تقليص الصراع أو الانفصال عن الفلسطينيين والاحتفاظ بأرضهم
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

"تقليص الصراع" أو الانفصال عن الفلسطينيين والاحتفاظ بأرضهم

المغرب اليوم -

تقليص الصراع أو الانفصال عن الفلسطينيين والاحتفاظ بأرضهم

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

تهيمن نظرية ”تقليص الصراع“ بشكل متزايد على تفكير ”النخب السياسية والأمنية“ الحاكمة في إسرائيل، بالذات في عهد حكومة بينت – لبيد، ”حقوق الملكية الفكرية“ لهذه النظرية تعود لأستاذ التاريخ الإسرائيلي ميخا غودمان، في كتابه ”مصيدة 67“ وفي عدد من المقالات التي نشرت له بالفرنسية، وهو صديق مقرب من بينت، ومستشار غير مُعيّن رسميا لرئيس حكومة الائتلاف.

تنهض نظرية “Shrinking the Conflict”، على جملة فرضيات، منها: ”الإجماع الخفي“ بين مختلف التيارات السياسية والإيديولوجية في إسرائيل حول الحاجة للانفصال عن الفلسطينيين وضرورة الاحتفاظ بأرضهم، وإدارة الصراع عبر ”تقليصه“ بدل حله، واستبعاد فكرة الحل النهائي التوافقي الناجم عن مسارات تفاوضية معقدة بين الأطراف.. وبهذا المعنى، تلبي ”النظرية“ رغبة اليسار واليمين بالانفصال عن الفلسطينيين، وتمكّن اليمين من الاحتفاظ بـ“القدس ويهودا والسامرة“، وتسهم في الوقت ذاته، في خلق ”الانطباع“ لدى ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، بأنهم يتدبرون أمر معاشهم وحياتهم اليومية، بعيدا عن الاحتلال وبمعزل عن الاحتكاك بقواته ومستوطنيه، حتى وإن كان انطباعا زائفا.

وثمة موقع إلكتروني رائج في إسرائيل، يحمل الاسم ذاته “Shrinking the Conflict”، يروّج للنظرية، ويحمل شعار: ”خطوات صغيرة بأثر كبير“…أما عأدوات ترجمتها، فتقوم على ”ربط“ جزر الأرخبيل الفلسطيني بعضها ببعض بشبكة معقدة من الطرق والأنفاق والجسور، تديرها سلطة فلسطينية، وتمكن الفلسطينيين من التنقل في عموم الضفة، من دون الاحتكاك بحواجز الجيش أو المرور بمستوطني الضفة، وتفترض توسعة جسر الملك حسين لتسهيل سفر الفلسطينيين للخارج، وزيادة التصاريح الممنوحة للعمال الفلسطينيين للعمل داخل ”الخط الأخضر“، وإنشاء محطة ركاب في الضفة لتمكينأهلها من استخدام مطار بن غوريون، فضلا عن تسهيلات في التجارة عبر الموانئ الإسرائيلية، وزيادة الصادرات والواردات الفلسطينية، بمعزل عن ”اتفاق باريس الاقتصادي“.

النظرية تغرف من سلة ”السلام الاقتصادي“ لبنيامين نتنياهو، وكلتاهما تلحظان احتفاظ إسرائيل بسيادتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بيد أن الأولى تضيف للثانية، هوامش حركة أوسع للفلسطينيين داخل ”فقاعات“سلطتهم وكيانهم القائم حاليا، ولا تستبعد توسعة حدود المنطقتين (أ و ب)، بنسبة 2-5 بالمئة، للتوسعة العمرانية وإنشاء مدن صناعية لتوظيف فائض العمالة الفلسطينية.

والنظرية تدعو إسرائيل لضم جهودها إلى جهود السلطة الفلسطينية من أجل الاعتراف بدولة فلسطينية، ولكن من دون تعريف حدودها، تماما مثلما حصل مع إسرائيل التي تحظى باعتراف 160 دولة من دون أن تكون لها حدود وخرائط نهائية كسائر دول العالم.

ميزة هذه ”النظرية“ أو خطورتها بالأحرى، تكمن في كونها لا تتطلب الدخول في مسار تفاوضي حول النهائي، ولا تشترط تخلي الفلسطينيين عن مطالباتهم المعروفة في الحل النهائي (القدس، عودة اللاجئين، أو الانسحاب الكامل)، كما أنها تسقط عنهم عبء الاعتراف بـ“يهودية الدولة“ الذي أصرت عليه حكومات إسرائيل الأخيرة … بل وقد يكون بمقدور السلطة أن تنسب الفضل في تحسين ظروف حياة الفلسطينيين لـ“حكمتها وحنكتها“ الدبلوماسيتين، طالما أنها لم تُقدّم رسميا، أي تنازلات إضافية (؟!).

ومن عناصر قوتها أيضا، أنها تلتقي مع مقاربة إدارة بايدن في إخماد الصراع وإطفائه، عبر ما يسمى بإجراءات بناء الثقة على محور الضفة الغربية والتهدئة على جبهة قطاع غزة، وهي ”بديل“ لبعض الأطراف الفلسطينية والإقليمية والدولية، عن العجز والفشل في ترجمة ”حل الدولتين“، يمكّنها من تفادي السقوط في ”الفراغ“، والزعم بأنه ”بديل انتقالي“، مع أنه من منظور إسرائيلي، هو ”الحل النهائي“ بذاته.

وبالحديث عن غزة وتهدئتها، يمكن القول إن القطاع مشمولٌ بدوره بـ“تقليص الصراع“ وله ترتيب آخر، بالنظر لخصوصيته واختلاف موقعه في الاستراتيجية والإيديولوجيا الصهيونيتين، ودائما من بوابة ”التهدئة“ بمختلف مندرجاتها، وأهمها ضمان عدم تمكين حماس من إعادة ملء مستودعاتها بالصواريخ والقذائف والقواذف، وقيام الأخيرة بدورها في حفظ الأمن والاستقرار، نظير مساعدات إنسانية وتسهيلات في ملف إعادة الإعمار …وإذا كان نفتالي بينت هو الأكثر انشغالا بتقليص الصراع في الضفة، فإن بيني غانتس، صاحب نظرية ”الاقتصاد مقابل الأمن“، هو المولج أكثر من غيره، ومن موقعه كوزير للدفاع، بملف القطاع.

نظرية ”تقليص الصراع“ ليست جديدة كل الجدّة، فبعض عناصرها وفرضياتها، مبثوث في الخطاب السياسي والإيديولوجي لأحزاب إسرائيل … وترجمتها ليست معلقة على شرط موافقة الفلسطينيين عليها، فنحن نرى ترجمة متدرجة لبعض عناصرها ومحاورها منذ أن تشكلت الحكومة الإسرائيلية الجديدة … وهي فوق هذا وذاك، لا تقطع مع المستقبل باحتمالاته المفتوحة، ومن بينها انخراط ”الكيان الفلسطيني“ الناشئ بعلاقة كونفدرالية مع إسرائيل أو الأردن، أو كلاهما معا في إطار بينلوكس ثلاثي الأبعاد… لا أحد من أنصار هذه اللعبة مشغول بـ“خط النهاية“، فالأكثر أهمية هو ”خلق سياق“ تذوب فيه مع الوقت، وبالتدريج، مطالب الفلسطينيين وتتبدل أولوياتهم.

أخيرا، فإن نظرية ”تقليص الصراع“ تبني على خلاصة خبرة إسرائيلية متراكمة، في تحويل المؤقت إلى دائم، والانتقالي إلى نهائي … ترتيبات أوسلو المؤقتة والانتقالية، باتت هي ”الحل النهائي“ من منظور إسرائيل، لكن ما تفوّته هذه النظرية وأصحابها، أنها وأنهم، لا يأخذون بنظر الاعتبار كفايةً، خلاصة الخبرة الفلسطينية المتراكمة والمديدة، فإدارة الصراع عبر تقليصه، يمكن أن تنجح لبعض الوقت مع بعض قطاعات الشعب الفلسطيني، لكنها لا تنجح، ولن تنجح طوال الوقت، مع شعب انتفض في أيار 2021 محتفيا على طريقته، بمئوية أولى انتفاضاته: هبة أيار 1921.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقليص الصراع أو الانفصال عن الفلسطينيين والاحتفاظ بأرضهم تقليص الصراع أو الانفصال عن الفلسطينيين والاحتفاظ بأرضهم



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib