بقلم - عماد الدين أديب
يتشكل الآن، وبإصرار، وبجدية، التحالف الاستراتيجى لدول الشرق الأوسط، وهو ذلك التجمع السياسى العسكرى الذى يضم دول مجلس التعاون الخليجى، بالإضافة إلى مصر والأردن.
هذا التجمع إذا اكتملت له كل تجهيزاته ومقوماته فإنه سوف يشكل قوة موازية عربية للوقوف أمام قوى ثلاث غير عربية ظلت تدير شئون المنطقة، وهى: تركيا، إيران، إسرائيل.
تحالف الشرق الأوسط يضم أكبر تجمع فى النفط والغاز والصناديق السيادية فى العالم العربى والمنطقة.
هذا التحالف أيضاً، الذى أجرى مؤخراً، مجتمعاً أو منفرداً، أكثر من 30 مناورة عسكرية، آخرها مناورة «درع العرب»، يضم أقوى سلاح جو، وأقوى شبكة صواريخ، وأكبر عدد من تجمع قوات برية فى المنطقة.
الذى يهدد عمل هذا التجمع هو رغبة قطر فى توسيع نطاقه كى يضم تركيا.
ومنذ اللقاء التأسيسى الأول الذى عُقد فى نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، أصر وزير الخارجية القطرى فى مؤتمر صحفى عقده فى قنصلية بلاده عقب اللقاء على أمرين:
الأول: ضرورة إجراء مصالحة وإيقاف الخلاف القطرى مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، على أساس أن التحالف يكون بين أصدقاء، وليس بين خصوم -على حد قوله.
الأمر الثانى: هو الرغبة القطرية فى الاستقواء «بالصديق التركى» فى تحالف الشرق الأوسط.
تسعى واشنطن، وبقوة، إلى التنسيق الكامل والاستراتيجى مع هذا التحالف، بهدف إعادة التوازن للمنطقة ولإرسال رسالة واضحة إلى طهران، التى تسعى إلى تحريك حلفائها فى المنطقة ضد مصالح واشنطن وأصدقائها.
الأسابيع المقبلة سوف تشهد حركة نشطة لتحريك وتفعيل هذا التحالف، سياسياً وعسكرياً لمواجهة الحركة الإيرانية.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع