يتوقّع الكثيرون بأن يقدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تصديقا عاما شاملا على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال زيارته بريطانيا هذا الأسبوع، مدّعيا أنّ قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي جزء مِن موجة التغيير العالمية التي جعلته رئيسا للولايات المتحدة يسكن البيت الأبيض.
يبتعد عن لندن مُتوجّهًا إلى أسكتلندا
يخشى المسؤولون في البيت الأبيض من أن تؤدي الاحتجاجات الواسعة النطاق وظهور "بالون الطفل ترامب" فوق مبنى البرلمان، في تشويه الرحلة التي تستغرق 4 أيام، وتتسبب في توجيه الرئيس الأميركي الانتقادات إلى مضيفيه، إذ سيتم إبعاد ترامب عن شوارع العاصمة البريطانية لندن كجزء من جدول مدروس بعناية مصمم لحمايته من المظاهرات، ومع ذلك، أشار مسؤولو البيت الأبيض إلى أنه مراقب شره للتلفزيون وسيكون على علم تام بما يحدث في العاصمة، وأشار أحد كبار أعضاء الحزب الجمهوري إلى أن ترامب سيقضي عطلة نهاية الأسبوع بأكملها في أسكتلندا، إذ يقيم في منتجع ترامب تيرنبيري للغولف، لمشاهدة التلفزيون واستخدام حسابه عبر "تويتر".
وصف داوننغ ستريت إقامته في أسكتلند، من ليلة الجمعة إلى الأحد، بأنها "عنصر خاص في الزيارة الرسمية".
لن يلتقي الوزيرة الأسكتلندية الأولى
تدير حكومة المملكة المتحدة هذه الرحلة التي تستغرق 4 أيام، لكن الحكومة أوضحت أن رئيسة الوزراء، تيرزا ماي، لن تخرج إلى الشمال من الحدود حيث إسكتلندا، ومن المتوقع الترحيب بترامب لدى وصوله إلى أسكتلندا من قبل السكرتير الأسكتلندي ديفيد مونديل.
ويبدو من المرجح أنه لن يلتقي نيكولا ستيرغيون، ووفقًا لمصدر حكومي أسكتلندي، حيث لم يكن هناك اجتماع مقرر حسب ما هو قائم مع الوزير الأول، فقد كانت ستيرغيون ناقدا صريحا لترامب وجرّدته من دوره كسفير لأعمال أسكتلندا عام 2015 بعد أن حاول منع المسلمين من دخول أميركا، وفي الأسبوع الماضي سخرت من الرئيس بسبب معركته ضد توربينات الرياح التي يجري بناؤها بالقرب من أحد ملاعب الغولف التابعة له.
ويستخدم ترامب رحلته في عطلة نهاية الأسبوع إلى أسكتلندا كعطلة بين الاجتماعات الرسمية مع تيريزا ماي، الجمعة، وقمته مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في هلسنكي الإثنين، ومن المتوقع أن يقضي معظمها في لعب الغولف، ويمكنه حتى الاستمتاع بجولة مع الأمير أندرو، لكنه قد يدعو أيضًا أصدقاء آخرين للانضمام إليه.
وينتظر نايغل فراج، القائد السابق لـ"أوكايب"، بفارغ الصبر دعوة للقاء ترامب، ولم يستبعد مصدر مقرب من البرلمان الأوروبي عقد اجتماع بين الرجلين اللذين تجمعا ببرج ترامب في نيويورك بعد انتخاب ترامب.
ويقام عشاء ليلة الجمعة في قصر بلينهايم، أوكسفوردشاير، مسقط رأس وينستون تشرشل، بحضور 150 من قادة رجال الأعمال البريطانيين، وسط عدة عروض عسكرية تم تصميمها لترامب.
الملكة والبريكست من بين أولوياته
وقال المسؤول الجمهوري إن "أهم ما في الرحلة للرئيس ترامب أنه سيقابل الملكة في قلعة وندسور، كما أنه سيكون حريصًا على سماع إحراز تقدم نحو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأتوقع منه إعطاء تأييد كامل للتصويت على ترك الاتحاد الأوروبي".
وتداول الرئيس الشتائم مع عمدة لندن، صادق خان، عبر "تويتر" في الماضي وهناك مخاوف بين مساعديه بشأن تكرار هذا السلوك.
تأتي زيارة ترامب في الوقت الذي يقلل فيه البيت الأبيض من العلاقة الخاصة مع بريطانيا، ويبرز بدلا من ذلك العلاقات مع فرنسا ويمدح الرئيس إيمانويل ماكرون لزيادة إنفاقه على الدفاع.
خلافات ترامب وماي
ويعتقد بعض المسؤولين البريطانيين بأن نفوذ لندن في البيت الأبيض يصل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، وعلى وجه العموم، يؤكد الدبلوماسيون على التعاون الدفاعي والاستخباراتي والتاريخ المشترك أكثر من أي كيمياء شخصية بين ترامب وماي.
وقال مسؤول بريطاني "هذه إدارة" أميركا أولا "ولا يدخل البريطانيون في هذا الأمر أكثر من أي بلد آخر"، مضيفًا "ليس لدينا الكثير من لقوله، ولكن إلى حد ما هذا هو الاتجاه الذي بدأ في عهد الرئيس أوباما، والذي كان يشكك في التقارب بين جورج دبليو بوش وتوني بلير".
وتعثرت العلاقة بين ترامب وماي بعد أن نبهته لمشاركته أشرطة فيديو دعائية من مجموعة يمنية بريطانية متطرفة تسمى "بريطانيا أولا" ووفقا للمقربين من الرئيس، فإن العلاقة بين الزعيمين في طريقها للتعافي.
وقال تيد مالوش، الذي كان مرشحًا ليصبح سفير دونالد ترامب في الاتحاد الأوروبي "لا يحب ترامب الخاسرين، لكنه لم يعطِ ماي الوقت"، مضيفًا "وكون تيريزا ماي من مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي، يبدو أنها ستواصل العلاقة مع ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، حتى مع رئيس المفوضية الأوروبية، جان لود جونكر، أكثر من حلفائها التقليديين، لكن الولايات المتحدة تريد تغيير ذلك، حيث تريد شريكا حقيقيا وليس فتاة ضعيفة".
وبينما تبدو العلاقة غير قوية بين ماي وترامب، قال وودي جونسون، سفيرالولايات المتحدة في لندن "لا نزال ملتزمين بالعلاقة الخاصة، علاقتنا نابضة بالحياة أكثر من أي وقت مضى".
وزعم جونسون أن ترامب على استعداد لتقديم صفقة تجارية "خالية من التعريفات" إلى المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن ورقة إعلامية لمجلس الوزراء أشارت إلى أن خطط المملكة المتحدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تعوق الصفقات عبر الأطلسي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر