إن صحت الأنباء

إن صحت الأنباء!

المغرب اليوم -

إن صحت الأنباء

بقلم : عريب الرنتاوي

إن صحت الأنباء، فإن فصائل مسلحة من «الجبهة الجنوبية»، تتحضر للقيام بعملية كبرى ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تدمر وجوارها ... حتى الآن، يبدو الخبر اعتيادياً، ولا يثير أي قدر من التفاؤل، ذلك أن هجمات هذه التنظيمات – تحديداً جيش سوريا الجديد – المتكررة على مواقع داعش على مقربة من المثلث الحدودي الأردني – السوري – العراقي، لطالما تكسرت، إلى الحد الذي أودى بتجربة هذا الجيش المدعوم أمريكياً ويقال إنه جرى حله مؤخراً.

لكن الجديد هذه المرة- إن صحت الأنباء مجدداً – فإن الهجوم المنتظر، المدعوم أمريكياً، سيكون منسقاً مع الجيش السوري، وبغطاء جوي روسي إضافي، إلى جانب الغطاء الأمريكي طبعاً ... وأن الأردن يلعب دور «المنسق العام» لهذا الجهد المشترك، انطلاقاً من التزامه بالحرب على داعش والإرهاب من جهة، وفي إجراء احترازي سيسهم في إبعاد تهديد «داعش» للبادية الأردنية المفتوحة على تدمر وجوارها من جهة ثانية.

وإن صحت الأنباء ثالثاً، فإن هذا «التطور» في الموقف الأردني، سيأتي امتداداً، وربما ترجمة لما سبق لرئيس هيئة الأركان الفريق الركن محمود فريحات والناطق باسم الحكومة محمد المومني، أن كشفا عنه في تصريحات مثيرة متتالية، عن استمرار التواصل والتنسيق مع دمشق، وعن وجود ضباط ارتباط بين الجانبين والجيشين، وعن «شعرة معاوية» التي لم تنقطع بين البلدين الجارين.

مؤسف أننا نتتبع التطورات والتغييرات التي تطرأ على الموقف الأردني من مصادر غير أردنية، في ضوء إحجام القائمين على الملفين السياسي (الخارجي) والدفاعي، عن البوح والمكاشفة، وترددهم في تقديم الإحاطة للرأي العام الأردني بكل جديد ناشئ في الموقف والسياسات ... وربما لهذا السبب بالذات، نؤثر الحذر والتردد في قبول المعلومات التي نتحصل عليها من مصادر إعلامية وسياسية مختلفة.

على أية حال، ومن باب التفكير الرغائبي، ننظر إلى تطور كهذا، بوصفه خطوة في الاتجاه الصحيح، باعتبار أن وجهة المواقف الإقليمية والدولية العامة، تتجه لإعطاء الحرب على الإرهاب، مكانة الصدارة والأولوية على ما عداها من خلافات وتناقضات ... وندرج هذه التطور – إن صحت الأنباء – في سياق الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الإرهاب الرابض على حدودنا الشمالية والشرقية ... وندعو لأن يكون بداية مرحلة «المبادرة» السياسية والميدانية على الجبهة الشمالية.

وينسجم هذا التطور – إن صحت الأنباء كذلك – مع دعوتنا السابقة، لقيام الأردن بمبادرة منسقة مع موسكو، لترتيب «مصالحات وطنية» على الجبهة الجنوبية، وصولاً للتوافق مع النظام في دمشق، وفصائل «الأمر الواقع» في الجنوب، باستثناء «النصرة» و»داعش»، من أجل إقامة «مناطق آمنة توافقية»، من دون خرق للسيادة السورية، وبترتيب أممي يكفل إيصال المساعدات لمستحقيها من طالبي الهجرة واللجوء، الهاربين من جحيم المعارك، وربما يجري تأهيل هذه المنطقة في مرحلة متقدمة، لكي تلعب دوراً في امتصاص فائض اللاجئين السوريين في الأردن، وقد يجري التفكير بنقل مخيمات اللجوء السوري من شمال الأردن إليها.

الطريق بين عمان ودمشق، وصولاً إلى بيروت، بات سالكاً وآمناً، لا تعرقله سوى مسافة قصيرة على مقربة من الحدود السورية – الأردنية تسيطر عليها فصائل مسلحة، وإن أمكن دفع هذه الفصائل بعيداً عن هذا الطريق الدولي، فإن أطواق الحصار التي تعتصر الاقتصاد والتجارة وحركة المواطنين الأردنيين، ستبدأ بالتفكك، تزامناً مع الأنباء السارة التي تبشر بقرب إعادة فتح معبر طريبيل مع العراق ... يكفي عامان أو أزيد من الحصار، فنحن في أمس الحاجة لمواجهة ما يعترضنا من تحديات اقتصادية ومالية وتجارية خانقة.

ثم أننا نجدها مناسبة مهمة – إن صحت الأنباء أيضاَ وأيضاً – لكي يقوم الأردن بتشجيع فصائل الجبهة الجنوبية على الانخراط في مسار «التهدئة» والدخول في مسار «الأستانة – جنيف» الذي سينطلق قريباً، ويبدو أن عمان، شأنها في ذلك شأن الرياض والدوحة، وحتى القاهرة، ما زالت «خارج السمع»، وليس من مصلحة الأردن ولا أصدقاءه السوريين في الجنوب، أن يستمر الحال على هذا المنوال.

تحريك المياه الراكدة على الجبهة الجنوبية أمرٌ بالغ الأهمية والحيوية، سياسياً على درب المصالحات والمفاوضات، وميدانياً في مواجهة التنظيمات الإرهابية، التي لا يبعد بعضها أكثر من كيلومتر واحد عن حدودنا، فيما التهديد القادم من تدمر في سوريا والقائم في العراق، يبلغ مستوى غير مسبوق، في ضوء هزائم «داعش» وانكفاءاتها.

المصدر : صحيفة الدستور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إن صحت الأنباء إن صحت الأنباء



GMT 07:14 2021 الجمعة ,24 كانون الأول / ديسمبر

"العالم المتحضر" إذ يشتري البضاعة القديمة ذاتها

GMT 06:17 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

"فتح" و"حماس" ولبنان بينهما

GMT 06:13 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

GMT 06:18 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

أزمة قراءة أم أزمة خيارات؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib