بكين ـ المغرب اليوم
يتعاظم دور الكمبيوتر في الصراع بين الأجهزة الأمنية الصينية والأمريكية، فبعد أن وجهت واشنطن تهمة التجسس إلى خمسة من ضباط الجيش الصيني وسرقة وثائق تجارية سرية، وطلبت تسليمهم إلى القضاء الأمريكي. ذكرت وسائل الإعلام الصينية، أن هناك دولة أجنبية تسعى عبر شبكات التواصل الاجتماعي الصينية إلى تجنيد عملاء لها، وقد تم كشف 30 فردا منهم. وحسب رأي الخبراء فإن الهجمات الإلكترونية هي صفة العالم الجديد، ونتجت عن العولمة. وقد ردت بكين على الاتهامات الأمريكية بشدة وأعلنت أن الأمريكيين نفسهم يتجسسون على زعماء وشركات خاصة في الصين وغيرها من البلدان. لم تنته الأمور عند هذا الحد، فقد أعلنت وسائل الإعلام المركزية الصينية أن "دولة أجنبية" خلال أعوام 2007 – 2013 جندت عبر الإنترنت 40 جاسوسا في 20 محافظة صينية وحصلت منهم على معلومات عسكرية. تحاول المخابرات الأجنبية بالدرجة الأولى، تجنيد طلاب الجامعات والمعاهد التي لها علاقة بالقوات المسلحة، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية الصينية عام 2012 من كشف 30 طالبا وافقوا على التعاون مع المخابرات الأجنبية مقابل مبالغ مالية. وتقول صحيفة "South China Morning Post" إن نشر هذه المعلومات هو رد على اتهامات واشنطن. كما أنها تحذير لمستخدمي الإنترنت ليكونوا أكثر حذرا عند تعارفهم مع آخرين عبر الشبكة. من جانبها بدأت واشنطن تضيق الخناق على مستخدمي الإنترنت في الصين، وتدرس مسألة رفض منح تأشيرات دخول للصينيين الراغبين في حضور المؤتمر الدولي الخاص بالقرصنة الإلكترونية، الذي سيعقد في لاس فيغاس قريبا. يقول نائب رئيس معهد بلدان آسيا وأفريقيا التابع لجامعة موسكو، اندريه كارنييف"إن الولايات المتحدة من دون خجل تسرق الأسرار وتقوم بالتنصت على البلدان الأخرى والشركات الخاصة، وهذا ما كشفة إدوارد سنودن. مع العلم أن البلدين لا ينويان التخلي عن القيام بهجمات إلكترونية". وأضاف، لقد سبق لواشنطن أن حاولت وضع العراقيل أمام الصينيين الراغبين في زيارة المؤسسات العلمية والشركات الخاصة، "المسألة ليست فقط في الوصول إلى المعلومات السرية، لأن شبكة الإنترنت أصبحت ساحة معارك فكرية. وتحاول الولايات المتحدة استخدامها لدعاية الديمقراطية الغربية كونها أفضل من النظام القائم في الصين".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر