موسكو - حسن عمارة
انتقد الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الثلاثاء، مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تقديم المساعدة العسكرية إلى أوكرانيا مقابل حق الوصول إلى العناصر الأرضية النادرة في البلاد، التي تكافح لوقف الغزو الروسي.وقال بيسكوف للصحافيين: "إذا أطلقنا على الأشياء اسماً، فإن هذا الاقتراح يعد شراءً للمساعدة، بمعنى آخر، ليس تقديمها دون شروط، أو لأسباب أخرى، ولكن على وجه التحديد لتقديمها على أساس تجاري. من الأفضل بالطبع عدم تقديم المساعدة على الإطلاق"، بحسب ما أوردته وكالة "تاس" الروسية.
وكان الرئيس الأميركي، قال الاثنين، إنه يريد صفقة تمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى العناصر الأرضية النادرة في أوكرانيا، مقابل استمرار المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف.
ورأت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن الاقتراح يتماشى مع استراتيجية تبنتها أوكرانيا لتعميق العلاقات مع إدارة ترمب، من خلال السماح للولايات المتحدة بالوصول إلى المعادن الحيوية المستخدمة في الصناعات التكنولوجية العالية.
وكرر ترمب، خلال تصريحات في البيت الأبيض، الشكاوى من أن واشنطن قدمت دعماً لأوكرانيا أكثر من حلفائها الأوروبيين، مضيفاً: "نحن نتطلع إلى إبرام صفقة حيث سيؤمنون ما نقدمه لهم من عناصر نادرة وأشياء أخرى".
ووصف ترمب حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأنها منفتحة على ذلك، موضحاً: "نحن نضع مئات المليارات من الدولارات. لديهم عناصر نادرة رائعة. وأريد أمن المعادن النادرة، وهم على استعداد للقيام بذلك".
وقال شخص مقرب من زيلينسكي لصحيفة "فاينانشال تايمز"، إن تصريحات ترمب "تبدو متوافقة مع خطة النصر" التي قُدّمت له، في الخريف الماضي.
وأضاف المصدر أن أوكرانيا عرضت على ترمب "شروطاً خاصة" للتعاون في الموارد الرئيسية، مؤكدة على الحاجة لحمايتها من روسيا وإيران.
وقدم زيلينسكي تصوراً للخطة إلى ترمب، عندما التقاه في نيويورك خلال الحملة الانتخابية الأميركية، في سبتمبر الماضي.
ويشمل هذا المخطط، تقاسم الموارد الطبيعية الحيوية مع الشركاء الغربيين، وسحب القوات الأميركية في أوروبا ونشر قوات أوكرانية بدلاً منها، ومنح ترمب سلطات فحص الاستثمار للتصدي للمصالح التجارية الصينية في أوكرانيا.
وتحتفظ كييف باحتياطيات هائلة من التيتانيوم وخام الحديد والفحم، فضلاً عن نحو 500 ألف طن من الليثيوم غير المستغل، والتي تقدر قيمتها مجتمعة بعشرات التريليونات من الدولارات.
وبعض هذه الموارد معرضة لخطر الضياع أمام القوات الروسية المتقدمة في شرق أوكرانيا، أو أنها وقعت بالفعل تحت الاحتلال الروسي.
الرئيس السابق لوكالة الدولة الأوكرانية للترميم وتطوير البنية الأساسية، مصطفى نايم، اعتبر أن "السيطرة على الموارد المعدنية (أصبحت) جزءاً من الحرب".
وأضاف أن كييف لا تقاتل من أجل أراضيها فحسب، "بل وأيضاً من أجل الحق في إدارة ثرواتها الاستراتيجية، والتي ربما تكون عاملاً حاسماً في تعافيها".
وتعهد ترمب بإنهاء حرب روسيا ضد أوكرانيا بسرعة، وقال في وقت سابق إن إدارته أجرت محادثات "جدية للغاية" مع روسيا بشأن الحرب.
وقال ترمب، الاثنين: "لقد أحرزنا الكثير من التقدم بشأن روسيا وأوكرانيا. سنرى ما سيحدث. سنوقف هذه الحرب السخيفة".
وفي حين أن ترمب أظهر حماساً لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، فإن اقتراح الرئيس الأميركي بأنه صاغ جزءاً من خطة مع روسيا دون الرجوع إلى أوكرانيا أثار حفيظة قادة كييف.
وفي حديثه لوكالة "أسوشيتد برس"السبت، قال زيلينسكي، إن فريقه تواصل مع مستشاري ترمب ويتوقع اجتماعات شخصية قريباً، مضيفاً: "ربما تكون لديهم علاقاتهم الخاصة، لكن الحديث عن أوكرانيا دوننا، أمر خطير على الجميع".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر