وصلت العلاقات التركية - الأمريكية إلى حافة الهاوية!
ووصف رجب طيب أردوغان الإجراءات العقابية التى فرضها الرئيس دونالد ترامب بأنها حرب اقتصادية حقيقية.
وجدير بالذكر أن الرئيس ترامب استخدم عدة إجراءات ضد تركيا أهمها:
1- استخدام الدولار الأمريكى فى أسواق النقد ضد الليرة التركية.
2- فرض رسوم على صادرات الصلب والحديد التركى من 20 إلى 50٪، ما يعنى خسارة كبرى لهذه الصادرات.
3- فرض قيود على التجارة التركية إلى الولايات المتحدة.
تسبب ذلك فى هبوط الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها منذ عام، وانخفاض قيمتها عن تلك الفترة إلى 60٪!
وجاء رد «أردوغان» على الإجراءات الأمريكية بتهديده أمس «السبت» فى خطاب شعبى بأن تركيا سوف تضطر إلى البحث عن حليف آخر غير أمريكا.
وقال «أردوغان» إنه بحث فى مكالمة مطولة مع الرئيس فلاديمير بوتين إمكانية التعاون لمواجهة الحرب الاقتصادية التى فرضها الرئيس ترامب على موسكو وأنقرة على حد سواء.
وأشار «أردوغان» إلى أن العلاقات بين أنقرة وموسكو جيدة فى كافة المستويات، وأنه يتوقع أن يصل عدد السياح الروس لتركيا هذا الموسم إلى 6 ملايين سائح.
ما يقوله «أردوغان» فى حقيقة الأمر هو لعب بالنار للأسباب التالية:
1- يتجاهل الرئيس التركى الخلاف الموضوعى بين أنقرة وموسكو حول الموقف من الوجود التركى فى سوريا.
2- يتجاهل «أردوغان» الأثر النفسى العميق الذى خلّفه إسقاط الطيران الحربى التركى مقاتلة روسية على الحدود التركية - السورية.
3- يتجاهل «أردوغان» الخلاف العميق بين موقف «بوتين» من دعم الرئيس بشار ومعارضة الإسلام السياسى، فى الوقت الذى ينحو فيه «أردوغان» موقفاً مخالفاً.
فى الوقت ذاته يعتمد «أردوغان» فى سياسة التصعيد ضده على 3 مواقف أساسية:
1- وجود قاعدة أنجرليك الأمريكية وأهميتها الاستراتيجية للطيران الأمريكى وحلف الناتو.
2- موقع تركيا الجغرافى وتأثيره على العراق وسوريا وإيران وروسيا وبحر قزوين.
3- قوة تركيا العسكرية عالمياً ودورها فى الميزان التجارى للمنطقة.
هذا الشد والجذب، وهذه العناصر التى تعمل لصالح «أردوغان» من ناحية والتى تحاصره بقوة من ناحية أخرى، تضع تركيا أمام مفترق طرق حاد وخطير لا يحتاج إلى محاولة إمساك الرئيس التركى بالعصا من كل الاتجاهات!
إنها لحظة اختيار قاسية وصعبة.
يكفى أن اليورو تأثر بنتيجة هذه العقوبات بأن هبط لأدنى مستوى!