التي أسقطت السلطان عبد الحميد، ويقوم بالدور هنا الممثل السوري القدير عباس النوري. الحقيقة أن السلطان والسلطنة سقطوا نتيجة طبيعية لاضمحلال الإمبراطورية التركية، وفشلها الإداري والفساد المستشري، وتقاسمت أراضيها قوى استعمارية منافسة لها. هزيمة الحرب العالمية الأولى جعلت تركيا عرضة للاحتلال، لولا كمال أتاتورك الذي قاتل المستعمرين، وحررها، ورفض «اتفاقية لوزان» المذلّة التي وقّعها السلطان العثماني، لهذا فإن للرجل قيمة كبيرة عند الشعب التركي اليوم أكثر من عبد الحميد وبقية السلاطين.
سريعاً ما امتلأت الشاشات بمسلسلات تاريخية تمجّد الدولة العثمانية، موجهة إلى المشاهدين العرب: «القرن العظيم» عن سليمان القانوني، عاشِر سلاطين الدولة العثمانية. «كوت العمارة» مسلسل يبرر لهزيمة الجيش العثماني في العراق في الحرب العالمية الأولى، ويتهم العراقيين بالخيانة، ويتناسى أنهم كانوا محتلين من الأتراك الذين يجبون الضرائب العالية ويسومون الناس العذاب. ويخترع المؤلف شخصية عراقية اسمها «محمد» يخدم الجيش العثماني، ويقاتل في صفوفه بالعراق في معركة كوت العمارة. ولم يكتفِ المؤلف بهذا العمل، فكتب مسلسلاً طويلاً سماه «قيامة أرطغرل»، يحاول فيه المقاربة بين صورة مؤسس السلطنة العثمانية بصورة الرئيس الحالي إردوغان، عمل ضخم من خمسمائة حلقة مدبلجة باللغة العربية! وكأن هذا الماراثون التلفزيوني لا يكفي، فأنتج الأتراك فيلماً دعائياً تاريخياً جديداً اسمه «المؤسس عثمان»، أيضاً، عن حياة أرطغرل بن سليمان شاه في القرن الثالث عشر، وفيلماً آخر اسمه «العاصمة» يحاول فيه عبد الحميد إنقاذ السلطنة العثمانية. ومن يشاهد «نتفليكس»، سيجد فيلماً دعائياً اسمه «الإمبراطورية العثمانية» يتحدث عن محمد الثاني ومعركة القسطنطينية.
أين المشكلة ما دام أنه من حق كل مَن شاء في الفضاء أن يُنتج ويبث ويسرد ما يشاء من قصص بلده؟ الأعمال الفنية تُنتَج للإمتاع والترفيه أو للتثقيف، وإن كان كذباً، أو للتمجيد القومي. الإشكال الخطير في الأعمال التركية أنها تريد شرعنة الأعمال العسكرية، والطموحات السياسية للرئيس الحالي وحزبه. هو نفس اعتراضنا على الأعمال الدينية والأدبية للنظام الإيراني التي حاولت التسلل في الماضي وفشلت.
الأتراك يستحضرون التاريخ لمنح نشاطهم المتزايد شرعية، وهذا ما يصرح به إردوغان ورجاله، مدّعين أن وجودهم في ليبيا عن حق تاريخي، وأنهم يدافعون عن مليون ليبي من أصول تركية يزعمون أنهم هناك. وهذا ما يفعلونه في شمال العراق وشمال سوريا، وحديثاً في طرابلس في لبنان، وكذلك الحديث عن جودهم التاريخي في قطر، وبالفعل كان لهم فصل تاريخي قصير في أواخر القرن التاسع عشر، وطُردوا من هناك بعد معركة عسكرية مذلّة.
السلطنة العثمانية ولّت إلى غير رجعة، لكن هناك من الجماعات الموالية لها، مثل «الإخوان المسلمين»، من تعمل على تسويق التاريخ العثماني في العالم العربي لإعطاء شرعية لتدخلات إردوغان، وإعلان نفسها -كحركة- امتداداً لها في المنطقة.
في الماضي، الحركات الوطنية العربية من كراهيتها للعثمانيين كانت مستعدة للتعاون مع القوى الاستعمارية الجديدة وتغلبت على سلاطين الأتراك، وكذلك في تركيا نفسها الشعب التركي انتفض ضدهم وانتصر من خلال الحركة القومية الكمالية. ربما يظن «الإخوان المسلمون» مع حزب إردوغان، أن تنظيمهم الأممي يستطيع استنساخ التجربة العثمانية، من خلال تزيين صورتها بإعادة روايتها على التلفزيونات العربية، وتبرير الحروب التي يخوضونها في المنطقة. وهي مقامرة لن تقضي على الأتراك الجدد في المنطقة بل على «الإخوان» أنفسهم الذين أصبحوا يشكلون خطراً فكرياً وحركياً على كل الدول، والذين حُظر حزبهم أخيراً في الأردن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غسيل التاريخ ومعارك التلفزيون غسيل التاريخ ومعارك التلفزيون



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:53 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهئ تداولاتها في أسبوع

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 03:39 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الركراكي يعيد أسماء بارزة لتشكيلة المنتخب المغربي

GMT 09:57 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

مخلفات الويسكي وقود حيوي للسيارات في إسكتلندا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib