بوتين واليمين الشعبوي قصة «العشق الممنوع»
قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية وزارة الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1530عسكرياً أوكرانياً وتدمير عشرات الدبابات في 24 ساعة الجيش الإسرائيلي يُعلن مقتل 3 جنود في صفوفه من لواء جفعاتي بمعارك شمال قطاع غزة غانتس يؤكد أن إسرائيل أمام ساعات مصيرية ومنعطف حرج فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس"
أخر الأخبار

بوتين واليمين الشعبوي: قصة «العشق الممنوع»

المغرب اليوم -

بوتين واليمين الشعبوي قصة «العشق الممنوع»

بقلم : عريب الرنتاوي

من دونالد ترامب إلى ماري لوبان، تبدو علاقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باليمين الشعبوي في الغرب، أقرب ما تكون إلى “قصة العشق” ... ترامب لم يكف قبل الرئاسة وبعدها عن إبداء الإعجاب بشخصية “القيصر” وقيادته ورؤيته للعالم، وماري لوبن، ومن الكرملين بالذات، تبدي انبهارها برؤية الزعيم الروسي للعالم، فما السر وراء “قصة الحب المتبادل” هذه، وما الذي يراه كل فريق في الفريق الآخر؟

القلق من جماعات الإسلام السياسي، العنفية منها وغير العنفية، يُعد أحد القواسم المشتركة بين الفريقين ... بوتين يخشى على انتقال عدوى التطرف والإرهاب و”الانفصال” إلى ثمانية وعشرين مليون مسلم روسي، فضلاً عن الحزام الإسلامي المحاذي لروسيا في “الأوراسيا” ووسط آسيا ... فيما “الإسلاموفوبيا” هي القوة المحركة لليمين الشعوبي المتطرف في الغرب، والذي نجح في تعزيز نفوذه وحضوره في السنوات الأخيرة، على وقع موجات الهجرة واللجوء المتعاقبة، ومع تنامي التهديد الإرهابي للغرب، وهو في مجمله تهديد متدثر بإيديولوجيا إسلاموية.

القاسم المشترك الثاني، ويتمثل في الاستخفاف المتبادل الذي يبديه الجانبان حيال قضايا “حقوق الإنسان” و”التحول الديمقراطي”، بوصفها معياراً وشرطاً في تحديد شكل ومحتوى العلاقات الدولية، ودائماً تحت ستار “احترام سيادة الدول والحكومات”، حتى المتسلطة منها ... ترامب دفع إلى الخلف بكل هذه الاعتبارات في علاقاته الدولية، وكذا يفعل اليمين الشعوبي في أوروبا، الذي يؤمن بأن “الديكتاتوريات” قادرة على حفظ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما “الانتقال الديمقراطي” سيدخل المنطقة في حالة فوضى غير مرغوبة، كما تبدّى في السنوات الست الفائتة ... بوتين من جانبه، وروسيا عموماً، لم تشتهر باحترامها هذا المعيار في علاقاتها الدولية، بل وميلها لتفضيل التعامل مع أنظمة “الحزب الواحد” و”القائد الضرورة” على التعامل مع دول ومجتمعات محكومة بقواعد ديمقراطية وهوامش واسعة للتعددية وحرية الرأي والتعبير والتنظيم.

ملف حقوق الانسان والديمقراطية، من بين ملفات أخرى بالطبع، كانت سبباً رئيساً في تفكيك الاتحاد السوفياتي القديم، ومدخلاً لا يقدر بثمن لمحاولات الاختراقات الغربية للستار الحديدي المضروب حول جمهوريات الاتحاد ... وهو لا يزال سلاحاً فعالاً في مواجهة روسيا، وخط تماس لم يهدأ قط بين الغرب والاتحاد الروسي، وعندما تأتي زعامات يمينية شعوبية، لتلقي هذا السلاح جانباً، فهذا من دون شك، خبر جيد لقادة الكرملين.

القاسم المشترك الثالث، ويتعلق بضيق اليمين الشعوبي بـ “العولمة” و”التبادلات الحرة والمفتوحة” و”المواطنة العالمية” وتفضيله العودة لأنماط من الحمائية الاقتصادية والتجارية، ورفضه لمعظم إن لم نقل جميع اتفاقات التجارة الحرة، وجنوحه لاستنهاض “الهويات القومية”، حتى وإن تم ذلك على حساب “وحدات” و”اتحادات” راسخة، كما هو الحال في تجربة الاتحاد الأوروبي، حيث يلتقي ترامب مع لوبين وفيلدرز ونايجل فاراج، على ضرورة التخلص من تجربة الاتحاد والانسحاب من فضاء “منطقة اليورو”، والعودة بتاريخ القارة العجوز ستين عاماً إلى الوراء ... فهل ثمة أخبار أحسن من هذه تسقط برداً وسلاماً على سيد الكرملين، سيما إن بعض أوساط اليمين الشعبوي، خصوصاً ترامب، لطالما أبدوا ضيقاً بحلف “الناتو” ذاته، ولوحوا بتفكيكه أو إعادة صياغة دوره.

جنوح اليمين الشعبوي، للتخلي عن كثير من الأسلحة في مواجهة روسيا الصاعدة، وتحديداً التوقف عن مشاريع توسيع الأطلسي ونشر قواته على مقربة من الحدود الروسية، و”ضبضبة” ورقة حقوق الانسان، وتفكيك أو إضعاف “الوحدات والأحلاف الكبرى” اقتصادياً وعسكرياً، لا شك أنها ستعطي موسكو ميزة إضافية، هي بأمس الحاجة إليها، وهي تبحث لنفسها عن مكانة متجددة تحت الشمس.

لكن الأخبار السيئة ستظل تطارد المنخرطين في تجربة “العشق الممنوع”، أوروبا والولايات المتحدة (الديمقراطيات الغربية)، تتكشف عن طاقة مقاومة عالية جداً، صحيح أن اليمين نجح في إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن بريطانيا في الأصل، كانت على علاقة إشكالية ملتبسة ومشروطة بهذا الاتحاد، والصحيح كذلك أن الشعب الهولندي لقّن فيلدرز درساً ثميناً، وفرص لوبان في حكم فرنسا مهزوزة للغاية، أقله في الجولة الثانية، فيما يواجه ترامب تحديات جمّة في الداخل الأمريكي، ويلقى مقاومة ضاربة من مختلف مواقع السلطة والقرار في واشنطن، وهي كما هو معروف، لم تكن يوماً بين يدي رجل واحد.

هي لحظة مواتية للقيصر، إذ يتلقى الإشادة والإطراء من بعض قادة الغرب بعد سنوات من الاستهداف والاستعداء، بيد أنه يعرف من دون شك، أن “شهر العسل” مع هؤلاء، قد يكون قصيراً، بل وقصيراً بأكثر مما ينبغي.

المصدر : صحيفة الدستور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين واليمين الشعبوي قصة «العشق الممنوع» بوتين واليمين الشعبوي قصة «العشق الممنوع»



GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

GMT 06:13 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

GMT 06:18 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد رمضان يكشف أسباب تقديمه الأعمال الشعبية
المغرب اليوم - محمد رمضان يكشف أسباب تقديمه الأعمال الشعبية

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء

GMT 00:13 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

كنغولي يخلق جدلا داخل الجيش الملكي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib