سببان لحملة ترامب على الصين

سببان لحملة ترامب على الصين

المغرب اليوم -

سببان لحملة ترامب على الصين

بقلم - عريب الرنتاوي

لا يتوقف الرئيس الأمريكي عن كيل الاتهامات للصين بالتسبب بتفشي جائحة كورونا، فهو مبكراً، أطلق على الفيروس اسم "الفيروس الصيني"، وظل يكرر هذا الوصف، على ما يستبطنه من نزعة "عنصرية" كريهة، وبالرغم مما أثاره من انتقادات لاذعة، داخل الولايات المتحدة وخارجها.
 
اليوم، يواصل ترامب ووزير خارجيته اتهاماتهما للصين، تارة بالقول إن الفيروس "مصنّع" في أحد مختبرات وهان، وأن خطأً بشرياً ربما يكون تسبب في تسربه وانتشاره...وتارة ثانية بالقول إن بكين لزمت الصمت والإنكار حين كان يتوجب عليها البوح والإفصاح عمّا لديها من معلومات حول الفيروس ومدى خطورته وطرق انتشاره وأساليب الوقاية منه، حتى لا يصيب البشرية برمتها، بما أصابها.
 
في البحث عن جذور الموقف الصيني، يميل ترامب، بحكم خبرته وإرثه الشخصي، للتركيز على الدوافع الاقتصادية، فالصين تريد احتكار "الترياق" وأدوات الوقاية والاحتراز، لتتمكن من بيعها للعالم بأسره، وجني مليارات الدولارات...بومبيو أكثر تركيزاً على "الجانب الإيديولوجي"، وفي كل مرة، يأتي فيها على ذكر الفيروس يمضي في شرح مفصل عن الحزب الشيوعي الحاكم، وميله لإخفاء المعلومات، وقبضته الحديدة، إلى غير ما هنالك من اتهامات ترتبط عادة بالأنظمة الشمولية.
 
لدى الرئيس، "مصلحتان" في تكثيف الحملة على الصين، بصرف النظر عمّا يمكن أن تكون قارفته الأخيرة من أخطاء وخطايا، سواء أكانت نابعة من "الجشع" كما يقول ترامب أو من الإيديولوجية التوتاليتارية كما يلمح بومبيو:
 
الأولى؛ انتخابية، على مبعدة أقل من نصف سنة على استحقاق نوفمبر الرئاسي، وهي لحظة حرجة وحاسمة في حياة الرئيس السياسية، و"المصلحة" هنا تقتضي البحث عن "شمّاعات" تُعلق عليها الأخطاء، وتنسب إليها تجربة الفشل في إدارة أزمة كورونا...لقد جعلت إدارة ترامب لأزمة كورونا من الدولة الأعظم "أضحوكة"، بدل أن تكون نموذجاً مثيراً للإعجاب والانطباع...لا يكفي إلقاء التهمة على الـ“Fake News” أو رميها على اليسار المتطرف “Radical Left” و"الديمقراطيين الذين يفعلون شيئاً “Do Nothing Democrats”، إذ لا بد من البحث عن سبب قاهر، ويفضل أن يكون خارجياً، لتبرئته ساحته ودرء الاتهامات عن قيادته "الملهمة" بالتقصير وسوء الإدارة.
 
والثانية؛ اقتصادية بامتياز، فالرجل يدرك أن من خصائص "عالم ما بعد كورونا"، تقدم الصين وتراجع الولايات المتحدة في "المباراة الاقتصادية" بين العملاقين...,وهو مسار كان شق طريقه قبل كورونا بسنوات، وجاءت الجائحة لتزيده تسارعاً..."عزل الصين ونبذها"، "فرض عقوبات اقتصادية جائرة عليها"، "إرغامها على دفع تعويضات فلكية"، تأليب العالم لفعل ذلك، بدءاً بأوروبا، هو هدف حملة الاتهامات التي لا تكل ولا تمل التي يقودها الرئيس الأمريكي ضد الصين.

لا يهم هنا، ما إذا كانت الاتهامات مبنية على شواهد ودلائل أم لا...الولايات المتحدة لا تنتظر البراهين لشن الحروب العسكرية والاقتصادية (العراق نموذجا) ...ولا يهم إن اتفقت مع تقارير منظمة الصحة العالمية والاستخبارات الأمريكية أم لا، فالأولى اتهمها الرجل بأنها "عملية للصين ومتواطئة معها"، وقد قطع عنها المساعدات والمساهمات الأمريكية...وعلاقته بالثانية منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض اتسمت بانعدام الثقة والشكوك المتبادلة.
 
لا يعني ذلك أن حرباً عسكرية أمريكية – صينية باتت على الأبواب، كما يتوقع المتطيّرون، لكن المرجح أن الحرب التجارية بين العملاقين ستتأجج ما أن تضع الجائحة أوزارها.
 
اتهام الصين بـ"تصنيع" الفيروس و"تعديله وراثياً"، والتعمد في إخفاء المعلومات بدافع الجشع والنهم، شيء، وانتقاد الصين على نظامها السياسي المغلق، وقلة شفافيتها شيء آخر..."شيطنة" الصين لأهداف "شيطانية" شيء، ونقد النموذج الصيني الشمولي شيء آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سببان لحملة ترامب على الصين سببان لحملة ترامب على الصين



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 19:50 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود يسيطر على أزياء السهرة
المغرب اليوم - اللون الأسود يسيطر على أزياء السهرة

GMT 09:42 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أهم الوجهات الثقافية في جدة لعشاق الفنون
المغرب اليوم - أهم الوجهات الثقافية في جدة لعشاق الفنون

GMT 10:00 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لتنسيق أثاث غرفة الطعام بأناقة
المغرب اليوم - أفكار لتنسيق أثاث غرفة الطعام بأناقة

GMT 08:57 2015 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

ظاهرة الدعارة تتفشى في مختلف أحياء مراكش

GMT 10:19 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الدرك الملكي يلقي القبض على شبكة للهجرة السرية في الناظور

GMT 19:45 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

منع "الحراكة" من الحصول على الوثائق الإسبانية

GMT 05:59 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مجوهرات "ديور" تشع بالحياة بألوانها وأشكالها المميزة

GMT 19:16 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

محمد أوزال المرشح الوحيد لرئاسة الرجاء البيضاوي

GMT 04:13 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

"أبل" تجهز لإنتاج سيارات بحلول العام 2025

GMT 18:41 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

إنستجرام يختبر ميزة جديدة لطلاب الجامعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib